الإثنين 13 أكتوبر 2025 الموافق 21 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

تعرف على الأنواع المختلفة لمرض «الألبينو» وأسبابه

مرض الألبينو
مرض الألبينو

يُعد «مرض الألبينو» من الحالات الوراثية النادرة التي تؤثر على لون الجلد والشعر والعينين، ويُعرف أيضًا باسم «المهق»، حيث ينتج عن نقص أو غياب صبغة الميلانين المسؤولة عن تحديد لون الجسم، ويولد الشخص المصاب بـ«مرض الألبينو» بملامح مميزة أبرزها البشرة الفاتحة جدًا والشعر الأبيض أو الأشقر الفاتح، والعينان اللتان تميلان إلى اللون الرمادي أو الأزرق أو أحيانًا الوردي، ويُعد «مرض الألبينو» حالة مزمنة ترافق الإنسان طوال حياته، لكنها لا تؤثر على متوسط عمره إذا تم التعامل معها بشكل صحي وسليم.

ما هو مرض الألبينو وكيف يحدث

يحدث «مرض الألبينو» نتيجة طفرة في الجينات المسؤولة عن إنتاج الميلانين في الجسم، وهذه الطفرة تمنع الخلايا من تكوين الصبغة بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى ظهور الصفات المميزة للحالة، ويُورث «مرض الألبينو» من الأبوين إذا كان كلاهما يحمل الجين المسبب للمهق، حتى وإن لم يكونا مصابين به، وتظهر الحالة عادة منذ الولادة، حيث يلاحظ الأطباء فورًا غياب اللون الطبيعي في بشرة الطفل أو شعره أو عينيه.

أنواع مرض الألبينو

توجد عدة أنواع من «مرض الألبينو» تختلف في شدتها وتأثيرها على الجسم، ومن أهمها:

الألبينو الجلدي العيني، وهو النوع الأكثر شيوعًا ويؤثر على الجلد والعينين والشعر في آن واحد، حيث يكون اللون فاتحًا جدًا ويعاني المصاب من ضعف في الرؤية وحساسية مفرطة من الضوء

الألبينو العيني فقط، ويؤثر على العينين دون الجلد أو الشعر، فيكون لون البشرة طبيعيًا بينما يعاني الشخص من اضطرابات في الإبصار أو حركة لا إرادية في العين

الألبينو الجزئي، ويُعد من الأنواع النادرة حيث يظهر جزء من الجسم بلون طبيعي والآخر بلون فاتح نتيجة وجود ميلانين جزئي في بعض الخلايا

كما يوجد نوع آخر نادر مرتبط بالكروموسوم الجنسي ويصيب الذكور بشكل أكبر من الإناث، وتختلف مظاهره من شخص إلى آخر تبعًا لشدة الطفرة الجينية.

أسباب مرض الألبينو الوراثية

يرجع «مرض الألبينو» إلى خلل في أحد الجينات المسؤولة عن تكوين إنزيمات معينة تُشارك في تصنيع الميلانين، وغالبًا ما ينتقل هذا الخلل عبر الوراثة من الأبوين، ويحدث بنسبة حالة واحدة تقريبًا بين كل عشرين ألف مولود، وقد يختلف هذا المعدل من منطقة لأخرى حسب العوامل الوراثية، وتُظهر الأبحاث أن هناك أكثر من سبعة جينات مختلفة قد تؤدي إلى ظهور «مرض الألبينو»، ولكل منها خصائص مميزة في تحديد اللون وشدة الأعراض، كما أن زواج الأقارب يزيد من احتمالية ظهور الحالة في العائلة بسبب ارتفاع فرصة التقاء الجينات المتنحية.

الأعراض المرافقة لمرض الألبينو

تتعدد أعراض «مرض الألبينو» وتشمل مظاهر جسدية وبصرية، فالمصاب يتميز ببشرة شديدة البياض لا تتحمل أشعة الشمس بسهولة، وشعر فاتح اللون يميل إلى الأصفر أو الأبيض، بالإضافة إلى عيون حساسة تتأثر بسرعة من الضوء القوي، وقد يعاني بعض المصابين من حركات عينية لا إرادية أو ضعف في حدة الإبصار، كما تكون لديهم زيادة في احتمال الإصابة بـ«سرطان الجلد» بسبب قلة الميلانين الذي يعمل كحاجز طبيعي ضد الأشعة فوق البنفسجية، لذلك يحتاج الشخص المصاب بـ«مرض الألبينو» إلى عناية خاصة ببشرته وعينيه منذ الصغر.

التحديات التي يواجهها المصابون بمرض الألبينو

يعاني الأشخاص المصابون بـ«مرض الألبينو» من صعوبات اجتماعية ونفسية إلى جانب التحديات الصحية، فاختلاف مظهرهم الخارجي يجعلهم عرضة للتمييز أو التنمر في بعض المجتمعات التي تفتقر إلى الوعي، مما يؤثر على ثقتهم بأنفسهم، ولهذا من المهم تعزيز ثقافة «تقبل الاختلاف» ونشر الوعي حول أن «مرض الألبينو» لا يقلل من قدرات الشخص أو ذكائه، بل هو مجرد حالة وراثية لا يمكن الوقاية منها ولكن يمكن التعايش معها بشكل طبيعي إذا توفرت البيئة الداعمة.

كيفية التعايش مع مرض الألبينو

التعامل مع «مرض الألبينو» يتطلب حرصًا دائمًا على حماية البشرة والعينين، فيُوصى باستخدام واقي الشمس بشكل منتظم عند الخروج من المنزل، وارتداء النظارات الشمسية التي تحمي من الأشعة فوق البنفسجية، إلى جانب القبعات والملابس الطويلة، كما ينبغي متابعة الحالة بانتظام مع طبيب الجلدية وطب العيون للكشف المبكر عن أي مشكلات محتملة، أما الأطفال المصابون بـ«مرض الألبينو» فيجب توفير الدعم النفسي لهم داخل المدارس ومساعدتهم في التعلم عبر الوسائل البصرية الملائمة نظرًا لضعف نظرهم النسبي.

الأبحاث الحديثة حول مرض الألبينو

تشير الدراسات الحديثة إلى أن العلماء يعملون على تطوير تقنيات جينية قد تساعد في المستقبل على «تصحيح الطفرات الوراثية» المسببة لـ«مرض الألبينو»، إلا أن هذه الأبحاث لا تزال في مراحلها الأولية، وتركز الجهود الحالية على تحسين جودة الحياة للمصابين وتوفير الدعم الاجتماعي والطبي لهم، كما تسعى الجمعيات المختصة إلى رفع مستوى الوعي في المجتمعات حول المرض، وإزالة المفاهيم الخاطئة التي تربطه بالخرافات أو الأساطير القديمة.

«مرض الألبينو» ليس مرضًا معديًا ولا ينتقل بالعدوى، بل هو حالة وراثية يمكن التعايش معها بوعي واهتمام، فكل شخص مصاب بهذه الحالة يحمل في ملامحه قصة مختلفة تستحق الاحترام والفهم، ومن خلال التثقيف والرعاية يمكن تحويل «مرض الألبينو» من تحدٍ إلى نموذج في الصبر والتقبل والقدرة على التكيف مع الاختلاف.

تم نسخ الرابط