ليلة فنية إنسانية.. مهرجان الكاثوليكي يحتفي بالسينما الراقية ويكرم ألمع النجوم

شهدت فعاليات الدورة الـ73 من مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما، التي أُقيمت برئاسة الأب بطرس دانيال، احتفاءً خاصًا بعدد من نجوم الدراما وصنّاع الفن، وسط أجواء فنية احترافية وروح إنسانية سادت أروقة المهرجان الأقدم في مصر والشرق الأوسط.
وخلال الحفل، تم الإعلان عن الجوائز الخاصة بالأعمال الدرامية، حيث فازت الفنانة إيمان العاصي بجائزة أحسن ممثلة عن دورها في مسلسل برغم القانون، وهو العمل الذي قدمت فيه أداءً متميزًا جذب أنظار الجمهور والنقاد على حد سواء، واستحق الإشادة من لجنة التحكيم.
فيما ذهبت جائزة أفضل ممثل في عمل درامي للفنان طه دسوقي عن أدائه المؤثر في مسلسل حالة خاصة، وتسلمت الجائزة بالنيابة عنه الفنانة هبة عبد الغني، والتي حضرت التكريم ممثلة له وسط تصفيق حار من الحضور.
كما مُنحت جائزة المركز التشجيعية إلى الفنانة الصاعدة هاجر السراج، تقديرًا لأدائها اللافت وموهبتها الواعدة، ما يعكس حرص إدارة المهرجان على دعم الأجيال الجديدة ومنحهم مساحة للتقدير والاحتفاء.

لجنة تحكيم تضم نجوم وصناع سينما
وضمّت لجنة تحكيم الدورة الـ73 كوكبة متميزة من الأسماء الفنية ذات الخبرة والرؤية الرفيعة، حيث ترأسها المخرج طارق العريان، وشارك في عضويتها كل من: الفنان عمرو يوسف، الفنانة دينا فؤاد، الفنانة هبة عبد الغني، الكاتب والروائي أحمد مراد، مدير التصوير الدكتور أيمن أبو المكارم، المونتيرة رانيا المنتصر بالله، الناقدة ناهد صلاح، والموسيقار شادي مؤنس.
وأكدت اللجنة أن اختياراتها هذا العام جاءت بناءً على معايير دقيقة، أبرزها احترام القيم الإنسانية، وجودة الأداء، والتناول الأخلاقي والاجتماعي للموضوعات، وهو ما يتسق مع هوية المهرجان الراسخة منذ تأسيسه.
6 أفلام تتنافس على جوائز المهرجان
وشارك في الدورة الحالية للمهرجان 6 أفلام تم اختيارها من بين 44 فيلمًا عُرضت تجاريًا خلال العام، فضلًا عن أعمال سينمائية تم عرضها في مهرجانات محلية ودولية، وذلك وفقًا لمعايير إنسانية وفنية صارمة.
والأفلام الستة المشاركة هي:
- ليه تعيشها لوحدك للمخرج حسام الجوهري
- رحلة 404 للمخرج هاني خليفة السيد
- الهوى سلطان للمخرجة هبة يسري
- رفعت عيني إلى السماء للمخرجين ندى رياض وأيمن الأمير
- الفستان الأبيض للمخرجة جيلان عوف
- البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو للمخرج خالد منصور

مهرجان يحمل عبق التاريخ
يُعد مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما من أقدم الفعاليات السينمائية في مصر والعالم العربي، حيث انطلقت أولى دوراته في عام 1952، واستمر منذ ذلك الحين في تقديم رسالة فنية وإنسانية، قائمة على الاحتفاء بالقيم والتقاليد الجمالية والإنسانية في السينما.
ويحرص القائمون على المهرجان في كل دورة على تكريم الأعمال التي تبرز الجانب الإنساني في الفن، بعيدًا عن الابتذال أو الرسائل السطحية، ما جعله من أكثر المهرجانات احترامًا لدى العاملين في الوسط الفني.
الأب بطرس دانيال.. نحتفي بالفن الراقي والدراما المحترمة
من جانبه، عبّر الأب بطرس دانيال رئيس المهرجان عن سعادته الكبيرة بالإقبال والتفاعل الإيجابي من الفنانين والجمهور هذا العام، مؤكدًا أن المهرجان لا يكرم فقط النجومية أو الشعبية، بل يحتفي بالقيمة والرسالة.
وقال في كلمته خلال الحفل: «نسعى كل عام لاختيار أعمال تُعبر عن الضمير الإنساني، وتُسلط الضوء على قضايا تستحق التناول الجاد والراقي، ونفخر بأن هذا المهرجان لا يزال يحتفظ بمكانته رغم كل التحديات».

دعم مستمر للمواهب والقيم
وقد خصصت إدارة المهرجان هذا العام مساحة خاصة لتكريم المواهب الشابة، بجانب نجوم الصف الأول، تأكيدًا على تبني المركز لفكرة دعم الجيل الجديد، وتشجيعهم على تقديم أعمال فنية نظيفة تحترم عقل ووجدان المشاهد.
ويُتوقع أن يتم الإعلان عن الفائزين بجوائز أفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل سيناريو، خلال اليوم الختامي للمهرجان في احتفالية رسمية يُشارك فيها نخبة من رموز الفن والإعلام.
ويظل مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما أيقونة فنية متفردة، لا تكتفي بتكريم النجوم، بل تزرع روح الأمل في قلب كل فنان مؤمن بأن السينما ما زالت قادرة على التغيير والإلهام.
