لن تتوقعها.. أطعمة «غير متوقعة» تعزز الذكاء وتقوي التركيز

الذكاء من القدرات التي يسعى كثير من الناس إلى تنميتها وتحفيزها بشتى الوسائل، ويظن البعض أن تنشيط الذكاء يعتمد فقط على المذاكرة أو التدريب الذهني، إلا أن الخبراء يؤكدون أن النظام الغذائي يلعب دورًا كبيرًا في دعم «القدرات العقلية» وتحفيز «التركيز والانتباه»، بل إن بعض الأطعمة «غير المتوقعة» يمكن أن تكون حافزًا قويًا في تنمية الذكاء إذا ما تم تناولها بانتظام ضمن نمط حياة صحي ومتوازن، وفي هذا المقال يسلط القارئ نيوز الضوء على أبرز تلك الأطعمة التي لم يخطر ببال كثيرين أنها تملك هذه «القوة الذهنية».
العلاقة بين الطعام و«القدرات الذهنية»
تشير الأبحاث العلمية إلى أن بعض العناصر الغذائية تسهم بشكل مباشر في تحسين وظائف الدماغ مثل الذاكرة وسرعة الاستيعاب والقدرة على التحليل، ويعود ذلك إلى احتواء هذه الأطعمة على «فيتامينات» ومعادن أساسية تغذي الخلايا العصبية وتحميها من التلف، كما أن بعض الأطعمة تساعد على تحسين تدفق الدم إلى الدماغ مما يزيد من كفاءة الوظائف المعرفية، وهذا ما يعزز من مستويات الذكاء لدى الإنسان على المدى الطويل.
البيض.. غذاء متكامل للدماغ
رغم بساطته فإن البيض يعتبر من الأطعمة «غير المتوقعة» التي تدعم الذكاء، حيث يحتوي على مادة «الكولين» الضرورية لبناء الناقلات العصبية مثل «أستيل كولين» المرتبط بالذاكرة والتعلم، كما أن البيض يحتوي على «البروتين» الذي يمد الجسم بالطاقة دون رفع مستوى السكر في الدم، مما يجعله خيارًا مثاليًا لتعزيز التركيز خلال ساعات الدراسة أو العمل، ولذلك يُنصح بإدخال البيض في وجبة الإفطار بشكل منتظم.
الشوكولاتة الداكنة.. ليست فقط للحلوى
كثيرون لا يتوقعون أن الشوكولاتة الداكنة يمكن أن تسهم في تنشيط الذكاء، فهي غنية بـ«الفلافونويد» ومضادات الأكسدة التي تحسن من تدفق الدم إلى الدماغ، كما تحتوي على كميات معتدلة من الكافيين الذي يعزز اليقظة والانتباه دون أن يسبب توترًا مثل القهوة، فضلاً عن أن تناول الشوكولاتة الداكنة بجرعات معتدلة يساعد على تحسين المزاج، وهو عامل أساسي في زيادة القدرة على التركيز والتفكير الإبداعي.
الأسماك الدهنية.. وقود ذهني من أعماق البحار
تعتبر أسماك مثل «السلمون» و«الماكريل» من أهم مصادر أحماض «الأوميغا 3» التي تلعب دورًا محوريًا في تحسين وظائف الدماغ، حيث تسهم في بناء أغشية الخلايا العصبية وتقلل من الالتهابات وتحمي من التدهور العقلي، وقد ربطت العديد من الدراسات بين استهلاك الأوميغا 3 بانتظام وارتفاع درجات الذكاء خاصة عند الأطفال والمراهقين، لذلك يُعد تناول السمك مرتين في الأسبوع خطوة ذكية نحو عقل أكثر حيوية.
القرفة.. نكهة تنشط الدماغ
رغم أن القرفة تُستخدم غالبًا كتوابل في الحلويات أو المشروبات، إلا أن الدراسات الحديثة أظهرت أنها تحتوي على مركبات طبيعية تساعد في «تنشيط الدماغ»، حيث تعمل القرفة على تحسين الانتباه وتقوية الذاكرة قصيرة المدى، كما أن رائحتها تحفز المستقبلات العصبية وتزيد من اليقظة، ويمكن إضافتها إلى الشاي أو الزبادي أو الشوفان بسهولة لتصبح جزءًا من نظامك الغذائي اليومي الذي يعزز الذكاء.
البروكلي.. خضار خارق
البروكلي غني بمضادات الأكسدة وفيتامين K الذي يساعد في «تعزيز الوظائف المعرفية»، كما يحتوي على مركب «السلفورافان» الذي يحمي الدماغ من الإجهاد التأكسدي، مما يجعله أحد أهم الخضروات التي تدعم الذكاء والتركيز، وقد أظهرت دراسات أن تناول البروكلي بانتظام قد يساعد في تحسين نتائج الاختبارات العقلية خاصة لدى كبار السن والأطفال في مراحل النمو.
الأفوكادو.. طعام الدماغ الفاخر
يُعد الأفوكادو من الأطعمة الغنية بـ«الدهون الصحية» التي تساعد على تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، وبالتالي تدعم التركيز وتقوي الذاكرة، كما أنه يحتوي على فيتامين E الذي يحمي الخلايا العصبية من التلف، ويمكن إدخال الأفوكادو في النظام الغذائي من خلال إضافته إلى السلطات أو تحضيره كعصير غني ومغذٍ يساعد على تنمية الذكاء.
الزبادي.. راحة المعدة تعني راحة العقل
المفاجأة هنا أن الزبادي الغني بالبروبيوتيك لا يؤثر فقط على الجهاز الهضمي، بل ينعكس أيضًا على صحة الدماغ، فالأمعاء والدماغ مرتبطان عبر محور عصبي هرموني، وتحسين صحة الأمعاء ينعكس إيجابيًا على المزاج والقدرة على التفكير، مما يجعل الزبادي غذاءً ذكيًا لمن يريد دعم وظائف الدماغ وزيادة الذكاء.
المكسرات.. حفنة من الفوائد العقلية
الجوز واللوز والفستق من المكسرات التي تحتوي على مزيج رائع من «الدهون الصحية» والبروتينات والمعادن مثل الزنك والمغنيسيوم، وهذه العناصر تساعد على تنشيط المخ وزيادة القدرة على التركيز، كما أن تناول المكسرات بانتظام يعزز من نمو خلايا الدماغ ويحسن من الذاكرة، وهو ما يدعم مستويات الذكاء ويجعل العقل أكثر صفاءً.
تحفيز الذكاء لا يرتبط بتناول أطعمة بعينها فقط، بل يعتمد أيضًا على اتباع نمط حياة غذائي متوازن، يشمل تقليل السكريات والدهون الضارة والإكثار من شرب الماء وممارسة التمارين الرياضية، كما أن النوم الجيد له دور كبير في تعزيز وظائف الدماغ، إذ إن قلة النوم تؤثر سلبًا على التركيز والقدرة على حل المشكلات، لذلك فإن التركيز على الغذاء هو الخطوة الأولى في رحلة تنشيط الذكاء وتطوير الإمكانيات العقلية.