الأحد 19 أكتوبر 2025 الموافق 27 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

أورام الغدد اللعابية.. أعراض غريبة لا تتجاهلها أبدا

اللعاب
اللعاب

تُعد الغدد اللعابية من الأجزاء الحيوية في جسم الإنسان، فهي المسؤولة عن إفراز اللعاب الذي يساعد على ترطيب الفم وتسهيل عملية الهضم وتنظيف الفم من البكتيريا، ولكن عندما تصاب هذه الغدد بخلل أو ورم فإن ذلك ينعكس بشكل كبير على صحة الإنسان، وتصبح «الغدد اللعابية» عرضة لأمراض خطيرة قد تبدأ بأعراض بسيطة وغير متوقعة، وتُعد أورام الغدد اللعابية من الحالات النادرة نسبيًا لكنها في ازدياد نتيجة العوامل البيئية والعادات اليومية التي تؤثر سلبًا على توازن الجسم ووظائفه الطبيعية.

ما هي الغدد اللعابية ووظيفتها

تتوزع الغدد اللعابية في أنحاء الفم والوجه، وهي تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، الغدة النكافية الموجودة أمام الأذن، والغدة تحت الفك السفلي، والغدة تحت اللسان، بالإضافة إلى مئات الغدد الصغيرة المنتشرة في الفم والحنجرة، وتعمل هذه الغدد بشكل متناسق لإفراز اللعاب الذي يحتوي على إنزيمات هامة للهضم مثل الأميلاز، كما يساهم في حماية الأسنان من التسوس، ويعمل على تسهيل النطق والبلع، لذلك فإن أي اضطراب في عمل هذه الغدد يسبب مشاكل صحية عديدة.

ما هي أورام الغدد اللعابية

تحدث أورام الغدد اللعابية عندما تبدأ بعض الخلايا بالنمو بشكل غير طبيعي وغير منضبط داخل الغدة، ما يؤدي إلى تكوين كتلة أو ورم، ويمكن أن تكون هذه الأورام حميدة أو خبيثة، وتُعد الغدة النكافية أكثر عرضة للإصابة مقارنة ببقية الغدد، ورغم أن أغلب الأورام تكون غير سرطانية، إلا أن الخطر يكمن في تجاهل الأعراض أو التأخر في تشخيصها، لأن بعض الأورام قد تتحول إلى خبيثة بمرور الوقت أو تمتد إلى الأنسجة المجاورة.

أعراض أورام الغدد اللعابية

تظهر أعراض الغدد اللعابية بطرق غير متوقعة وغالبًا ما يستهين بها المريض، ومن أبرز هذه الأعراض وجود تورم أو كتلة في أحد جانبي الوجه أو أسفل الفك، وقد يكون الورم غير مؤلم في البداية، ولكن مع تطوره يشعر المريض بألم مستمر أو خدر في الوجه أو الرقبة، كما قد يعاني من صعوبة في فتح الفم أو تحريك الفك، أو يجد صعوبة في البلع والتذوق، ويلاحظ البعض تغيرًا في ملامح الوجه أو في حركة العضلات بسبب ضغط الورم على الأعصاب، وفي بعض الحالات يظهر سيلان غير طبيعي للعاب أو جفاف شديد في الفم.

أسباب الإصابة بأورام الغدد اللعابية

حتى اليوم لا يوجد سبب محدد وواضح للإصابة بأورام الغدد اللعابية، إلا أن الأبحاث الطبية تشير إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد احتمالية حدوثها، من أبرزها التعرض الطويل للإشعاع سواء في بيئة العمل أو خلال العلاج من أمراض أخرى، بالإضافة إلى التدخين الذي يُضعف أنسجة الغدد ويؤدي إلى تراكم السموم، كما تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في جعل بعض الأشخاص أكثر عرضة، إلى جانب التقدم في العمر وسوء التغذية والتعرض للملوثات الكيميائية أو الهواء الملوث، وكل هذه العوامل تضع الغدد تحت ضغط مستمر يؤثر على أدائها الطبيعي.

تشخيص أورام الغدد اللعابية

يعتمد تشخيص أورام الغدد اللعابية على مزيج من الفحوصات السريرية والتصويرية، حيث يقوم الطبيب بفحص الفم والوجه بحثًا عن أي كتل أو تورمات غير طبيعية، ثم يطلب فحوصات مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي لتحديد حجم الورم وموقعه بدقة، كما يتم إجراء خزعة من الغدة المصابة لتحليل طبيعة الخلايا وتحديد ما إذا كانت حميدة أم خبيثة، ويساعد التشخيص المبكر في تحديد نوع العلاج المناسب قبل أن تتفاقم الحالة.

طرق علاج أورام الغدد اللعابية

يعتمد علاج أورام الغدد اللعابية على نوع الورم ومرحلته وصحة المريض العامة، فإذا كان الورم حميدًا يتم استئصاله جراحيًا للحيلولة دون تضخمه أو تحوله إلى خبيث، أما في حالة الأورام الخبيثة فقد يتطلب الأمر مزيجًا من الجراحة والعلاج الإشعاعي وربما الكيميائي، ويقوم الأطباء أحيانًا بإزالة الغدة المصابة بالكامل مع الحفاظ قدر الإمكان على الأعصاب والأنسجة المحيطة لتجنب أي مضاعفات في النطق أو الحركة، كما أن العلاج المبكر يزيد من فرص الشفاء الكامل ويقلل من احتمالية عودة الورم.

الوقاية والعناية اليومية بالغدد اللعابية

الوقاية من أمراض الغدد اللعابية تبدأ بالعناية بصحة الفم والوجه، حيث يُنصح بشرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الفم وتحفيز إفراز اللعاب، والابتعاد عن التدخين الذي يُعد من أكثر العوامل ضررًا لهذه الغدد، كما يجب تجنب التعرض المستمر للملوثات الكيميائية أو الإشعاعية، والحرص على تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن التي تدعم صحة الغدد مثل فيتامين C وE، مع زيارة طبيب الأسنان بانتظام لمتابعة أي تغيرات في الفم أو الفك، ويؤكد الأطباء أن الاكتشاف المبكر لأي كتلة أو تورم في المنطقة حول الفك هو المفتاح الأساسي للعلاج الناجح.

متى يجب مراجعة الطبيب

ينبغي مراجعة الطبيب فور ملاحظة أي تغير في شكل الوجه أو صعوبة في المضغ أو الكلام، أو الشعور بألم مستمر أسفل الأذن أو في منطقة الفك، فهذه العلامات قد تكون دلالة على بداية مشكلة في الغدد اللعابية، والتأخير في التشخيص قد يؤدي إلى تفاقم الحالة وانتشار الورم إلى أنسجة أخرى، لذلك لا يجب تجاهل أي إشارة غير مألوفة تظهر في هذه المنطقة الحساسة.

أورام الغدد اللعابية قد تبدو في بدايتها بسيطة لكنها تحمل خطرًا كبيرًا إذا لم تُعالج في الوقت المناسب، فالاهتمام بالصحة العامة والحرص على الفحص الدوري يمثلان الخطوة الأولى نحو الوقاية، كما أن الوعي بأعراض هذا المرض يساعد على التشخيص المبكر والعلاج الفعّال، فكلما تم التعامل مع المشكلة منذ بدايتها كانت النتائج أفضل، لذلك تذكر أن «صحتك تبدأ من الفم» وأن الحفاظ على سلامة الغدد يعني الحفاظ على توازن الجسم بأكمله.

تم نسخ الرابط