خسائر أسبوعية كبيرة لأسعار النفط..تراجع خام برنت وخام تكساس مع ترقب قرارات«أوبك+»

سجلت أسعار النفط تراجعًا بنسبة 1% في ختام تعاملات أمس، لتسجل أكبر خسائر أسبوعية منذ نهاية شهر مارس الماضي، وسط حالة من الحذر والترقب التي تسيطر على الأسواق العالمية قبل اجتماع مرتقب لتحالف «أوبك+»، والذي يُتوقع أن يحسم خلاله سياسة الإنتاج لشهر يونيو 2025.
انخفاض أسعار النفط
في ختام الجلسة، هبطت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 81 سنتًا أو ما يعادل 1.3%، ليغلق عند 61.32 دولار للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.6%، أو ما يعادل 95 سنتًا، ليصل إلى 58.29 دولار للبرميل.
وبذلك، يُتوقع أن ينهي خام برنت الأسبوع بخسارة تبلغ 8.6%، بينما تشير التوقعات إلى خسائر تصل إلى 8% لخام غرب تكساس الوسيط، في ظل ترقب الأسواق لنتائج اجتماع «أوبك+» المقرر عقده في 5 مايو، والذي تم تقديم موعده بشكل مفاجئ دون إبداء الأسباب.
اجتماع «أوبك+» والاختلافات في الرؤى
تسود حالة من التباين في الآراء داخل تحالف «أوبك+» حول الخطوة المقبلة في سياسة الإنتاج، حيث يدور الجدل بين خيارين محتملين.
الأول هو زيادة تدريجية في الإنتاج لتعويض النقص المتوقع نتيجة تراجع الطلب العالمي، والثاني هو الاكتفاء بزيادة محدودة في الإنتاج مع الإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية، في ظل تراجع الطلب العالمي بسبب الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين.
تؤكد مصادر داخل «أوبك+» أن المملكة العربية السعودية، أحد أبرز أعضاء التحالف، لا تعتزم تقديم دعم إضافي للأسواق عبر خفض الإنتاج، مشيرة إلى أن السعودية قادرة على التعايش مع الأسعار الحالية لفترة طويلة دون الحاجة لتعديل الإنتاج بشكل مفاجئ.
هذه التصريحات تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق، وتثير تساؤلات حول قدرة «أوبك+» على إعادة التوازن للأسواق النفطية في ظل التحديات الحالية.
تأثير الرسوم الجمركية على السوق
تأثرت أسعار النفط بشكل إضافي من بيانات اقتصادية أمريكية حديثة أظهرت ارتفاعًا في عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية خلال شهر أبريل الماضي، حيث ارتفع عدد الوظائف إلى 177 ألف وظيفة.
هذا الارتفاع يعزز التوقعات باستمرار رفع معدلات الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي في المستقبل القريب، مما قد يؤثر سلبًا على أسعار السلع بشكل عام، كما انعكست هذه البيانات على الأسواق العالمية بشكل عام، مما أدى إلى تراجع الأسعار.
على الصعيد التجاري، أعلنت وزارة التجارة الصينية عن تقييمها لعرض أمريكي لاستئناف المحادثات حول الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية.
ورغم هذه المحادثات، إلا أن المحللين حذروا من أن المؤشرات لا تزال غير واضحة بشكل كامل، في ظل التقلبات المستمرة في مواقف واشنطن وبكين بشأن هذه القضية الحساسة.
تداعيات العقوبات على النفط الإيراني
تزامن تراجع أسعار النفط مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض عقوبات ثانوية على مشتري النفط الإيراني.
هذه التصريحات قد تزيد من تعقيد الوضع بالنسبة للسوق النفطية العالمية، خاصة في ظل استمرار الصين أكبر مشترٍ للنفط الإيراني في استيراد النفط الإيراني، وهو ما قد يقلص المعروض العالمي من النفط.
وقد تثير هذه العقوبات مزيدًا من القلق بين الدول الكبرى المنتجة للنفط، كما أن هناك خشية من تأثير ذلك على استقرار الأسعار العالمية في حال فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على مشتري النفط الإيراني.
وتظل العلاقة بين الولايات المتحدة والصين في هذا السياق هي الأكثر تعقيدًا، حيث تُعتبر الصين أكبر شريك تجاري لإيران، ما يضيف أبعادًا جديدة للمفاوضات التي تُجرى في هذا الإطار.
سياسة «أوبك+» في المستقبل
تواصل «أوبك+» في الوقت الحالي العمل بتخفيضات إنتاج تزيد على 5 ملايين برميل يوميًا، في مسعى لتحقيق التوازن بين العرض والطلب في الأسواق العالمية.
ورغم أن هذه التخفيضات قد نجحت في دعم الأسعار خلال الأشهر الماضية، إلا أن التحديات المرتبطة بتقلبات الطلب العالمي والضغوط الناتجة عن التوترات التجارية العالمية قد تجعل من الصعب على التحالف الحفاظ على استقرار الأسعار في المستقبل القريب.
وفي الختام، يبقى اجتماع «أوبك+» المنتظر في 5 مايو من أهم الفعاليات التي ستحدد ملامح سياسات الإنتاج المقبلة، مع الحاجة المستمرة إلى إعادة تقييم سياسة الإنتاج بما يتماشى مع المتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة.