السعودية تعلن غدا الأربعاء غرة ذو الحجة.. ووقفة عرفة الخميس 5 يونيو
«ذو الحجة».. أعلنت المحكمة العليا في المملكة العربية السعودية، مساء الثلاثاء، أن يوم غدٍ الأربعاء الموافق 28 مايو 2025 هو غرة شهر ذو الحجة لعام 1446هـ، وذلك بعد ثبوت رؤية الهلال بالعين المجردة في عدد من مناطق الرصد، لا سيما في تمير وسدير والطائف.
وأكد بيان المحكمة أن لجان الترائي تمكنت من رصد الهلال بوضوح، وعليه فإن يوم الخميس 5 يونيو سيكون يوم وقفة عرفات، ويليه أول أيام عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة 6 يونيو 2025.
وجاء في نص بيان المحكمة: «ثبتت لدينا رؤية هلال شهر ذي الحجة مساء هذا اليوم الثلاثاء الموافق السابع والعشرين من شهر ذي القعدة لعام 1446هـ، وبهذا يكون يوم غد الأربعاء هو أول أيام شهر ذي الحجة، سائلين الله أن يعيده على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات»0
استعدادات روحانية وبداية موسم التكبيرات
مع الإعلان الرسمي، بدأ المسلمون في شتى بقاع الأرض استعداداتهم الروحانية لاستقبال العشر الأوائل من ذو الحجة، وهي من أعظم أيام السنة الهجرية، لما لها من فضل وأجر عظيم، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام».
وتشهد هذه الأيام المباركة إقبالًا كبيرًا من المسلمين على مختلف العبادات من صيام وذكر وتكبير وتهليل، إلى جانب الإعداد لشعيرة الأضحية التي تقام يوم العيد، اقتداءً بسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام.
المملكة تستعد لموسم الحج.. منظومة متكاملة لخدمة ضيوف الرحمن
بالتزامن مع دخول الشهر الكريم، أعلنت وزارة الحج والعمرة في السعودية عن جاهزيتها التامة لاستقبال ضيوف الرحمن لموسم حج 1446هـ، وذلك بالتعاون مع مختلف الجهات الصحية والأمنية والخدمية.
وأكدت الوزارة في بيان لها أن استعدادات هذا الموسم بدأت مبكرًا، مشيرة إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة هذا العام لاستقبال ملايين الحجاج من داخل وخارج المملكة.
وقد شملت التحضيرات أعمال تطوير شاملة في مكة المكرمة، لا سيما في توسعة ساحات الحرم المكي وتحسين شبكة الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة في عرفات ومزدلفة ومنى، إلى جانب تعزيز البنية التحتية الإلكترونية لتسهيل إجراءات الحجاج وتوفير أقصى درجات الراحة والأمان لهم.
الهلال يظهر في سماء مكة والقاهرة
وأشارت الحسابات الفلكية إلى أن الهلال الجديد بقي في سماء مكة المكرمة بعد غروب شمس الثلاثاء لمدة 38 دقيقة، بينما استمر ظهوره في سماء العاصمة المصرية القاهرة لنحو 47 دقيقة، ما عزز من فرص الرؤية بالعين المجردة، وساعد لجان الترائي في تأكيد دخول الشهر.
التقويم الهجري.. إرث إسلامي راسخ
ويُذكر أن التقويم الهجري أو القمري هو تقويم إسلامي يعتمد على دورة القمر لتحديد بدايات الأشهر، وتتخذه المملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية والإسلامية كتقويم رسمي للدولة.
وقد أنشأ هذا التقويم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجعل من هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في 12 ربيع الأول (24 سبتمبر عام 622م) بدايةً لأول سنة فيه، ولهذا يُعرف بـ«التقويم الهجري».
ويُستخدم هذا التقويم في تحديد مواقيت الشعائر الإسلامية الكبرى، وعلى رأسها شهر رمضان، وعيد الفطر، وعيد الأضحى، وموسم الحج، إلى جانب تحديد موعد بداية السنة الهجرية الجديدة.
الأمة الإسلامية على موعد مع أعظم الأيام
ومع حلول شهر ذو الحجة، يعيش المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها لحظات من الروحانية الخالصة، حيث تبدأ تكبيرات العشر الأوائل من الآن، وتتزين المساجد وتُرفع فيها أصوات التهليل والتسبيح.
ويُعد يوم عرفة من أعظم أيام الله، إذ يقف فيه الحجاج على جبل عرفات، راجين عفو الله وغفرانه، بينما يكثر المسلمون في أنحاء العالم من الصيام والدعاء، لما له من فضل كبير.
أما عيد الأضحى، فيأتي بعده مباشرة، يوم الجمعة 6 يونيو، حيث يُحيي المسلمون شعيرة الذبح تقربًا إلى الله، وتوزيع اللحوم على المحتاجين، في مشهد من التكافل والتراحم الذي يُجسد روح الإسلام.
وبهذا تبدأ أيام عظيمة ينتظرها المسلمون من عام إلى عام، سائلين الله أن يتقبل منهم طاعاتهم، وأن يعيدها على الأمة الإسلامية بالعزة والوحدة والسلام.