تحذير من خلط العسل الأسود والطحينة لعلاج الحيوانات
الحيوانات وتحذير من خلط العسل الأسود والطحينة لعلاج أي إصابات فموية تظهر لدى هذه الكائنات الضعيفة، حيث تتزايد في الآونة الأخيرة بعض الوصفات الشعبية التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تدّعي قدرتها على علاج تقرحات الفم لدى الحيوانات باستخدام خلطات منزلية مثل العسل الأسود والطحينة، إلا أن هذه الوصفات قد تحمل مخاطر كبيرة على صحة الحيوان، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة بدلًا من تقديم أي فائدة، مما يدفع المختصين إلى إطلاق تحذيرات متتالية لتوعية المربين بضرورة الاعتماد على الأساليب البيطرية العلمية وتجنب كل ما يمكن أن يشكل تهديدًا لصحة الحيوانات التي تعتمد على رعاية الإنسان وعنايته.
خطر الوصفات المنزلية على صحة الحيوانات
تشرح التقارير البيطرية أن أي وصفة منزلية يتم تداولها دون أساس علمي يمكن أن تعرض الحيوانات لأضرار كبيرة، حيث إن «العسل الأسود» على الرغم من فوائده للبشر إلا أنه قد يكون ثقيلًا على معدة الحيوانات ويؤدي إلى اضطرابات معوية، بينما «الطحينة» تحتوي على زيوت قد تسبب تهيجًا في الفم أو التسبب في انسداد جزئي عند بعض أنواع الحيوانات، خصوصًا الصغيرة منها أو تلك التي تعاني من حساسية غذائية، كما أن خلط العسل الأسود بالطحينة ووضعهما على تقرحات الفم قد يمنع التنفس السليم لدى الحيوانات، أو يلتصق باللثة والأنسجة الحساسة مما يؤدي إلى حدوث التهابات أشد، وهو ما يحذر منه الأطباء البيطريون بوضوح من أجل حماية الحيوانات وضمان عدم زيادة الألم عليها.
ويرى المختصون أن هذه الممارسات غالبًا ما تزيد من انتشار العدوى داخل الفم، لأن هذه الخلطات قد تصبح بيئة مناسبة لنمو البكتيريا، كما أن الاعتماد عليها يؤخر العلاج الحقيقي الذي تحتاج إليه الحيوانات، فبدلًا من أن يحصل الحيوان على علاج علمي سريع وآمن يتم اللجوء إلى حلول غير فعالة قد تزيد من خطورة الوضع، لذلك يجب إدراك أن الحيوانات تحتاج إلى رعاية مسؤولية وواعية وليست تجارب منزلية غير محسوبة.
أسباب انتشار الوصفات الخاطئة بين المربين
تنتشر هذه الوصفات لعدة أسباب أبرزها أن بعض المربين يظنون أن ما يفيد البشر يمكن أن يفيد الحيوانات أيضًا، إضافة إلى كثرة المعلومات المغلوطة التي يتم تداولها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، حيث يروج البعض لفكرة أن «العسل» يعالج أغلب المشاكل، بينما الحقيقة أن الحيوانات تختلف عن البشر في طبيعة أجهزتها الهضمية واستجابتها للمواد الغذائية، كما أن بعض الأشخاص يعتمدون على تجارب فردية دون دليل علمي ثم يقومون بمشاركتها، مما يشجع البعض على اتباع طرق خاطئة تضع صحة الحيوانات في خطر.
ويرى المختصون أن المربي قد يلجأ للوصفات المنزلية بسبب سهولتها وتوفر مكوناتها، لكن هذا لا يعني أنها آمنة أو مناسبة، فهناك حيوانات قد تعاني من حساسية شديدة تجاه المواد السكرية أو الدهنية مما يسبب لها مضاعفات خطيرة، لذلك فإن الوعي الصحي هو السبيل الوحيد لحماية الحيوانات ومنع تدهور حالتها الصحية، وعلى المربي أن يتذكر دائمًا أن الكائن الذي يربيه لا يستطيع التعبير عن ألمه بشكل مباشر، ولكنه يعتمد عليه بشكل كامل لتوفير العلاج المناسب.
