بين وفاء الجماهير وطموحات الإدارة.. غزل المحلة يفكر في مغادرة مدينته

كشف وليد خليل، رئيس مجلس إدارة شركة غزل المحلة لكرة القدم، عن نية النادي دراسة إقامة الفريق الأول في القاهرة بدءًا من الموسم المقبل، لأسباب تتعلق بصعوبة استقدام اللاعبين إلى مدينة المحلة الكبرى.
وأدلى خليل بهذه التصريحات من خلال الصفحة الرسمية لنادي غزل المحلة عبر موقع «فيس بوك»، مؤكدًا أن هذا المقترح يأتي في إطار البحث عن حلول عملية لتطوير الأداء الفني وتهيئة مناخ أفضل للفريق في السنوات المقبلة.
أزمة قديمة تتجدد
وقال وليد خليل: «غزل المحلة يعاني أكثر من باقي أندية الأقاليم في ملف استقدام اللاعبين، بسبب رفض العديد من اللاعبين الإقامة في مدينة المحلة».
وأوضح أن هذا الأمر يُصعّب من مهمة النادي في عقد صفقات قوية تدعم الفريق، وتؤثر سلبًا على مستوى التنافس مع أندية أخرى تحظى بفرص أكبر في جذب المواهب والنجوم.
وأشار خليل إلى أن الانتقال للإقامة في القاهرة سيكون حلًا واقعيًا لتلك المعضلة، مضيفًا: "لذلك ندرس بجدية مقترح إقامة الفريق في القاهرة بدايةً من الموسم المقبل".
معسكرات منتظمة بالمحلة ومباريات على الملعب التاريخي
ورغم نية النادي في اتخاذ العاصمة مقرًا سكنيًا وتدريبيًا للفريق، شدد خليل على أن غزل المحلة لن يتخلى عن ملعبه الأساسي أو جمهوره العريق، موضحًا: «سيتم تنظيم معسكرات في مدينة المحلة قبل المباريات بوقت كافٍ، على أن تُقام لقاءات الفريق على ستاد غزل المحلة التاريخي، وبين جماهيره الوفية».
وأضاف: «هدفنا ليس الابتعاد عن المدينة أو جماهيرنا، بل تحسين جودة الفريق وزيادة فرص المنافسة من خلال توفير بيئة تساعد اللاعبين على الأداء بأفضل شكل».
قرار البقاء يفتح آفاق التغيير
وجاءت تصريحات خليل بعد تأكيد رابطة الأندية المحترفة في مصر قرارها بإلغاء الهبوط في الموسم الجاري، نزولًا عند رغبة الأندية، وهو القرار الذي ضمن بقاء غزل المحلة في الدوري الممتاز، بعدما تراجع ترتيبه مؤخرًا ليصل إلى المركز قبل الأخير في جدول المرحلة النهائية.
ويبدو أن هذا القرار منح إدارة النادي فرصة لإعادة تقييم الأوضاع الفنية والإدارية بشكل شامل، والعمل على بناء فريق أقوى قادر على التواجد في المناطق الآمنة بالموسم المقبل، وربما منافسة الكبار لاحقًا.
ردود فعل متباينة بين الجماهير
ولم تمر هذه التصريحات دون أن تُحدث تفاعلات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة من جانب جماهير المحلة، التي تُعد من أكثر الجماهير ولاءً لفريقها، وتتمتع بعاطفة قوية تجاه النادي والمدينة.
فبينما تفهم البعض طبيعة الخطوة وأبعادها من زاوية فنية واحترافية، عبّر آخرون عن تخوفهم من أن تكون تلك البداية تمهيدًا لابتعاد تدريجي عن هوية النادي الإقليمية وتاريخه العريق المرتبط بعمال المحلة.
لكن إدارة النادي سارعت إلى توضيح أن الخطوة لا تمس الثوابت، بل تهدف فقط لتحسين بيئة العمل داخل الفريق، في ظل ظروف السوق الكروي الحالية، وارتفاع تكاليف التعاقدات، وتفضيل اللاعبين البقاء في القاهرة حيث البنية التحتية الأفضل، والمستوى المعيشي الأعلى، والتواجد العائلي لمعظم اللاعبين.
غزل المحلة.. تراث كروي وتحديات العصر
يُعد نادي غزل المحلة واحدًا من أبرز أندية الأقاليم المصرية، ويحمل تاريخًا عريقًا، إذ سبق له التتويج بلقب الدوري موسم 1972-1973، ونافس بقوة على الساحة الأفريقية والعربية في فترات متقطعة.
ويواجه النادي منذ سنوات تحديات مالية وإدارية أثرت على استقراره، إلى جانب المنافسة الشرسة في الدوري الممتاز مع أندية الشركات التي تمتلك دعمًا ماليًا كبيرًا.
ولعل خطوة نقل إقامة الفريق للقاهرة تعكس وعيًا من الإدارة بضرورة التأقلم مع الواقع الجديد لكرة القدم المصرية، الذي بات أكثر احترافية، ويتطلب بيئة عمل تواكب تطلعات اللاعبين والمدربين.
خطوات مرتقبة
وتشير المصادر إلى أن الشركة المالكة لنادي غزل المحلة ستُجري دراسات موسعة خلال الأسابيع المقبلة لبحث مدى إمكانية تنفيذ هذا المقترح من حيث التكلفة، والتجهيزات، وجدول الانتقالات، ومعسكرات التدريب.
كما ينتظر أن يتم عقد جلسات مع الجهاز الفني واللاعبين لمناقشة أفضل السيناريوهات التي تضمن نجاح الخطوة دون التأثير على استقرار الفريق.
وفي حال إقرار هذا التحول رسميًا، فإن غزل المحلة سيصبح أول نادٍ جماهيري من أندية الأقاليم الكبرى يتخذ من القاهرة مقرًا للإقامة، ما قد يمهد لتجربة جديدة في إدارة الفرق خارج نطاقها الجغرافي المعتاد.