جيش الاحتلال يعلن إحباط عملية طعن في الخليل ويغتال المنفذ الفلسطيني

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، عن إحباط ما زعم أنها محاولة طعن بالقرب من حاجز عسكري في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، مؤكدًا اغتيال الشاب الفلسطيني المنفذ في موقع الحادث، ضمن سلسلة من عمليات الإعدام الميداني التي تتكرر في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ووفقًا لما نقلته صحيفة «معاريف» العبرية، فإن العملية وقعت قرب حاجز «تمار» المقام في محيط مستوطنة «كريات أربع»، وهي واحدة من أكبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ويحيط بها طوق أمني مشدد تحسبًا لأي تحركات فلسطينية.
تفاصيل الحادث.. اغتيال فوري بزعم الطعن
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن قوات الاحتلال فتحت النار مباشرة على الشاب الفلسطيني بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة قبل أن يُعلن عن استشهاده لاحقًا.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال، إن الجنود أطلقوا النار على الشاب قرب حاجز «تل ارميدة» في قلب الخليل، مشيرة إلى أن المنفذ اقترب من الجنود وهو يحمل سكينًا، على حد زعمهم، قبل أن يتم إطلاق النار عليه.
وعلى الفور، فرضت قوات الاحتلال طوقًا أمنيًا مشددًا حول مكان الحادث، واستدعت تعزيزات عسكرية من فرقة الضفة الغربية، حيث شرعت في تمشيط المنطقة المحيطة ومداهمة عدد من المنازل، وسط إجراءات أمنية مشددة طالت سكان المنطقة.
تضارب في الروايات.. وإعلام الاحتلال يتجاهل التفاصيل الإنسانية
وفي الوقت الذي اكتفت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية بتقديم الرواية الرسمية للجيش، دون الكشف عن هوية الشاب الفلسطيني أو عمره، لم يتم إصدار أي بيان فلسطيني رسمي حتى اللحظة حول ملابسات الحادث أو هوية الشهيد.
وتتهم مؤسسات حقوق الإنسان جيش الاحتلال بانتهاج سياسة الإعدام الميداني دون محاكمات، إذ تؤكد الوقائع الميدانية أن العديد من الشهداء لم يشكلوا خطرًا حقيقيًا لحظة إطلاق النار عليهم، ويتم تصفيتهم بدم بارد في كثير من الحالات، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
الخليل.. بؤرة توتر متصاعد
وتشهد مدينة الخليل توترًا مستمرًا وتصعيدًا شبه يومي، في ظل تواجد أكثر من 600 مستوطن في قلب المدينة تحت حماية مشددة من جيش الاحتلال، ما يحول حياة السكان الفلسطينيين إلى جحيم دائم بفعل الحواجز والعراقيل الأمنية والمضايقات اليومية.
وخلال الأسابيع الماضية، تحولت الخليل إلى ساحة توتر متصاعد، حيث سجلت عدة عمليات فدائية ضد جنود الاحتلال، سواء بالطعن أو الدهس أو إطلاق النار، مما دفع سلطات الاحتلال إلى تكثيف وجودها العسكري ومداهماتها الليلية.
وكانت منطقة تلال الخليل، قد شهدت قبل نحو أسبوعين حادثة مماثلة، حينما حاول فلسطيني دهس جندي إسرائيلي، ثم ترجل من سيارته وحاول طعنه بسكين قبل أن يُقتل على الفور، في تكرار لنمط الاستجابة العنيفة والقاتلة من قبل جيش الاحتلال.
ردود أفعال محلية محدودة.. وصمت دولي معتاد
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر الفصائل الفلسطينية أو الجهات الرسمية أي تعليق مباشر حول عملية الخليل الجديدة، في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تصعيدًا متزامنًا مع العدوان المتواصل على قطاع غزة.
ويؤكد مراقبون أن التوتر في الضفة بات يندرج ضمن موجة اشتباك أوسع، تغذيها السياسات الاستيطانية الإسرائيلية، والاقتحامات المتكررة، خاصة في مدن مثل جنين ونابلس والخليل.
ورغم تكرار هذه العمليات، تواصل القوى الدولية والوسطاء تجاهل السياق السياسي والإنساني الذي يدفع الفلسطينيين إلى الاحتجاج أو المقاومة الفردية، وسط انسداد أفق الحل السياسي واستمرار الاحتلال العسكري منذ أكثر من خمسة عقود.
الإعدامات الميدانية.. جريمة لا تسقط بالتقادم
في ظل هذا المشهد، تتزايد الدعوات من منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية، لفتح تحقيقات شفافة في عمليات القتل الميداني التي ينفذها جيش الاحتلال، باعتبارها انتهاكات جسيمة للقانون الدولي.
ويطالب الفلسطينيون بحماية دولية حقيقية، ووقف السياسات الإسرائيلية القائمة على القوة المفرطة وقتل المدنيين بذرائع أمنية واهية، في ظل تجاهل دولي مقلق وتواطؤ صامت يشجع الاحتلال على مواصلة جرائمه.