فلكيًا.. موعد غرة ذي الحجة 1446 ووقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى

«عيد الأضحى» هو مناسبة دينية عظيمة لها مكانة فريدة في قلوب المسلمين، ويعتبر من أبرز محطات العام الهجري التي تترقبها الشعوب الإسلامية بشغف، ومع اقتراب موسم الحج لهذا العام الهجري 1446، تتزايد تساؤلات المواطنين حول توقيت «وقفة عرفات» وأول أيام «عيد الأضحى»، حيث تشكل هذه الأيام المباركة ذروة المناسك التي يؤديها الحجاج في الأراضي المقدسة، وتستعد لها ملايين الأسر الإسلامية حول العالم احتفاءً وتعظيمًا لهذه الشعيرة العظيمة.
الحسابات الفلكية ترسم ملامح شهر ذي الحجة
بحسب ما أعلنه «المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية» في مصر، فإن الحسابات الفلكية تشير إلى أن هلال شهر ذي الحجة للعام الهجري 1446 سيولد مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة الخامسة وثلاث دقائق فجرًا بتوقيت القاهرة، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 27 من شهر مايو لعام 2025، وهو اليوم الذي يُعرف بـ«يوم الرؤية» إذ يتم خلاله استطلاع الهلال لتحديد بداية الشهر الهجري الجديد رسميًا.
ووفقًا لما ذكره المعهد، فإن الهلال الجديد سيبقى ظاهرًا في سماء القاهرة لمدة 47 دقيقة بعد غروب الشمس، بينما سيبقى في سماء مكة المكرمة لمدة تصل إلى 38 دقيقة، مما يُعزز من احتمالات رؤية الهلال بالعين المجردة مساء ذلك اليوم في كلا البلدين، وفي محافظات مصر المختلفة سيتراوح بقاء الهلال في السماء بين 40 و49 دقيقة، وهو ما يؤكد توفر الظروف الفلكية لرؤية واضحة للهلال.
ظهور الهلال في العواصم الإسلامية
في عدد من الدول العربية والإسلامية، كشفت التقديرات أن هلال ذي الحجة سيظهر بعد غروب الشمس لمدة تتراوح بين 9 دقائق و59 دقيقة، وتختلف هذه المدة من مدينة إلى أخرى حسب الموقع الجغرافي وخط العرض، ما يدعم الاحتمال الفلكي لتوحّد الرؤية بين أغلب الدول الإسلامية، الأمر الذي يعني تقاربًا كبيرًا في موعد «عيد الأضحى» لهذا العام، بما يضمن وحدة الشعور الديني للمسلمين في أنحاء العالم.
غرة شهر ذي الحجة 1446.. بداية العد التنازلي لـ«عيد الأضحى»
تشير التوقعات الفلكية إلى أن غرة شهر ذي الحجة 1446 ستكون يوم الأربعاء الموافق 28 مايو 2025، وهو اليوم الأول من العشر الأوائل التي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من العمل الصالح فيها، وتشكل هذه الأيام فترة روحية مميزة يحرص المسلمون فيها على الصيام والذكر والتكبير والقيام، وتعد مقدمة عظيمة لـ«عيد الأضحى» الذي ينتظره الصغار والكبار بكل حب وترقب.
وقفة عرفات 1446.. أعظم أيام الدهر
أما عن «وقفة عرفات»، والتي تُعد من أعظم أيام الدهر كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، فمن المتوقع فلكيًا أن توافق يوم الخميس 5 يونيو 2025، حيث يتجه حجاج بيت الله الحرام إلى صعيد عرفات لأداء الركن الأعظم من الحج، بينما يصوم المسلمون في بقية البلدان هذا اليوم رجاءً في تكفير الذنوب ورفعة الدرجات، ويأتي بعده مباشرة «عيد الأضحى» بما يحمله من مظاهر الفرح والتكبير والأضاحي.
أول أيام عيد الأضحى المبارك 1446
طبقًا للتقديرات الفلكية الحالية، فإن أول أيام «عيد الأضحى» المبارك لعام 1446 هجريًا سيكون يوم الجمعة الموافق 6 يونيو 2025، وهو اليوم الذي يبدأ فيه المسلمون بذبح الأضاحي تقربًا إلى الله تعالى، وتُقام فيه صلاة العيد في الساحات والمساجد وسط مظاهر البهجة والسرور التي تعم البيوت والشوارع، وتتواصل فيه زيارات الأقارب وتبادل التهاني، كما تُوزع اللحوم على الفقراء والمحتاجين تحقيقًا لقيم التضامن والتكافل التي يحملها «عيد الأضحى» في جوهره.
العشر الأوائل من ذي الحجة.. أيام لا تعوّض
تبدأ العشر الأوائل من شهر ذي الحجة فلكيًا يوم الأربعاء 28 مايو 2025، وتستمر حتى يوم الخميس 5 يونيو، حيث يأتي يوم التروية في 4 يونيو، ويليه يوم عرفة في 5 يونيو، ثم «عيد الأضحى» في 6 يونيو، ويُستحب في هذه الأيام الإكثار من الصيام والتكبير والتهليل وقراءة القرآن، ويُعتبر صيام يوم عرفة على وجه الخصوص فرصة عظيمة للمغفرة، حيث جاء في الحديث الشريف أن صيامه يُكفّر ذنوب السنة الماضية والقادمة، ما يجعل هذه الأيام زادًا روحيًا عظيمًا يسبق «عيد الأضحى» المبارك.
انتظار الإعلان الرسمي بعد الرؤية الشرعية
رغم أن التقديرات الفلكية تشير إلى هذا الجدول الزمني بدقة، إلا أن الإعلان النهائي عن غرة ذي الحجة و«عيد الأضحى» و«وقفة عرفات» سيتم بعد إجراء الرؤية الشرعية لهلال الشهر الكريم، وهو ما تقوم به الهيئات الشرعية في كل بلد إسلامي مساء يوم 29 من شهر ذي القعدة، وقد تتفاوت الرؤية بين البلدان حسب توافر شروط الرؤية الفلكية.
استعدادات المسلمين لاستقبال عيد الأضحى
تبدأ استعدادات المسلمين لاستقبال «عيد الأضحى» في وقت مبكر، حيث تشهد الأسواق نشاطًا في بيع الأضاحي، وتزداد حركة التجارة المتعلقة بالملابس والحلويات، كما تتجه الأسر إلى التخطيط لزيارات العائلة وصلاة العيد، وتكتسي المساجد والساحات بالزينة والتكبيرات التي تملأ الأجواء روحيًا، ويحرص الجميع على الاحتفال بـ«عيد الأضحى» كفرصة لتجديد الروابط الاجتماعية والروحية معًا.