علامات تكشف أن الجسم لا يحتاج إلى «فيتامين د»

يعد «فيتامين د» من أهم العناصر التي يحتاجها الجسم للحفاظ على توازنه وصحته العامة، فهو يلعب دورًا رئيسيًا في امتصاص الكالسيوم ودعم صحة العظام والأسنان والمناعة، غير أن البعض يعتقد أن نقص هذا الفيتامين منتشر دائمًا بين الناس، بينما الحقيقة أن هناك علامات واضحة يمكن أن تدل على أن الجسم لا يحتاج إلى «فيتامين د»، أي أن نسبته في الدم كافية وربما مرتفعة، وهو ما يستدعي الانتباه لأن زيادة «فيتامين د» قد تكون ضارة تمامًا كما أن نقصه مضر.
الشعور بالطاقة والحيوية
عندما يكون مستوى «فيتامين د» في الجسم طبيعيًا، يشعر الإنسان بطاقة متجددة وبقدرة على أداء مهامه اليومية دون تعب مفرط، فالشعور الدائم بالحيوية وعدم الخمول بعد النوم أو العمل إشارة إلى أن الجسم لا يعاني من نقص في «فيتامين د»، إذ إن هذا الفيتامين يرتبط بشكل وثيق بإنتاج الطاقة داخل العضلات وبكفاءة الجهاز العصبي، ولهذا فإن الأشخاص الذين يتمتعون بنشاط جيد غالبًا لا يحتاجون إلى تناول مكملات «فيتامين د».
قوة العظام والأسنان
يُعرف «فيتامين د» بأنه فيتامين العظام، لأنه يسهم في امتصاص الكالسيوم في الدم، وبالتالي فإن العظام القوية والأسنان السليمة من أهم العلامات على أن الجسم لا يحتاج إلى «فيتامين د»، فإذا كانت المفاصل مرنة ولا توجد آلام متكررة في الركبتين أو العمود الفقري أو الأسنان، فذلك يعني أن الكمية الموجودة في الجسم من «فيتامين د» كافية تمامًا، بينما الإفراط في تناوله دون حاجة قد يؤدي إلى تراكم الكالسيوم في الدم وإلحاق الضرر بالكلى.
انتظام النوم والمزاج
من العلامات التي تدل على توازن مستوى «فيتامين د» في الجسم أن النوم يكون منتظمًا والمزاج مستقرًا، فالأشخاص الذين يعانون من نقص هذا الفيتامين غالبًا ما يشعرون بتقلبات مزاجية أو اكتئاب خفيف أو أرق ليلي، أما في حال كان الجسم يحصل على الكمية المطلوبة من «فيتامين د» فإن هرمون السعادة «السيروتونين» يعمل بشكل متوازن مما ينعكس على الحالة النفسية والنوم العميق.
بشرة نضرة وشعر صحي
تعد البشرة مرآة صحة الجسم، فإذا كانت ناعمة وخالية من الجفاف والتشققات، فهذه علامة على أن مستوى «فيتامين د» جيد، لأن هذا الفيتامين يساعد في تجديد خلايا الجلد وتحفيز إنتاج الزيوت الطبيعية التي تمنح البشرة الرطوبة، وكذلك الشعر عندما يكون قويًا ولامعًا فهذا يدل على توازن في مستويات «فيتامين د»، إذ إن نقصه يؤدي إلى تساقط الشعر وتقصفه بسبب ضعف بصيلات فروة الرأس.
انتظام عمل الجهاز المناعي
يؤثر «فيتامين د» تأثيرًا مباشرًا على المناعة، فهو منظم أساسي لاستجابة الجسم ضد الفيروسات والبكتيريا، وعندما تكون المناعة قوية ولا يتعرض الشخص كثيرًا لنزلات البرد أو العدوى الموسمية، فهذا يعني أن «فيتامين د» متوفر بالقدر الكافي في الجسم، فزيادته أو نقصه قد تسبب اضطرابًا في المناعة مما يجعل الجسم أكثر عرضة للالتهابات أو أمراض المناعة الذاتية.
سلامة الجهاز الهضمي
من المؤشرات المهمة على أن الجسم لا يحتاج إلى «فيتامين د» أن عملية الهضم تكون طبيعية دون انتفاخات أو إمساك متكرر، لأن هذا الفيتامين يرتبط بعمل الأمعاء وتنظيم امتصاص المعادن، فإذا كان الجهاز الهضمي يعمل بسلاسة فهذا دليل على أن نسب «فيتامين د» متوازنة، أما في حال تناول مكملات بكمية كبيرة دون فحص مسبق فقد يؤدي ذلك إلى اضطراب في امتصاص بعض العناصر وتكوّن الحصى في الكلى.
النمو الجيد لدى الأطفال
في مرحلة الطفولة، ينعكس توازن «فيتامين د» على النمو السليم للطول والوزن وعلى شكل العظام والأسنان، فإذا كان الطفل ينمو بمعدل طبيعي ويستطيع الحركة دون ألم، فذلك يشير إلى أن الجسم لديه كمية كافية من «فيتامين د»، أما إعطاؤه جرعات زائدة فقد يتسبب في أعراض جانبية مثل الغثيان وضعف الشهية وزيادة الكالسيوم في الدم.
متى يصبح «فيتامين د» خطرًا
رغم فوائده الكبيرة، إلا أن الإفراط في «فيتامين د» يمكن أن يتحول إلى خطر صحي، فالمستويات العالية منه تسبب ما يسمى «تسمم فيتامين د»، وهو حالة تؤدي إلى زيادة امتصاص الكالسيوم في الدم مما يسبب مشاكل في القلب والكلى، لذلك يجب عدم تناول أي مكمل يحتوي على «فيتامين د» دون استشارة الطبيب أو إجراء تحليل دم لتحديد النسبة الدقيقة.
مصادر طبيعية متوازنة
من الأفضل دائمًا الحصول على «فيتامين د» من مصادر طبيعية مثل التعرض للشمس لفترات قصيرة في الصباح، وتناول أطعمة غنية به مثل الأسماك الدهنية وصفار البيض والحليب المدعم، فهذه المصادر تساعد الجسم على الحفاظ على توازنه دون أن يصل إلى مرحلة النقص أو الزيادة، كما أن ممارسة الرياضة في الهواء الطلق تعزز امتصاص الفيتامين بشكل طبيعي وآمن.
التوازن هو المفتاح
التوازن في مستوى «فيتامين د» هو المفتاح لصحة الجسم والعقل، فليس الهدف أن نحصل على أكبر كمية ممكنة منه بل أن نحافظ على المعدل المناسب، والوعي بعلامات عدم احتياج الجسم له أمر مهم لتفادي أخطاء المكملات، فكل شخص يختلف في حاجته تبعًا لعمره ونظامه الغذائي وطبيعة حياته، والاعتماد على التحاليل الطبية يظل الطريقة الأدق لتحديد الحاجة الحقيقية إلى «فيتامين د».