الأحد 24 أغسطس 2025 الموافق 01 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

هل يجوز إخراج الزكاة على شكل «حلوى المولد النبوي»؟.. الإفتاء تجيب

حلوى المولد
حلوى المولد

الزكاة تعد من أعظم أركان الإسلام ومن أبرز العبادات المالية التي فرضها الله تعالى على عباده، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية حكمًا مهمًا يتعلق بانتشار عادة توزيع «حلوى المولد النبوي» على الفقراء والمحتاجين من أموال الزكاة، حيث أكدت أن هذا الأمر غير جائز شرعًا لأن الزكاة يجب أن تؤدى بصورتها الصحيحة وهي المال الذي يُمكن الفقير من قضاء حاجاته الأساسية لا الحلوى التي قد لا يحتاجها، وقد أثارت هذه الفتوى نقاشًا واسعًا بين الناس مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث يسعى الكثيرون للتعبير عن فرحتهم بهذه المناسبة العطرة بطرق متنوعة.

دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

قالت دار الإفتاء المصرية إن الفقير قد يحتاج إلى المال ولا يحتاج إلى الحلوى، ولهذا فإن إخراج «الزكاة» في صورة حلوى المولد النبوي لا يحقق المقصود الشرعي منها، إذ إن الأصل في الزكاة هو تمليك المال للفقراء ليتصرفوا فيه حسب حاجتهم، فإذا كان الفقير بحاجة إلى الطعام أو الدواء أو الملبس أو السكن فإن المال هو الوسيلة التي تمكنه من تلبية تلك الاحتياجات، أما الحلوى فلا تلبي الغرض الشرعي المقصود من الزكاة.

الصدقة والهدية بدائل مشروعة

على الرغم من أن الزكاة لا يجوز أن تكون في صورة حلوى المولد النبوي، إلا أن دار الإفتاء أكدت أن توزيع الحلوى من باب «الصدقة أو الهدية أو التبرع» أمر جائز، بل قد يكون مستحبًا لما فيه من إدخال السرور على قلوب الناس وإظهار الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فالتمييز هنا واضح بين الزكاة التي لها شروط وأحكام محددة، وبين صور أخرى من العطاء التطوعي التي تبقى مفتوحة أمام المسلم للتقرب إلى الله.

إظهار الفرح بالمولد الشريف

أشارت دار الإفتاء في فتواها إلى أن إظهار الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشراء الحلوى والتهادي بها جائز شرعًا، بل هو أمر «مستحب» لما فيه من تعظيم النبي وإظهار محبته، وهذا لا يعد من البدع المذمومة ولا من الممارسات المحرمة، وإنما هو شكل من أشكال التعبير عن الفرح والسرور بذكرى مولده الشريف، وقد نص العلماء قديمًا وحديثًا على استحباب إظهار السرور بذكرى المولد النبوي بمظاهر متعددة كإطعام الطعام أو التوسعة على العيال أو التهادي بالحلوى.

الرد على دعاوى البدعة

فيما يخص الادعاءات التي تثار أحيانًا حول كون «حلوى المولد» بدعة أو محرمة أو تشبه الأصنام، فقد أوضحت دار الإفتاء أن هذا «كلام باطل» لا يستند إلى أي دليل شرعي صحيح، بل يعكس جهل قائليه بمقاصد الشرع، فالعلماء عبر التاريخ لم يحرموا شراء أو توزيع الحلوى في المولد النبوي، بل عدوا ذلك من المظاهر المشروعة للفرح، وأكدت الإفتاء أن هذه الأقوال الفاسدة إنما هي نهج للخوارج الذين يسيئون فهم النصوص ويحملونها على غير مقاصدها، وهو ما يخالف إجماع علماء الأمة.

إجماع الأمة على الفرح بالمولد

المسلمون منذ قرون اعتادوا على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بطرق متنوعة، ومن أبرزها توزيع الحلوى وإظهار البهجة والتوسعة على الفقراء والعيال، ولم يُنكر العلماء ذلك، بل وجدوا فيه مظهرًا من مظاهر حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، والنفوس بطبيعتها تميل إلى الفرح بمن تحب، والنبي هو أحق من يُفرح به وأولى من تُعبر الأمة عن حبها له، ومن ثم فإن كل الدعوات التي تجرّم هذه الممارسات وتصفها بالبدعة هي محاولات لتشويه الفطرة السليمة ومخالفة لعمل الأمة المحمدية عبر العصور.

الزكاة لها ضوابط واضحة

من المهم التذكير أن الزكاة تختلف عن الصدقات الأخرى، فهي ركن من أركان الإسلام ومبنية على شروط وضوابط محددة، ومن بينها أن تكون في صورة مال يُعطى للفقير ليتصرف فيه كيف يشاء، فلا يصح أن تُحدد له احتياجاته من قبل المزكي إلا إذا اختار هو ذلك، ولهذا كان توزيع الحلوى من أموال الزكاة غير جائز، بينما يبقى مشروعًا من باب الصدقة العامة، وقد شددت دار الإفتاء على ضرورة فهم الفرق بين «الزكاة» والصدقة حتى لا يقع الناس في الخلط.

حب النبي والتعبير عنه بالعمل الصالح

الزكاة لها طريقها المشروع وهو المال، أما «حلوى المولد النبوي» فهي من مظاهر الفرح المباحة بل المستحبة، التي يمكن أن يعبر بها المسلمون عن محبتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تعارض بين الأمرين، فالمسلم يستطيع أن يؤدي الزكاة كما فرضها الله، وفي الوقت نفسه يفرح بالمولد الشريف ويهدي الحلوى للأهل والفقراء على سبيل التوسعة، وبذلك يجمع بين أداء الفريضة وبين إظهار المحبة للنبي.

تم نسخ الرابط