المنظمة العربية لحقوق الإنسان تدين استقالة لجنة التحقيق الأممية في جرائم الاحتلال

عبرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن بالغ الصدمة والأسف حيال الأنباء المتداولة بشأن استقالة الأعضاء الثلاثة المعينين بلجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، والمُكلفة بمتابعة الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي بيان رسمي صدر عنها، قالت المنظمة إن هذه الخطوة «تمثل تراجعًا خطيرًا» في مسار العدالة الدولية، لا سيما في ظل التحديات الهائلة التي تواجهها القضية الفلسطينية، وتحديدًا مع تصاعد الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
بعد العقوبات الأمريكية.. انسحاب اللجنة يثير المخاوف
ووفقًا لما ورد في بيان المنظمة، فإن توقيت هذه الاستقالة الجماعية يثير العديد من علامات الاستفهام، خاصة وأنه يأتي بعد أيام قليلة من فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على المقررة الخاصة بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بسبب تقاريرها المستقلة التي وثّقت الجرائم الإسرائيلية وكشفت التورط الأمريكي في دعم هذه الانتهاكات.
ولفت البيان إلى أن هذه العقوبات لم تكن معزولة، بل سبقتها عقوبات أمريكية أخرى في الأشهر الأخيرة، استهدفت المحكمة الجنائية الدولية وطاقم الادعاء بها، بسبب تحرّكهم نحو فتح تحقيقات في الجرائم الإسرائيلية، ما يضع نظام العدالة الدولية برمته في مواجهة تحدٍ حقيقي من قِبل قوى كبرى تعارض مسار المساءلة.
اللجنة أدانت الإبادة.. وتعرضت لحملات تشويه
وكانت لجنة التحقيق الأممية قد نشرت منذ خريف 2024 عدة تقارير تدين بشكل مباشر وصريح جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وتوثق الجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وهو ما جعلها هدفًا لحملات تشويه ممنهجة، وضغوط سياسية، وتهديدات شخصية لأعضائها.
وأوضحت المنظمة أن أعضاء اللجنة الثلاثة هم من المناضلين الحقوقيين الدوليين المعروفين، يتمتعون بتاريخ طويل في الدفاع عن قضايا العدالة والحرية وحقوق الإنسان، على رأسهم السيدة نافي بيلاي، المفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إلى جانب الحقوقيين ميلون كوثراني وكريس سيدوتي.
وأكدت المنظمة أن هذه الأسماء تمثل «رموزا في مسيرة الدفاع عن كرامة الإنسان»، وأن استقالتهم تُشكل خسارة فادحة لمنظومة العمل الدولي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مطالبة مجلس حقوق الإنسان باتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء التداعيات وضمان استمرار عمل اللجنة.
المنظمة العربية.. ضربة جديدة لقيمة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة
وفي لهجة حادة، وصفت المنظمة العربية ما يحدث بأنه «نزيف متواصل لقيمة حقوق الإنسان داخل أروقة الأمم المتحدة»، مشيرة إلى أن استقالة اللجنة ليست فقط انسحابًا إداريًا، بل تعبير عن حجم العجز الدولي أمام نفوذ القوى الكبرى التي تسعى إلى عرقلة أي جهد لمحاسبة إسرائيل على جرائمها.
ودعت المنظمة إلى وقفة حقيقية من قبل الدول الأعضاء، والمجتمع المدني الدولي، من أجل الدفاع عن استقلالية منظومة حقوق الإنسان الدولية، وإعادة الاعتبار للآليات التي من شأنها حماية الشعب الفلسطيني وتحقيق العدالة للضحايا.
تحذير من فراغ تحقيقى يخدم الاحتلال
وحذّرت المنظمة في ختام بيانها من أن هذا الانسحاب قد يخلق فراغًا تحقيقيا خطيرًا تستغله إسرائيل لمواصلة جرائمها دون رقيب، مؤكدة على أن المساءلة القانونية هي السبيل الوحيد لوقف الانتهاكات وإرساء السلام العادل.
كما طالبت بضرورة دعم مؤسسات التحقيق الأممية ماديًا ومعنويًا، وتوفير الحماية القانونية لموظفيها من أية تهديدات أو ضغوط سياسية، والتأكيد على أن الجرائم التي تُرتكب ضد المدنيين في فلسطين لا تسقط بالتقادم، وأن السكوت عليها يمثل شراكة ضمنية في استمرارها.
رسالة مفتوحة للمجتمع الدولي
وفي ختام بيانها، دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان كافة الحكومات، والمنظمات الدولية، والمؤسسات الحقوقية، إلى اتخاذ موقف موحد وشجاع لحماية منظومة التحقيق الدولية، والعمل على فتح تحقيقات جديدة حيادية وشفافة، تُعطي الأمل للفلسطينيين بأن حقوقهم لن تُنسى، وأن العدالة ستظل ممكنة مهما طال الزمن.
- المنظمة
- القضية الفلسطينية
- فتوح
- حقوق الإنسان
- العمل
- مجلس
- كاف
- الفلسطينية
- الحرب
- الاحتلال
- السلام
- الغربية
- القانون
- فلسطين
- الولايات المتحدة
- سلطات الاحتلال
- جرائم الحرب
- موظف
- خسارة فادحة
- المحكمة الجنائية الدولية
- الإنتهاكات الإسرائيلية
- المدنيين
- الإسرائيلي
- الأراضي الفلسطينية المحتلة
- الأمم المتحدة
- غزة
- قطاع غزة
- حقوق
- قانون
- تمر
- لانس
- الدول
- المجتمع
- المدن
- المحكمة
- حرب
- العدالة
- العقوبات
- الجرائم
- المتحدة
- آلام
- حملات
- الضفة الغربية
- حكم
- عمل
- جرائم الاحتلال
- طالب
- المحكمة الجنائية
- آدم
- الجنائية
- الأراضي الفلسطينية
- إسرائيل
- القارئ نيوز