إسرائيل تؤكد حماية الطائفة الدرزية في سوريا بعد الهجوم على صحنايا

نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات جوية مكثفة على منطقة أشرفية صحنايا في محيط العاصمة السورية دمشق، وتعتبر هذه الغارات جزءًا من التصعيد العسكري المستمر الذي تشهده المنطقة بين القوات الإسرائيلية والسورية.
وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الهجوم استهدف المنطقة بشكل دقيق، مما يثير التساؤلات حول أسباب هذا التصعيد في الوقت الراهن.
الطائرات المسيرة الإسرائيلية في سماء المنطقة
في وقت لاحق من الهجوم، أفادت مصادر محلية بأن طائرات مسيرة إسرائيلية تحلق في سماء منطقة صحنايا، وهو ما أكده أيضًا تقرير نشرته صحيفة «الوطن» السورية.
الصور التي تم تداولها على وسائل الإعلام المحلية أظهرت تحليق الطائرات المسيرة في سماء المنطقة، وهو أمر يزيد من تعقيد الوضع الأمني في ريف دمشق.
هذه الطائرات، التي يُزعم أنها إسرائيلية، تشارك في عمليات الاستطلاع والتجسس على الأرض، ما يثير قلقًا كبيرًا بين سكان المنطقة.
العملية التحذيرية الإسرائيلية في أشرفية صحنايا
من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش الإسرائيلي نفذ عملية تحذيرية في بلدة أشرفية صحنايا، استهدفت مجموعة متطرفة كانت بصدد مهاجمة الطائفة الدرزية في البلدة.
وأشار الوزير إلى أن العملية جاءت في إطار حماية الطائفة الدرزية، التي تعتبر جزءًا من المجتمع الإسرائيلي. يأتي هذا الهجوم في وقت حساس بالنسبة لإسرائيل، التي تسعى للحفاظ على استقرار الطائفة الدرزية داخل سوريا، حيث يوجد لها عدد كبير من الأفراد.
التصعيد بسبب تسجيل صوتي مسيء
وتجدر الإشارة إلى أن التوترات في منطقة أشرفية صحنايا قد تصاعدت بشكل كبير بعد تداول تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد.
هذا التسجيل أثار ردود فعل غاضبة في المنطقة، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة بين الفصائل الموالية للحكومة السورية والمقاتلين المحليين في البلدة.
تعتبر هذه الاشتباكات جزءًا من النزاع المستمر بين الأطراف السورية، وهي تعكس الحالة المتوترة التي تسود المنطقة على خلفية هذه الحادثة.
إسرائيل تشدد على حماية الطائفة الدرزية
من جانب آخر، أكد وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين أن العلاقة بين إسرائيل والطائفة الدرزية هي علاقة عابرة للحدود.
وقال إن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تهديدات تستهدف الطائفة الدرزية سواء في سوريا أو في لبنان.
وأشار إلى أن إسرائيل تعتبر هذه الطائفة جزءًا من مجتمعها المحلي، وأكد على أهمية حماية أفرادها في أي مكان في المنطقة.
هذه التصريحات تعكس السياسة الإسرائيلية في الدفاع عن مصالح الطائفة الدرزية في مناطق متعددة، بما في ذلك في سوريا.
التصعيد الإسرائيلي وتأثيره على الأمن الإقليمي
التصعيد الأخير في أشرفية صحنايا يعكس الوضع الأمني المتدهور في المنطقة، وهو يأتي في إطار سياسة إسرائيلية تهدف إلى الحد من تأثير الجماعات المتطرفة في سوريا وخاصة تلك التي تسيطر على مناطق قرب الحدود مع إسرائيل.
وقد شهدت المنطقة العديد من التصعيدات العسكرية في الأشهر الماضية، حيث تسعى إسرائيل إلى حماية مصالحها الأمنية من خلال غارات جوية ومراقبة دقيقة باستخدام الطائرات المسيرة.
التوترات الإقليمية المستمرة في سوريا
في الوقت ذاته، تستمر التوترات السياسية والعسكرية في سوريا بين الفصائل المختلفة، مما يجعل الوضع الأمني في البلاد هشًا للغاية.
الاشتباكات التي اندلعت في أشرفية صحنايا، والتي ارتبطت بحادثة التسجيل الصوتي المسيء للنبي محمد، تعكس الوضع القلق في العديد من المناطق السورية.
يضاف إلى ذلك التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن السوري، بما في ذلك تدخلات إسرائيلية، مما يجعل من الصعب التنبؤ بتطورات الأحداث في المستقبل.
إسرائيل وسوريا.. حالة من التوتر المستمر
التوتر بين إسرائيل وسوريا لا يزال مستمرًا رغم مرور سنوات من النزاع. التصعيدات العسكرية الأخيرة، بما في ذلك الهجمات الجوية على محيط دمشق، تعكس حالة من الانعدام الكامل للاستقرار في المنطقة.
مع تزايد القلق من تصاعد العنف، لا يبدو أن الأفق القريب يشير إلى إمكانية تهدئة هذا الوضع المعقد، خصوصًا في ظل استمرار التدخلات العسكرية من أطراف متعددة.
خلاصة الوضع.. أفق ضبابي
في النهاية، يشهد الوضع في سوريا حالة من الضبابية الأمنية، خاصة في المناطق التي تشهد هجمات متواصلة من الطائرات الإسرائيلية.
ورغم التأكيدات الإسرائيلية على حماية الطائفة الدرزية، فإن العمليات العسكرية في سوريا تشكل تهديدًا مستمرًا للسلامة الإقليمية.
يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه الأحداث على المدى الطويل على العلاقات بين إسرائيل والدول المجاورة، وعلى مستقبل السلام في المنطقة.