بعد وفاة طفل بالحصبة.. كيف تحمى طفلك من المرض وأعراضه المبكرة؟
طفلك قد يكون معرضًا للإصابة بمرض «الحصبة» إذا لم يحصل على اللقاح المناسب أو إذا تعامل مع أشخاص مصابين دون أن يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة فقد تسبب هذا المرض الفيروسي في وفاة طفل بريطاني مؤخرًا ما أثار حالة من القلق في الأوساط الطبية والعائلية نظرًا لأن الحصبة من الأمراض التي يمكن أن تتطور بسرعة وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة وخاصة لدى الأطفال دون سن الخامسة لهذا أصبح من الضروري أن تكون على دراية كاملة بكيفية حماية طفلك من هذا الخطر المحتمل والتعرف على أعراضه في مراحله الأولى لتجنب نتائجه الكارثية.
ما هي الحصبة ولماذا تعد خطيرة على طفلك؟
الحصبة هي «عدوى فيروسية شديدة العدوى» تنتقل عبر الهواء من خلال الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس وتصيب الجهاز التنفسي أولًا ثم تنتشر إلى بقية أعضاء الجسم وتكمن خطورتها في قدرتها على الانتشار السريع بين الأطفال غير الملقحين كما أن جهاز طفلك المناعي قد لا يكون قويًا بما يكفي للتعامل مع هذا الفيروس وخاصة في سنواته الأولى.
وتتمثل خطورة الحصبة في احتمالية تطورها إلى «التهاب رئوي» أو «تورم في الدماغ» أو «فقدان السمع» أو حتى «الوفاة» في بعض الحالات مما يجعل التطعيم المبكر والمتابعة الطبية الدقيقة أمرًا لا يحتمل التأجيل.
كيف تنتقل الحصبة إلى طفلك؟
يُصاب طفلك بالحصبة عادة عند التعرض لشخص مصاب سواء كان طفلًا أو بالغًا خاصة في البيئات المغلقة مثل المدارس أو دور الحضانة أو حتى خلال زيارات عائلية حيث ينتقل الفيروس عن طريق الرذاذ المتطاير في الهواء ويكفي أن يكون المصاب قد عطس أو سعل في نفس المكان الذي يوجد فيه طفلك لعدة دقائق حتى يصاب بالعدوى.
وما يزيد من خطر الإصابة أن الفيروس قد يبقى نشطًا في الهواء وعلى الأسطح لمدة ساعتين تقريبًا مما يعزز احتمالية العدوى حتى دون تلامس مباشر.
ما هي أعراض الحصبة التي قد تظهر على طفلك؟
تبدأ أعراض الحصبة عادة بارتفاع في درجة الحرارة يتجاوز 38 درجة مئوية يرافقه سعال جاف و«سيلان في الأنف» مع احمرار في العينين وقد يشعر طفلك في هذه المرحلة بالإرهاق والضعف العام ثم بعد ثلاثة إلى خمسة أيام تبدأ «الطفح الجلدي» المميز للحصبة بالظهور على الوجه ثم ينتشر إلى باقي الجسم ويأخذ شكل بقع حمراء صغيرة متقاربة.
وقد تلاحظ ظهور بقع بيضاء صغيرة داخل فم طفلك وهي من العلامات المبكرة المميزة للمرض والتي يجب أن تدفعك فورًا إلى التوجه للطبيب لأن سرعة التشخيص تساهم في تقليل حدة الأعراض ومنع المضاعفات.
كيف تحمى طفلك من خطر الحصبة؟
أول خطوة لحماية طفلك هي التأكد من حصوله على «اللقاح الثلاثي الفيروسي» الذي يشمل الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية ويتم إعطاؤه على جرعتين الأولى في سن 12 إلى 15 شهرًا والثانية في عمر 4 إلى 6 سنوات ويُعد هذا اللقاح من أكثر الوسائل فعالية في الوقاية من الحصبة وقد أثبت فعاليته بنسبة تتجاوز 95٪ في الحماية من العدوى.
كما يجب الحفاظ على بيئة نظيفة لطفلك وتجنبه التعامل مع الأشخاص المصابين أو المشتبه في إصابتهم بأي عدوى فيروسية والحرص على غسل يديه باستمرار وتعقيم الأدوات والألعاب التي يستخدمها بانتظام لأن الوقاية تبدأ من البيت.
متى تحتاج إلى زيارة الطبيب فورًا؟
في حال لاحظت على طفلك أعراض الحصبة خاصة إذا كانت مصحوبة بصعوبة في التنفس أو خمول غير معتاد أو استمرار الحمى لأكثر من ثلاثة أيام أو وجود تشنجات أو فقدان للوعي الجزئي يجب التوجه فورًا إلى الطبيب المختص لأن التأخر في العلاج قد يؤدي إلى تفاقم الحالة.
كما يُفضل عزل طفلك عن بقية الأطفال في حال الاشتباه في إصابته بالحصبة حتى لا يتسبب في نقل العدوى للآخرين خصوصًا لمن لم يحصلوا على اللقاح بعد.
هل يمكن أن يصاب طفلك بالحصبة رغم تلقي اللقاح؟
الإجابة هي نعم ولكن بنسب ضئيلة جدًا فهناك حالات نادرة قد يصاب فيها الطفل بالحصبة رغم تلقيه اللقاح ولكن تكون الأعراض أخف والمضاعفات أقل بكثير مقارنة بمن لم يتلقوا اللقاح ويعود هذا غالبًا إلى عوامل مناعية خاصة أو ضعف استجابة الجسم للقاح لذلك فإن المتابعة المستمرة لصحة طفلك تبقى ضرورة دائمة.
رسالة لكل أم وأب لحماية طفلك
لا تنتظر ظهور الأعراض حتى تبدأ بالتحرك فالوقاية خير من العلاج والتطعيم المبكر هو درع الأمان الأول لطفلك ومن المهم أن تتذكّر أن مسؤوليتك في حماية طفلك لا تقتصر على الطعام والنظافة فقط بل تشمل كذلك الوقاية من الأمراض الفيروسية التي قد تترك آثارًا لا تُنسى.
واحرص دائمًا على المتابعة الدورية مع طبيب الأطفال وتأكد من تحديث سجل التطعيم الخاص بطفلك وعدم تجاهل أي علامات مرضية غير معتادة فقد تكون بسيطة لكنها مؤشر على مرض خطير مثل الحصبة.
