جنازة مهيبة لوزير التموين الأسبق وسط حضور وزراء ومحافظين

في مشهد مهيب يغلب عليه الحزن والأسى، شيع جثمان الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية السابق، ظهر اليوم من مسجد الشرطة بمدينة 6 أكتوبر، بحضور عدد كبير من المسؤولين ورجال الدولة، يتقدمهم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وكوكبة من الوزراء والمحافظين والشخصيات العامة، الذين حرصوا على توديع واحد من أبرز رموز العمل الحكومي في مصر خلال العقدين الأخيرين.

حضور رسمي رفيع المستوى

شارك في صلاة الجنازة عدد من كبار المسؤولين، بينهم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والمستشار علاء الدين فؤاد وزير الشؤون النيابية، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية الحالي، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، والدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية.

كما حضر أيضًا اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، واللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، بالإضافة إلى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، والنائب مصطفى بكري، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية.

الدفن والعزاء

عقب انتهاء صلاة الجنازة، تم نقل جثمان الفقيد إلى مدافن العائلة بطريق الواحات بمدينة 6 أكتوبر، حيث وُري الثرى وسط دعوات بالرحمة والمغفرة، ودموع الأهل والأصدقاء والمحبين.

ومن المقرر أن يُقام العزاء غدًا الخميس بدار مناسبات الشرطة في منطقة 6 أكتوبر، ليستقبل ذوو الفقيد المعزين من مختلف أنحاء الجمهورية، في تأبين يليق بمسيرته الحافلة بالعطاء.

وفاة بعد صراع مع المرض

كان الدكتور علي المصيلحي قد رحل عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء، بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا من العمل الوطني والجهود الإصلاحية التي بذلها في مختلف المواقع التي تقلدها. 

وقد نعى العديد من الشخصيات العامة والمؤسسات الرسمية رحيله، معتبرين وفاته خسارة كبيرة للمشهد العام في مصر.

مسيرة مهنية حافلة

ولد الدكتور علي المصيلحي عام 1949، وشغل عدة مناصب هامة على مدار حياته، حيث بدأ مسيرته الأكاديمية والسياسية بخطى واثقة، حتى تقلد منصب وزير التضامن الاجتماعي في 31 ديسمبر 2005 خلال حكومة الدكتور أحمد نظيف، واستمر في المنصب ذاته بحكومة الفريق أحمد شفيق في عام 2011.

وبعد فترة غياب عن العمل التنفيذي، عاد المصيلحي إلى المشهد الحكومي في فبراير 2017، حينما تولى وزارة التموين والتجارة الداخلية في حكومة المهندس شريف إسماعيل، واستمر في المنصب بعد التجديد له في حكومة الدكتور مصطفى مدبولي.

بصمات واضحة في وزارة التموين

خلال فترة توليه وزارة التموين، أشرف المصيلحي على العديد من المشروعات والسياسات التي استهدفت تطوير منظومة الدعم السلعي والخبز، وإعادة هيكلة بطاقات التموين لضمان وصول الدعم لمستحقيه، فضلًا عن تطوير المكاتب التموينية وتحويلها إلى مراكز خدمة مطورة للتيسير على المواطنين.

كما كان له دور بارز في ضبط الأسواق ومواجهة جشع التجار، من خلال تكثيف الحملات الرقابية على السلع الغذائية، وإطلاق مبادرات لخفض الأسعار ودعم الفئات الأكثر احتياجًا.

إشادات واسعة بجهوده

مع انتشار خبر وفاته، انهالت كلمات الرثاء والإشادة من زملائه في العمل الحكومي والبرلماني، حيث أكدوا أن المصيلحي كان مثالًا للمسؤول المخلص، الذي يعمل بصمت وإصرار لخدمة وطنه، بعيدًا عن الأضواء، ملتزمًا بالانضباط والجدية في إدارة الملفات المعقدة.

إرث إنساني وسياسي

لم يقتصر تأثير الدكتور علي المصيلحي على الملفات الوزارية فحسب، بل امتد إلى علاقاته الإنسانية مع زملائه والكوادر التي عملت معه، حيث عُرف عنه التواضع وحسن الاستماع لآراء من حوله، وهو ما جعل له مكانة خاصة في قلوب من تعاملوا معه طوال سنوات خدمته.

وداع يليق برجل دولة

جاءت جنازته اليوم لتجسد مشاعر التقدير والحب التي يكنها الجميع له، حيث امتزج الحضور الرسمي بالشعبي في وداع رجل أفنى حياته في خدمة الوطن.

 وقد بدا التأثر واضحًا على وجوه الحاضرين، فيما ترددت الدعوات بأن يتغمده الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.