نبيل أبوالياسين: بعد فشل الدبلوماسية.. مصر الوحيدة القادرة على إنقاذ السودان عسكريًا

الثلاثاء 11/نوفمبر/2025 - 12:22 ص

في وقت تتصاعد فيه الأنين من كل بقعة في السودان الشقيق، حيث تجاوز عدد الضحايا 150 ألفاً وتشرد الملايين في أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم، تعلو الأصوات المطالبة بإنهاء هذه المأساة التي أنهكت ضمير الإنسانية.

وفي خضم هذا المشهد الدموي، تبرز مصر وحدها، بحكم مكانتها التاريخية وزعامتها الإقليمية ودورها المحوري الذي لا ينكره عاقل، كالقوة الوحيدة القادرة على فرض حل لهذا الصراع.

فالسودان ليس مجرد جار جنوبي، بل هو عمق استراتيجي وأمن مائي وحضاري لمصر، وما يحدث هناك من تدمير ذاتي بيد الجنرالات لن تقف تداعياته على الحدود.

ومن هذا المنطلق، يصدر هذا البيان التاريخي نبيل أبوالياسين الحقوقي والمحلل البارز - الباحث في الشأن العربي والدولي ويؤيد بكل قوة الأصوات التي تطالب مصر بإنهاء الصراع في السودان عسكرياً.

فشل الدبلوماسية الدولية

أشار أبو الياسين إلى أن الجهود الدبلوماسية الدولية قد استنفذت كل فرصها دون أن تحقق أي تقدم ملموس على الأرض. وضح الخبير أن «الآلية الرباعية» التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، وكذلك منصة جدة، لم تنجحا في إيقاف نزيف الدم أو وضع حد لمعاناة المدنيين.

وفند أبو الياسين الادعاءات بجدوى استمرار هذه المسارات، قائلاً: لقد أصبحت هذه المفاوضات غطاءً لاستمرار المذبحة، حيث تدور في حلقة مفرغة بينما تستمر المذابح في دارفور والخرطوم.

وأكد أن الدبلوماسية التي لا تسندها إرادة حقيقية وقوة رادعة أصبحت مجرد مهلة للقتل.
الأبعاد الإقليمية للصراع

لفت أبو الياسين إلى تعقيدات المشهد الإقليمي، موضحاً أن الصراع في السودان تحول إلى حرب بالوكالة تشارك فيها عدة دول.

وأضاف أن التقارير الدولية، بما في ذلك تقارير الأمم المتحدة، قد قدمت أدلة «موثوقة» على تورط دول مثل الإمارات في إمداد قوات الدعم السريع بالسلاح، بينما تدعم مصر الجيش السوداني لأسباب استراتيجية تتعلق بأمنها القومي، خاصة فيما يتعلق بمياه النيل.

وشدد على أن هذا التدخل الخارجي، إلى جانب دعم دول مثل روسيا وإيران للجيش واتهامات مماثلة لدول أخرى تجاه قوات الدعم السريع، هو الذي يغذي أتون الحرب ويمنع أي حل سياسي، مما يجعل خيار الحسم العسكري المدعوم مصرياً هو السبيل الوحيد.
المصلحة المصرية العليا

أكد نبيل أبو الياسين أن استقرار السودان هو ضمان للأمن القومي المصري. وأوضح أن السودان يمثل الجدار الجنوبي لمصر، وأن انهيار الدولة السودانية سيؤدي حتماً إلى تدفق أسلحة غير مشروعة وأعداد هائلة من اللاجئين، ناهيك عن المخاطر المحدقة بمصادر مياه النيل.

وطالب أبو الياسين القيادة المصرية بأن تتحرك بكل حزم لحماية مصالحها، قائلاً: «لا يمكن لمصر أن تنتظر وهي ترى نيران الفوضى تزحف نحو حدودها».

وأشار إلى أن مصر وحدها، بثقلها العسكري والدبلوماسي وبعلاقاتها التاريخية مع الشعب السوداني، قادرة على قيادة عملية عسكرية تحقق الاستقرار.

و«المصلحة المصرية العليا» تؤكد أن هذا الدور ليس اختياراً، بل هو «عبء الزعامة والحضارة الذي تتحمله مصر عبر التاريخ»، مما يربط المصلحة الوطنية بالمسؤولية التاريخية.

الدور التركي المطلوب

تناول الخبير تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي قال إن «السودان بلد ينتظر باستمرار يد العون من تركيا».

وفند أبو الياسين هذا الطرح، موضحاً أن التصريحات التركية ظلت حبيسة الدبلوماسية والحديث عن "الحوار" في وقت تتطلب فيه الكارئة الإنسانية خطوات جريئة.

وطالب أبوالياسين تركيا بأن تتحول من دائرة الشعارات إلى دائرة الفعل الحقيقي، من خلال دعم مبادرة مصرية عسكرية لفرض الاستقرار، حيث أن التعاون المصري التركي في هذا الملف يمكن أن يشكل قوة ضاربة تنهي الصراع.

وختم نبيل أبو الياسين بيانه الصحفي بالقول: كفى تهرباً من المسؤولية، وكفى مواساة بالكلمات للشعب السوداني الذي يذبح كل يوم.

لقد انتهى وقت الدبلوماسية العقيمة، وحان وقت تحمل المسؤولية التاريخية. إن مصر، زعيمة الأمة وصمام أمنها، مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن ترفع راية إنقاذ السودان.

هذه ليست دعوة للحرب، بل هي دعوة للسلام الحقيقي القائم على فرض الإرادة العاقلة والمنطق، سلام يوقف دموية الجنرالات ويحمي الأبرياء ويحفظ للأمة كرامتها.

إن القوة العسكرية المصرية، إذا ما تحركت بدعم إقليمي، هي اللغة الوحيدة التي سيفهمها أولئك الذين يستمرون في تدمير السودان تحت مزاعم وطنية كاذبة. إنها معركة مصير، وإما أن ننتصر فيها معاً، أو ندفع جميعاً الثمن.

وهنا نؤكد بأن المطلوب هو عملية محدودة ومحكمة لفرض وقف إطلاق النار وحماية المدنيين ونزع سلاح الجماعه الإرهابية "الدعم السريع".

المقالات

نبيل أبوالياسين: بعد فشل الدبلوماسية.. مصر الوحيدة القادرة على إنقاذ السودان عسكريًا

فشل الدبلوماسية الدولية

الدور التركي المطلوب