خطوات تنقذ حياتك عند التعرض لنوبة قلبية مفاجئة

نوبة قلبية تعد من أكثر الحالات الطارئة التي تتطلب التعامل الفوري والدقيق، فهي حالة قد تهدد الحياة في لحظات إذا لم يتم التصرف بسرعة وبالطريقة الصحيحة، وكثير من الناس قد يتعرضون إلى نوبة قلبية أثناء وجودهم بمفردهم في المنزل أو في مكان لا يوجد به أحد، مما يجعل معرفة «الخطوات الصحيحة لإنقاذ النفس» أمرًا بالغ الأهمية، فالتصرف السليم في الدقائق الأولى من الإصابة قد يكون هو الفارق بين الحياة والموت، وفي هذا المقال يستعرض القارئ نيوز بالتفصيل أهم الإشارات والعلامات التحذيرية التي تسبق النوبة، والخطوات المنقذة للحياة عند التعرض لها، مع نصائح الوقاية من حدوث نوبة قلبية مستقبلًا.
العلامات التحذيرية قبل الإصابة بـ«نوبة قلبية»
إن «الجسم يرسل إشارات واضحة» قبل الإصابة بـ«نوبة قلبية»، وهذه العلامات لا ينبغي تجاهلها أبدًا، فالإحساس بألم شديد أو ضغط في منتصف الصدر يستمر لأكثر من بضع دقائق أو يزول ويعود هو علامة مميزة، كما أن الألم قد يمتد إلى الذراع اليسرى أو الفك أو الظهر، مع الشعور بضيق في التنفس، والتعرق الشديد، والغثيان، والدوار، كل هذه الأعراض تشير إلى أن القلب يعاني من نقص في تدفق الدم إليه، وغالبًا ما تكون هذه العلامات بداية نوبة قلبية حقيقية، ويجب وقتها التصرف بسرعة فائقة وعدم الاستهانة بها، لأن «كل دقيقة تمر قد تحدد مصير حياة المصاب».
أول ما يجب فعله عند الشعور بـ«نوبة قلبية»
عندما يبدأ الشخص في ملاحظة أعراض «نوبة قلبية» وهو بمفرده، فإن أهم خطوة هي التوقف عن أي نشاط يقوم به فورًا، والجلوس في وضع مريح مع دعم الظهر والرأس لتقليل الضغط على القلب، ويجب محاولة التزام الهدوء قدر الإمكان لأن القلق يزيد من تسارع ضربات القلب ويجهد عضلة القلب أكثر، وفي حال وجود دواء «الأسبرين» في متناول اليد، يمكن مضغ قرص واحد منه ببطء لأنه يساعد في منع تجلط الدم مؤقتًا، وهو من الإجراءات الفورية التي يمكن أن تقلل من حدة النوبة، كذلك من المهم جدًا الاتصال برقم الطوارئ فورًا أو محاولة إرسال رسالة استغاثة لشخص قريب.
ماذا تفعل إذا كنت بمفردك تمامًا أثناء «نوبة قلبية»
قد يجد البعض أنفسهم وحيدين تمامًا أثناء التعرض لـ«نوبة قلبية»، وهنا يجب التحلي بالثبات وعدم الذعر، الخطوة الأولى هي محاولة السعال بقوة ومنتظمة كل ثانيتين أو ثلاث، فهذه الطريقة تساعد على الحفاظ على تدفق الدم مؤقتًا إلى القلب والدماغ من خلال الضغط داخل الصدر، وهي وسيلة طارئة قد تنقذ الحياة حتى وصول المساعدة، كما يُنصح بفتح النوافذ أو الأبواب للحصول على الهواء النقي لتقليل الإحساس بالاختناق، وإذا كان الهاتف قريبًا فيجب وضعه في وضع مكبر الصوت حتى يمكنك التحدث مع خدمات الطوارئ دون الحاجة إلى حمله.
