الجيش السوداني يعلن السيطرة على «الدبيبات» والعثور على مقابر جماعية

أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية «الجيش السوداني»، اليوم الجمعة، السيطرة الكاملة على بلدة «الدبيبات» الواقعة في ولاية جنوب كردفان، بعد معارك عنيفة مع ميليشيا الدعم السريع، ضمن عمليات الجيش المتواصلة لاستعادة السيطرة على المناطق الاستراتيجية جنوب البلاد.
وفي تطور خطير ومؤلم، كشفت القوات المسلحة في بيان رسمي، العثور على مقابر جماعية في مناطق جنوب أم درمان، والتي جرى تطهيرها مؤخرًا من عناصر الدعم السريع، واصفة ما حدث هناك بأنه «جريمة إنسانية مكتملة الأركان».
إطلاق سراح معتقلين احتجزتهم الميليشيا «على أساس عرقي»
وأوضح البيان أن الجيش تمكن خلال العمليات الأخيرة من تحرير عدد كبير من المواطنين، من بينهم متقاعدون من القوات النظامية، كانت ميليشيا الدعم السريع قد اختطفتهم واحتجزتهم داخل مدرسة في منطقة «الصالحة»، واتخذتهم كدروع بشرية.
وأكدت القيادة العامة أن المعتقلين الذين بلغ عددهم 648 شخصًا، تم احتجازهم دون أي تهمة، فقط على خلفية انتمائهم العرقي أو لماضيهم العسكري، وجرى احتجازهم في ظروف غير إنسانية تفتقر إلى الحد الأدنى من الطعام والرعاية الصحية.
465 شهيدًا بسبب الإهمال وسوء المعاملة
وأشار البيان الصادر عن القوات المسلحة السودانية إلى استشهاد 465 من بين هؤلاء المعتقلين، نتيجة الإهمال ونقص الغذاء والدواء، حيث تم دفن الضحايا في مقابر جماعية، بعضها يضم أكثر من 27 جثمانًا، وذلك في محيط منطقة «الصالحة» غرب العاصمة الخرطوم.
وأكد الجيش أن تلك المقابر تمثل دليلًا جديدًا على «الانتهاكات الوحشية التي تمارسها مليشيا أسرة دقلو بحق المدنيين الأبرياء»، مضيفًا أن هذه الجرائم لن تمر دون حساب.
استمرار العمليات العسكرية
وتأتي هذه التطورات في إطار سلسلة من التحركات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة السودانية في محاولة لاستعادة السيطرة على الأراضي والمناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الدعم السريع منذ اندلاع القتال في أبريل 2023.
وكانت بلدة «الدبيبات» محورًا استراتيجيًا لخطوط الإمداد والتحرك بالنسبة للدعم السريع في جنوب كردفان، ما يجعل السيطرة عليها نصرًا ميدانيًا مهمًا للجيش السوداني.
دعوات لمحاسبة المسؤولين
وأثارت أنباء المقابر الجماعية موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات من منظمات حقوقية وناشطين بفتح تحقيق دولي عاجل في الجرائم المرتكبة ضد المدنيين.
وطالب ناشطون بضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات المستمرة بحق الأبرياء في السودان، وللضغط من أجل تسهيل دخول بعثات تقصي الحقائق ومراقبي حقوق الإنسان إلى المناطق المنكوبة.
صمت دولي مقلق
ورغم توالي التقارير عن الانتهاكات، فإن رد الفعل الدولي ما زال دون المستوى المطلوب، في ظل تصاعد وتيرة العنف واتساع رقعة الاشتباكات في عدة ولايات سودانية.
وتعيش البلاد منذ أكثر من عام في ظل صراع دموي بين القوات المسلحة وميليشيا الدعم السريع، تسبب في سقوط آلاف القتلى والجرحى، ونزوح الملايين داخل وخارج السودان، وسط أزمة إنسانية متفاقمة.
أوضاع إنسانية كارثية ونزوح جماعي
وتسببت المواجهات الأخيرة في موجة جديدة من النزوح، حيث فر مئات السكان من مناطق جنوب أم درمان وولاية جنوب كردفان باتجاه المناطق الأكثر أمانًا في الشمال، وسط نقص حاد في المساعدات الإنسانية، وصعوبة في إيصال الإغاثات بسبب استمرار المعارك وغياب التنسيق بين الأطراف المتحاربة.
ووفقًا لمصادر ميدانية، فقد تعرضت البنى التحتية في المناطق المحررة لدمار واسع، شمل المدارس والمراكز الصحية ومرافق المياه، ما فاقم من معاناة المدنيين، خاصة الأطفال والنساء.
الجيش يتوعد بملاحقة المجرمين
وختم الجيش بيانه بالتأكيد على استمرار عملياته العسكرية لتحرير كافة مناطق البلاد من «الميليشيا المتمردة»، متوعدًا بملاحقة من وصفهم بـ«المجرمين» المسؤولين عن المقابر الجماعية، ومؤكدًا أن كل من تورط في انتهاك حقوق المواطنين الأبرياء «سيُحاسب دون تهاون، أمام العدالة الوطنية والدولية».