سعر الدولار في البنوك المصرية.. و«المركزي» يسجل 50.32 جنيه للشراء

شهدت أسعار الدولار مقابل الجنيه المصري حالة من الاستقرار النسبي في تعاملات صباح اليوم الخميس 15 مايو 2025، وذلك في مختلف البنوك العاملة بالسوق المحلي، بعدما ظلت الأسعار متقلبة خلال الأسابيع الماضية بفعل تطورات الأسواق العالمية وبيانات التضخم في الولايات المتحدة، والتوجهات النقدية المرتقبة من جانب البنك الفيدرالي الأمريكي.
وحرصًا من القارئ نيوز على متابعة أحدث التغيرات في أسعار الصرف، نستعرض في هذا التقرير مفصلًا أسعار شراء وبيع الدولار الأمريكي في البنوك الكبرى، إلى جانب النظرة الاقتصادية العامة التي تؤثر على حركة العملة الخضراء.
سعر الدولار في البنك المركزي المصري
سجل متوسط سعر الدولار في البنك المركزي المصري 50.32 جنيهًا للشراء، و50.45 جنيهًا للبيع، دون تغيير يُذكر عن تداولات أمس الأربعاء، ما يعكس استقرارًا نسبيًا في السوق الرسمية بعد تقلبات طفيفة خلال الأيام الماضية.
استقرار في بنوك الأهلي ومصر والإسكندرية
حافظت البنوك الحكومية الكبرى، وعلى رأسها البنك الأهلي المصري وبنك مصر، على أسعار موحدة للدولار، حيث بلغ سعر الشراء 50.36 جنيهًا، بينما سجل سعر البيع 50.46 جنيهًا.
أما بنك الإسكندرية، فقد جاء بنفس المعدلات تمامًا، مما يعكس حالة من التوافق بين كبرى المؤسسات المصرفية في التسعير، وسط غياب أي مؤشرات على تدخل مباشر أو طارئ من قبل البنوك في تحديد أسعار الصرف.
الدولار في البنك التجاري الدولي CIB
في البنك التجاري الدولي CIB، أكبر البنوك الخاصة من حيث الحصة السوقية، سجل سعر الدولار 50.36 جنيهًا للشراء، و50.46 جنيهًا للبيع، وهي نفس المستويات المسجلة بالبنوك الحكومية، ما يشير إلى استقرار العرض والطلب داخل الجهاز المصرفي خلال تعاملات اليوم.
بنك القاهرة يعرض أقل سعر للشراء بفارق طفيف
سجل بنك القاهرة سعرًا للدولار أقل قليلًا مقارنة بباقي البنوك، حيث بلغ سعر الشراء 50.35 جنيهًا، فيما سجل سعر البيع 50.45 جنيهًا، بفارق قرش واحد فقط عن المتوسط العام في معظم البنوك، ما يتيح للمواطنين والمستوردين فرصة شراء الدولار بسعر أقل بفارق طفيف في هذا البنك تحديدًا.
عوامل الاستقرار.. ما الذي يحدث في السوق؟
يعزو محللون استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري إلى عدة عوامل، أبرزها:
استمرار تدفقات النقد الأجنبي من السياحة وتحويلات العاملين بالخارج، وهو ما عزز من المعروض داخل القطاع المصرفي.
هدوء نسبي في الطلب على الدولار من قبل المستوردين، خاصة بعد قرارات تنظيم الاستيراد وتقليل فاتورة الواردات.
ترقب الأسواق المصرية لقرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، بعد صدور بيانات التضخم الأخيرة التي كشفت عن ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين.
كل هذه العوامل ساهمت في تهدئة تحركات السوق، لا سيما بعد سلسلة من التراجعات في سعر الجنيه أمام الدولار في وقت سابق من العام.
تأثير التضخم الأمريكي على الدولار عالميًا
وفي الأسواق العالمية، يترقب المستثمرون بيانات مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة، والذي من المنتظر صدوره مساء اليوم.
وتعد هذه البيانات ذات أهمية قصوى، إذ أنها تمثل مؤشرًا لمدى ضغوط التضخم من جانب العرض، وبالتالي ترسم ملامح السياسة النقدية المقبلة للبنك الفيدرالي.
وقد أظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكية يوم أمس ارتفاعًا فوق المتوقع، ما أعاد المخاوف بشأن استمرار التضخم لفترة أطول من التقديرات السابقة، وبالتالي قد يُبقي الفيدرالي على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، وهو ما قد يدفع الدولار عالميًا نحو مزيد من القوة.
توقعات السوق في مصر.. إلى أين يتجه الدولار؟
بحسب توقعات محللين في بنوك استثمار محلية، فإن سعر صرف الدولار في مصر سيظل مستقرًا نسبيًا في المدى القصير، خاصة مع التزام البنك المركزي باتباع آلية سعر صرف مرن وفقًا للعرض والطلب، إضافة إلى استمرار تدفقات استثمارية محدودة من أدوات الدين الحكومية.
إلا أن البعض لا يستبعد تحركات طفيفة في حال صدور بيانات عالمية مؤثرة، أو في حال طرأت تغييرات على المشهد السياسي أو الاقتصادي المحلي، مثل التحولات في ملف الديون أو التقدم في برامج التمويل مع صندوق النقد الدولي.
يواصل الدولار الأمريكي أداءه المستقر في السوق المصرية، في ظل هدوء ملحوظ بالطلب على العملة الأجنبية، وتماسك المعروض داخل البنوك. وتبقى العوامل العالمية، وعلى رأسها بيانات التضخم الأمريكية، هي المتغير الأبرز الذي قد يحدد المسار القادم للعملة الخضراء، سواء صعودًا أو هبوطًا.
وتستمر «القارئ نيوز» في متابعة تطورات سوق الصرف أولًا بأول، لتزويد قرائها بكل جديد لحظة بلحظة.