عباس عراقجي يصل روما لجولة حاسمة في محادثات الاتفاق النووي الإيراني

وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، صباح اليوم الجمعة، إلى العاصمة الإيطالية روما، للمشاركة في الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة مع المبعوث الأمريكي الخاص، بوساطة سلطنة عمان، في إطار الجهود الدولية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
هذه الجولة تأتي في وقت حرج، وسط خلافات مستمرة بين الطرفين حول شروط الاتفاق، وتحديدًا حول برنامج تخصيب اليورانيوم.
رفض إيراني قاطع لشرط «التخصيب الصفري»
أكد عباس عراقجي، في تصريحاته التي صدرت قبيل مغادرته طهران، رفض إيران القاطع لأي اتفاق يشترط التوقف الكامل عن تخصيب اليورانيوم، أو ما يعرف بـ«التخصيب الصفري».
وكتب عراقجي في تغريدة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا):
«معادلة التوصل إلى اتفاق ليست معقدة:
سلاح نووي = صفر، إذن لدينا اتفاق.
تخصيب = صفر، إذن لا اتفاق».
ويضع هذا التصريح الكرة في ملعب الولايات المتحدة، التي يُنتظر منها اتخاذ قرارات حاسمة في هذه المرحلة.
وفد إيراني رفيع المستوى يشارك في المفاوضات
وأفادت وكالة مهر الإيرانية بأن وزير الخارجية عباس عراقجي يترأس وفدًا رفيع المستوى في هذه الجولة، يضم خبراء في المجالات القانونية والسياسية والمالية.
ويشارك هذا الوفد في مفاوضات مع المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، الذي يتولى ملف الاتفاق النووي في واشنطن.
الولايات المتحدة تصر على وقف كامل لتخصيب اليورانيوم
من جانبها، تصر واشنطن على أن تتوقف إيران تمامًا عن تخصيب اليورانيوم، كشرط رئيسي لضمان عدم تطوير طهران لأي أسلحة نووية.
ولكن إيران ترفض هذا الشرط، مع إبداء استعدادها لقبول قيود إضافية على برنامجها النووي واشتراطات رقابية مشددة، بهدف إقناع المجتمع الدولي بأنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية.
نفي إيراني لتلقي عروض أمريكية رسمية
في السياق ذاته، نفت طهران رسميًا تلقيها أي عروض أو مقترحات أمريكية جديدة سواء مباشرة أو عبر وسطاء، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تقديم مقترح جديد للأزمة.
ويؤكد المسؤولون الإيرانيون تمسك بلادهم بموقفها الرافض للتنازل عن حق تخصيب اليورانيوم، وعدم قبول أي شروط من شأنها أن تضر بحقوقها السيادية.
جولات تفاوضية سابقة ومطالب إيرانية ثابتة
يُذكر أن عباس عراقجي أجرى أربع جولات تفاوضية غير مباشرة مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ثلاث منها كانت في مسقط، والأخيرة في روما.
وتتمحور المطالب الإيرانية حول الرفع الفوري والفعّال للعقوبات الأمريكية التي تصفها طهران بـ«غير القانونية»، بالإضافة إلى تأكيد حقها الكامل في تخصيب اليورانيوم ضمن إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
كما شددت إيران على ضرورة الحفاظ على دورة الوقود النووي لأغراض سلمية وبعيدة عن الاستخدام العسكري.
هل ينجح الوسطاء في تجاوز العقبات؟
تأتي هذه الجولة في ظل دور محوري لسلطنة عمان كوسيط يسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين المتنازعين.
وتسعى المحادثات إلى إيجاد صيغة توافقية تعيد الاتفاق النووي إلى مساره الصحيح، بما يضمن مصالح جميع الأطراف ويجنب المنطقة تصعيدًا إضافيًا.
ولكن العقبات الرئيسية لا تزال تتمثل في الخلاف حول موضوع التخصيب والعقوبات، وهي نقاط حاسمة يجب تجاوزها لضمان نجاح المفاوضات.
مع استمرار المفاوضات وارتفاع حدة التوترات السياسية، يبقى مستقبل الاتفاق النووي الإيراني مفتوحًا على مصراعيه، فيما يترقب العالم نتائج الجولة الخامسة التي يمكن أن تمثل نقطة مفصلية في مسار هذا الملف الشائك.
سيكون لقرارات واشنطن وطهران تأثير كبير على الاستقرار الإقليمي والدولي، خاصة في ظل التحديات الأمنية والسياسية المتعددة التي تواجه المنطقة.