الجمعة 09 مايو 2025 الموافق 11 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

كييف.. شرطة أوكرانيا تعتقل مسنة بسبب قبعة تحمل نجمة الجيش الروسي

القارئ نيوز

 اعتقلت الشرطة الأوكرانية سيدة مسنّة في العاصمة كييف، أثناء محاولتها وضع الزهور في «حديقة المجد» بمناسبة احتفالات يوم النصر، وذلك في مشهد أثار جدلًا واسعًا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، بسبب ارتدائها قبعة عسكرية تحمل رمز النجمة الحمراء للجيش السوفيتي والروسي، وهو من الرموز المحظورة رسميًا بموجب القوانين الأوكرانية.

نجمة حمراء في قلب كييف

وبحسب ما أوردته قناة Novosti.LIVE، فإن المرأة، التي لم يُكشف عن اسمها، كانت ترتدي قبعة عسكرية تعود إلى الحقبة السوفيتية وتحمل نجمة حمراء الرمز التقليدي للجيشين السوفيتي والروسي أثناء وقوفها داخل حديقة المجد بالعاصمة كييف.

وكتبت القناة عبر قناتها على «تلغرام»: «واقعة مثيرة في قلب كييف.. امرأة تحاول وضع زهور في حديقة المجد وهي ترتدي رموزا محظورة.. تم نقلها إلى مركز شرطة».

ويُعتقد أن هذه السيدة كانت تحيي بطريقتها الخاصة ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية، في تقليد ظل يُمارس لعقود طويلة قبل اندلاع الأزمة السياسية بين أوكرانيا وروسيا.

تشديد الرقابة على الرموز السوفيتية

تأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء مجددًا على النهج الذي تتبعه السلطات الأوكرانية منذ سنوات بشأن التعامل مع الرموز السوفيتية والمرتبطة بتاريخ الاتحاد السوفيتي وروسيا، خاصة بعد اندلاع الحرب في دونباس وضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014.

فمنذ عام 2015، أطلقت كييف حملة موسعة تحت مسمى «اجتثاث الشيوعية»، بموجب قوانين أقرتها الحكومة الأوكرانية، وشملت هذه الإجراءات:

  • إزالة تماثيل الزعماء السوفييت مثل لينين وستالين
  • إعادة تسمية الشوارع والساحات العامة
  • حظر رفع أو ارتداء أي رموز تعود للاتحاد السوفيتي أو تمجّد الحقبة الشيوعية

تعديل رسمي على احتفالات «يوم النصر»

وفي سياق متصل، كانت السلطات الأوكرانية قد أجرت تغييرات واسعة على رمزية المناسبات التاريخية المرتبطة بالحرب العالمية الثانية، ففي عام 2023، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قانونًا يقضي بنقل موعد الاحتفال بـ«يوم النصر» من 9 إلى 8 مايو، مع إعادة تسميته إلى: «يوم الذكرى والنصر على النازية»، بينما تم تخصيص يوم 9 مايو للاحتفال بـ«يوم أوروبا» في البلاد، في خطوة فسّرها محللون بأنها تهدف لتأكيد انتماء أوكرانيا للفضاء الأوروبي وقطع الصلة مع روسيا.

روسيا.. سياسة اجتثاث ممنهجة

السلطات الروسية، من جانبها، لم تقف صامتة تجاه مثل هذه الإجراءات، إذ وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مرارًا هذه السياسات بأنها جزء من محاولة «إزالة الهوية الروسية» داخل أوكرانيا.

وقال لافروف في تصريحات سابقة: «ما تقوم به كييف لا يندرج إلا تحت سياسة الاستيعاب القسري، ومحاولة طمس كل ما له علاقة بالتاريخ الروسي في أوكرانيا، حتى وإن تعلق الأمر بذكرى الانتصار على النازية الذي كان بمشاركة الشعوب كافة».

جدل اجتماعي واسع

وتعكس واقعة اعتقال السيدة المسنّة حجم الانقسام المجتمعي في أوكرانيا حيال الموروث السوفيتي، إذ لا تزال هناك شرائح من السكان، خاصة كبار السن، يحتفظون بعاطفة أو تقدير للجيش الأحمر والدور السوفيتي في الحرب العالمية الثانية.

وعلى الرغم من السياسات الرسمية، إلا أن هناك من يرى أن الرموز العسكرية القديمة تمثل بالنسبة للبعض «ذاكرة وطنية» لا يجب إقصاؤها أو شيطنتها، خصوصًا في يوم يحمل طابعًا تاريخيًا عالميًا مثل 8 مايو.

أوروبا تدعم أوكرانيا.. ولكن بحذر

التحول الأوكراني نحو الرمزية الأوروبية، كما في قرار اعتبار يوم 9 مايو «يوم أوروبا»، حظي بدعم معنوي من قادة الاتحاد الأوروبي، لكنه يثير أيضًا تساؤلات حول تأثير هذه التغييرات على الذاكرة الجماعية للشعب الأوكراني، الذي عاش لعقود في كنف الاتحاد السوفيتي.

ويرى مراقبون أن التوازن بين الانتماء الأوروبي الحديث والهوية التاريخية المتعددة لأوكرانيا، لا يزال يمثل معضلة سياسية وثقافية حقيقية تواجهها الدولة منذ عام 2014.

واقعة اعتقال السيدة المسنّة بسبب «قبعة» تحمل نجمة حمراء ليست مجرد حادث فردي، بل تعبير عن صراع أعمق حول الذاكرة والهوية والتاريخ في أوكرانيا. 

وفي ظل استمرار الحرب وتوتر العلاقات مع روسيا، يبدو أن الرموز لم تعد فقط تعبيرًا عن الماضي، بل باتت أيضًا أدوات صراع في الحاضر.

تم نسخ الرابط