كمية السكريات اليومية لمرضى السكر ونصائح للسلامة الصحية
السكر يعد من أكثر المكونات الغذائية التي تشغل بال مرضى «السكري» حول العالم، فبين الرغبة في الاستمتاع بالمذاق الحلو وبين الحرص على ضبط مستويات الجلوكوز في الدم، يجد المريض نفسه في صراع دائم حول كمية «السكر» التي يمكن تناولها يوميًا دون أن تسبب له أضرارًا صحية، وتأتي التوصيات الطبية الحديثة لتوضح أن الاعتدال هو الأساس وأن فهم طبيعة «السكر» وتأثيره على الجسم يساعد المريض على اتخاذ قرارات غذائية صحيحة تضمن له حياة متوازنة وصحية.
أنواع السكر وتأثيرها على الجسم
يجب أولًا التفرقة بين أنواع «السكر»، فهناك السكر الطبيعي الموجود في الفواكه والحليب وهو نوع مفيد للجسم لأنه يأتي مصحوبًا بالألياف والفيتامينات، بينما السكر المضاف هو الذي يشكل الخطر الأكبر على مرضى السكر، لأنه يرفع مستويات الجلوكوز بسرعة كبيرة في الدم، ويؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين بمرور الوقت، لذلك فإن تقليل تناول السكر المضاف في المشروبات والحلويات يعد من أهم الخطوات لحماية صحة المريض، كما أن معرفة الفرق بين «السكر الطبيعي» و«السكر الصناعي» أمر ضروري لأن بعض المحليات الصناعية قد لا تكون آمنة في الاستخدام المفرط.
الكمية اليومية المسموح بها من السكر
توصي منظمة الصحة العالمية بأن لا تتجاوز كمية «السكر» المضاف 10% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، أي ما يعادل نحو 25 إلى 30 غرامًا فقط للشخص البالغ، أما بالنسبة لمرضى السكر فإن الكمية المسموح بها تختلف بحسب العمر والنشاط البدني ومستوى السيطرة على المرض، فبعض المرضى يمكنهم تناول كميات صغيرة من السكر ضمن الوجبات بشرط أن تكون محسوبة بعناية ضمن خطة غذائية متوازنة، ويجب أن تتم هذه العملية بإشراف الطبيب أو أخصائي التغذية، لأن تجاوز الحد المسموح قد يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في سكر الدم مما يسبب «مضاعفات خطيرة» مثل تلف الأعصاب أو مشاكل الكلى أو ضعف النظر.
أهمية مراقبة مستويات السكر
إن «مراقبة السكر في الدم» بشكل يومي تعتبر الخط الدفاعي الأول لمرضى السكر، فهي تساعد على معرفة تأثير الطعام والنشاط البدني والأدوية على مستوى الجلوكوز، كما تتيح للمريض فرصة تعديل سلوكياته الغذائية فورًا عند ملاحظة أي ارتفاع، وتوصي الإرشادات بأن يقوم المريض بقياس السكر عدة مرات في اليوم خاصة قبل وبعد الوجبات لتحديد مدى التوازن في الجسم، فكلما كانت المتابعة دقيقة كان التحكم في المرض أفضل، مما يقلل من خطر «المضاعفات المزمنة» التي قد تصيب القلب أو الأوعية الدموية.
نصائح غذائية لمرضى السكر
ينصح الخبراء بأن يعتمد مريض السكر على نظام غذائي متوازن يشمل الحبوب الكاملة والخضروات والبروتينات الخفيفة، مع الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على «السكر الخفي» مثل العصائر المعلبة والصلصات الجاهزة والمخبوزات التجارية، كما يُفضل تناول الفواكه الطازجة بدلًا من العصائر لأنها تحتوي على الألياف التي تبطئ امتصاص السكر في الدم، ويمكن استبدال السكر الأبيض بالعسل الطبيعي بكميات صغيرة أو استخدام المحليات الطبيعية مثل «ستيفيا»، ومع ذلك يجب أن يكون الاستخدام معتدلًا لأن الإفراط في أي نوع من السكريات يسبب مشكلات صحية على المدى الطويل.
ممارسة النشاط البدني
من أهم النصائح التي توازي أهمية تقليل تناول «السكر» هي ممارسة النشاط البدني المنتظم، فالحركة تساعد على تحسين حساسية الأنسولين في الجسم، وتساعد الخلايا على استخدام الجلوكوز بكفاءة أكبر، مما يقلل من تراكم السكر في الدم، وينصح الأطباء بأن يمارس مريض السكر تمارين خفيفة إلى متوسطة مثل المشي السريع أو السباحة أو ركوب الدراجة لمدة نصف ساعة يوميًا، لأن ذلك يسهم في الحفاظ على الوزن المثالي وتنشيط الدورة الدموية، كما يقلل من الشعور بالتعب والإجهاد.
المخاطر الناتجة عن الإفراط في تناول السكر
الإفراط في تناول «السكر» لا يسبب فقط ارتفاع الجلوكوز بل يؤدي أيضًا إلى زيادة الوزن، وتراكم الدهون في منطقة البطن، وارتفاع ضغط الدم، وكل هذه العوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، كما أن زيادة السكر في الدم تؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة مما يجعل المريض أكثر عرضة للالتهابات، إضافة إلى أن السكر الزائد قد يسرّع من عملية الشيخوخة ويؤثر على صحة البشرة والأسنان، لذلك فإن التحكم في «السكر» لا يعني فقط حماية من مرض السكري بل هو خطوة أساسية للحفاظ على الصحة العامة.
الجانب النفسي لتقليل السكر
التحكم في الرغبة بتناول «السكر» ليس بالأمر السهل لأن الدماغ يفرز مواد كيميائية تمنح شعورًا بالسعادة عند تناول الأطعمة السكرية، ولهذا يجب التعامل مع الأمر بوعي وتدرج، فمن الأفضل تقليل الكمية تدريجيًا حتى يعتاد الجسم على المذاق الأقل حلاوة، ويمكن تعويض الحاجة إلى الحلوى بتناول الفواكه أو الزبادي الطبيعي مع القليل من القرفة، كما أن شرب كميات كافية من الماء يساعد على تقليل الرغبة في تناول السكريات، ومن المهم أن يتلقى المريض الدعم النفسي من أسرته وأصدقائه لتشجيعه على الالتزام بالعادات الصحية.
التوازن هو الحل
الهدف ليس حرمان مريض السكر من تناول الحلوى نهائيًا بل هو تعلم كيفية تحقيق التوازن بين المتعة الغذائية والحفاظ على الصحة، فالقليل من «السكر» ضمن نظام محسوب لا يسبب الضرر إذا كان المريض ملتزمًا بالعلاج والرياضة، بينما الإفراط أو الإهمال يؤدي إلى نتائج خطيرة، لذا يجب دائمًا مراجعة الطبيب بانتظام لتقييم الحالة وتعديل النظام الغذائي وفق المستجدات الصحية، فالتعايش مع مرض السكر يتطلب وعيًا ومتابعة مستمرة وليس مجرد تقليل كمية السكر.