أهمية التعرف على الإسعافات الأولية أثناء «نوبة قلبية»
تُعتبر معرفة «الإسعافات الأولية القلبية» ضرورة لكل إنسان، لأن أي شخص قد يواجه موقفًا يحتاج فيه لإنقاذ نفسه أو غيره من نوبة قلبية مفاجئة، ومن أهم هذه الإسعافات مراقبة التنفس والنبض، فإذا توقفا، يجب البدء فورًا في الضغط على منتصف الصدر بيدين متشابكتين بعمق حوالي خمسة سنتيمترات وبإيقاع منتظم، مع الاستمرار في ذلك حتى وصول الإسعاف، وقد أثبتت الدراسات أن هذا الإجراء البسيط يضاعف فرص النجاة في حالات «نوبة قلبية» مفاجئة، خاصة في الدقائق الأولى التي تكون حرجة للغاية.
عوامل تزيد من خطر «نوبة قلبية»
توجد عدة أسباب تجعل البعض أكثر عرضة للإصابة بـ«نوبة قلبية»، من أبرزها التدخين، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول الضار، وقلة النشاط البدني، والتوتر النفسي المزمن، وسوء التغذية، كما أن التاريخ العائلي لأمراض القلب يلعب دورًا كبيرًا، لذلك فإن التحكم في هذه العوامل هو الخطوة الأولى لتقليل خطر الإصابة، فاتباع نمط حياة صحي يعتمد على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، وممارسة التمارين بانتظام، والحفاظ على وزن مثالي، كلها وسائل فعالة لحماية القلب من نوبة قلبية مستقبلية.
التغذية ودورها في الوقاية من «نوبة قلبية»
إن «التغذية السليمة هي خط الدفاع الأول عن القلب»، حيث إن تناول الخضروات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة يقلل من فرص تراكم الدهون في الشرايين، كما أن الابتعاد عن الأطعمة المشبعة بالدهون المهدرجة والسكريات يقلل من خطر تصلب الشرايين الذي يؤدي إلى نوبة قلبية، وينصح الأطباء بالإكثار من الأسماك الغنية بأوميجا 3، واستخدام زيت الزيتون بدلًا من الزيوت النباتية، وتجنب الإفراط في تناول الملح، لأن ذلك يحافظ على ضغط الدم في مستواه الطبيعي.
دور الهدوء النفسي والنوم الجيد في الحماية من «نوبة قلبية»
من العوامل المهمة التي يغفلها الكثيرون هو تأثير «التوتر النفسي» وقلة النوم على صحة القلب، فالإجهاد المزمن يرفع مستويات الهرمونات التي تجهد القلب وتزيد من احتمالية حدوث «نوبة قلبية»، لذا ينصح الخبراء بممارسة تمارين التنفس العميق، واليوغا، والتأمل، والنوم لمدة لا تقل عن سبع ساعات يوميًا، لأنها تساعد في استقرار معدل ضربات القلب وتحافظ على توازن الجسم النفسي والبدني.
متى يجب مراجعة الطبيب بعد التعرض لـ«نوبة قلبية»
بعد النجاة من «نوبة قلبية»، لا ينبغي الاكتفاء بالراحة فقط، بل يجب مراجعة الطبيب فورًا لإجراء الفحوص اللازمة وتحديد الأسباب بدقة، لأن بعض النوبات القلبية تكون إنذارًا لنوبات أخرى محتملة، والطبيب قد يوصي بأدوية لتقليل الجلطات أو لتنظيم ضربات القلب، أو بتغيير نمط الحياة بالكامل لضمان الوقاية من أي مضاعفات مستقبلية.
«الوعي هو السلاح الأقوى في مواجهة النوبات القلبية»، فكل شخص يجب أن يتعلم كيف يتصرف بسرعة وثقة عند الشعور بأعراضها، وكيف يعتني بصحته لتجنبها، فالقلب هو المحرك الأساسي للحياة والعناية به ليست خيارًا بل ضرورة للبقاء.