الجمهورية السورية تدين زيارة نتنياهو للجنوب وتصفها بانتهاك خطير للسيادة

الأربعاء 19/نوفمبر/2025 - 08:08 م

أدانت الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات ما وصفته بالزيارة «غير الشرعية» التي قام بها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ومعه وزيرا الدفاع والخارجية وعدد من مسؤولي الاحتلال إلى جنوب سوريا.

واعتبرت دمشق أن هذه الزيارة تمثل «انتهاكاً خطيراً لسيادة البلاد ووحدة أراضيها»، وتصعيداً في سياسة الاحتلال الرامية لفرض وقائع جديدة على الأرض.

وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، في بيان صحفي صدر مساء الأربعاء، أن الزيارة الإسرائيلية تأتي ضمن سلسلة من الممارسات التي تهدف إلى تكريس «عدوان الاحتلال واستمراره في انتهاك الأراضي السورية».

محاولة فرض أمر واقع يتعارض مع القانون الدولي

شددت الوزارة على أن توقيت ومضمون هذه الزيارة يمثل محاولة جديدة ومكشوفة لفرض أمر واقع على الأرض يتعارض بشكل صارخ مع جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بوضع الأراضي المحتلة.

موقف سوريا الثابت

جددت وزارة الخارجية والمغتربين السورية مطالبتها الحازمة والنهائية بـ «خروج الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي السورية المحتلة كافة».

وأكدت دمشق أن جميع الإجراءات التي يتخذها الاحتلال في الجنوب السوري، سواء كانت عسكرية أو إدارية أو حتى زيارات رفيعة المستوى، هي إجراءات باطلة ولاغية ولا تُرتب أي أثر قانوني وفقاً لمبادئ القانون الدولي والشرائع الدولية.

يُرسخ هذا الموقف التأكيد السوري على حقوقها غير القابلة للتصرف في كامل أراضيها، ورفضها المطلق لأي محاولات لتغيير الوضع القائم أو شرعنة الاحتلال.

نداء للمجتمع الدولي: ضرورة ردع ممارسات الاحتلال

وجهت وزارة الخارجية السورية نداءً إلى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ذات الصلة، داعية إياهم إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية والأخلاقية تجاه هذه الانتهاكات المتكررة.

ردع الممارسات: طالبت دمشق المجتمع الدولي بضرورة "الاضطلاع بمسؤولياته وردع ممارسات الاحتلال الإسرائيلي".

الانسحاب الكامل: أكدت على ضرورة إلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من الجنوب السوري والعودة إلى اتفاقية فض النزاع لعام 1974 التي تحدد خطوط الفصل بين القوات.

وختمت الوزارة بيانها بالتأكيد أن سوريا ستواصل الدفاع عن سيادتها وحقوقها الوطنية غير القابلة للتصرف، وستظل متمسكة بهدفها الأسمى المتمثل في «استعادة كامل أرضها المحتلة».

خلفية الزيارة: جولة نتنياهو في جبل الشيخ

كشفت القناة 14 الإسرائيلية في وقت سابق من اليوم الأربعاء عن تفاصيل الزيارة التي أثارت الغضب السوري.

موقع الزيارة: أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جولة في قرية حضر، إحدى قرى جبل الشيخ الواقعة في الجولان جنوبي الأراضي السورية المحتلة.

توقيت حساس: جاءت الزيارة بعد قرار القضاة بالموافقة على إلغاء شهادته في المحكمة في سياق قضية أخرى، مما أعطاه متسعاً من الوقت للقيام بهذه الجولة الميدانية ذات الدلالات السياسية والعسكرية.

دلالات الزيارة الإسرائيلية: استفزاز مقصود وتصعيد سياسي

تُعتبر زيارة نتنياهو ومرافقيه للمنطقة خطوة ذات دلالات سياسية واستفزازية عميقة. أولاً، هي محاولة إسرائيلية لـ«تأكيد السيطرة الفعلية» على الأرض، ومحاولة لتعزيز الرواية القائلة بضم الجولان، وهي خطوة ترفضها غالبية دول العالم.

ثانياً، تأتي الزيارة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، مما يشير إلى رغبة إسرائيل في «استعراض القوة» وتوجيه رسالة مباشرة إلى دمشق وحلفائها.

ويرى مراقبون أن هذا التصعيد قد يقوّض أي جهود إقليمية غير مباشرة لخفض التوتر على الحدود الشمالية لإسرائيل.

وتؤكد دمشق على أن مثل هذه الأفعال الاستفزازية لن تغير من حقيقة أن الجولان جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية.

وتلفت إلى أن استمرار الزيارات والتصريحات الإسرائيلية لا يخدم جهود الاستقرار، بل يصب في مصلحة «تأجيج الصراع» وإطالة أمد الأزمة.

تكتسب الجولة أهمية استراتيجية بالنظر إلى أن قرية حضر تقع في منطقة ذات «حساسية عسكرية وجغرافية قصوى».

هذه المنطقة قريبة من خطوط الفصل وتُعد منطقة تماس، مما يجعل وجود كبار المسؤولين الإسرائيليين فيها بمثابة تحدٍ مباشر لجهود الأمم المتحدة وللصيغة العسكرية القائمة على الأرض.