آراء الأطباء البيطريين حول استخدام العسل الأسود والطحينة
يوضح الأطباء البيطريون أن وضع «العسل الأسود والطحينة» على جروح أو تقرحات الفم لدى الحيوانات قد يؤدي إلى نتائج عكسية تمامًا، فهذه الخلطة يمكن أن تسبب التصاقًا شديدًا داخل الفم مما يجعل الحيوان غير قادر على الأكل أو الشرب بسهولة، كما قد يؤدي تراكم السكر الموجود في العسل إلى نمو بكتيري سريع داخل الجرح، أما الطحينة فقد تسبب حساسية لدى أنواع كثيرة من الحيوانات مما يزيد الالتهاب ويضاعف الألم.
ويحذر الأطباء من أن تأخير العلاج الطبي يؤدي إلى تحول التقرحات إلى التهابات شديدة، وقد تحتاج الحيوانات إلى تدخل بيطري عاجل أو مضادات حيوية قوية للتغلب على العدوى، بينما كان من الممكن علاج المشكلة بسهولة وسرعة لو تم اللجوء إلى الطبيب منذ البداية، كما يشددون على أن العلاجات الموضعية التي تُوضع في فم الحيوانات يجب أن تكون موصى بها من المختصين فقط، لأن الفم منطقة حساسة جدًا وأي خطأ يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات غير متوقعة.
بدائل آمنة تساعد على علاج تقرحات الفم عند الحيوانات
ينصح الأطباء المربين بالاعتماد على علاجات طبية آمنة بدلًا من استخدام الوصفات المنزلية الخاطئة، حيث تتوفر في الصيدليات البيطرية محاليل مطهرة ومراهم مخصصة للحيوانات تساعد على تهدئة الالتهاب وتقليل الألم، كما يمكن استخدام محاليل الغرغرة الطبية المخصصة لبعض الحيوانات بإشراف طبي، إضافة إلى توفير مياه نظيفة وطعام لين يساعد الحيوان على التعافي دون الضغط على الفم المصاب.
ويؤكد المختصون أن الوقاية أفضل من العلاج، لذلك يجب على المربي أن يحافظ على نظافة أدوات الطعام والشراب الخاصة بالحيوان لمنع انتقال العدوى، كما يجب مراقبة أي تغير يظهر على الفم مثل احمرار أو روائح غير طبيعية أو سيلان لعابي زائد، لأن هذه العلامات قد تكون مؤشرًا لبداية مشكلة تحتاج إلى التدخل المبكر، ولأن الحيوانات لا تتحدث وتخفي الألم أحيانًا فمن الضروري متابعة سلوكها والتأكد من أنها تأكل وتشرب بشكل طبيعي.
نصائح للمربين لحماية صحة الحيوانات
لحماية الحيوانات يجب على المربي الالتزام بعدة إرشادات أساسية أهمها التواصل مع طبيب بيطري عند ظهور أي مشكلة، وتجنب كل الوصفات التي يتم تداولها دون أساس علمي، إضافة إلى عدم تجربة أي مواد غذائية لزجة أو سكرية على جروح الحيوانات مهما كانت بسيطة، كما يجب الاهتمام بتغذية الحيوان بشكل سليم وتجنب الأطعمة التي قد تسبب حساسية أو تهيجًا للفم، مع توفير بيئة نظيفة تساعد الحيوان على الشفاء بسرعة في حال إصابته بأي تقرحات.
ويشير الخبراء إلى أن دور المربين لا يقتصر على توفير الطعام والمأوى فقط، بل يشمل أيضًا الحذر من تجارب قد تبدو بسيطة لكنها تؤدي إلى أضرار كبيرة، فالحيوانات مسؤولية كاملة ويجب أن تُعامل بعناية وفهم لطبيعتها واحتياجاتها الصحية، كما أن نشر الوعي بين المربين يساهم في تقليل انتشار السلوكيات الخاطئة التي قد تؤذي الحيوانات دون قصد.