الخميس 29 مايو 2025 الموافق 02 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

مأساة في نكلا.. غرق طالب في الرياح البحيري ومنشأة القناطر تودع «يوسف»

قرية نكلا
قرية نكلا

وسط حالة من الحزن والأسى بين الأهالي الذين شيّعوا ابنهم الشاب «يوسف.ح.أ» الذي لم يتجاوز العقد الثاني من عمره، شهدت قرية نكلا التابعة لمركز منشأة القناطر، بمحافظة الجيزة، حادثًا مأساويًا اليوم الثلاثاء، حيث لقي مصرعه غرقًا بمياه الرياح البحيري.

البداية جاءت عندما تلقت غرفة عمليات النجدة بمديرية أمن الجيزة بلاغًا من أهالي القرية، يفيد بسقوط أحد الأشخاص في مياه الرياح البحيري، واختفائه عن الأنظار، دون أن يتمكن المحيطون به من إنقاذه.

استغاثات ومحاولات فاشلة للإنقاذ

حاول رفاقه إنقاذه ولكن دون جدوى، وسارع الأهالي المجاورون للمنطقة بالاتصال بغرفة عمليات النجدة، والتي بدورها أبلغت شرطة منشأة القناطر وقوات الإنقاذ النهري. 

على الفور، تحركت قوة أمنية من مركز شرطة منشأة القناطر إلى موقع الحادث، وتم الدفع برجال الإنقاذ النهري الذين بدأوا أعمال التمشيط في محيط المنطقة التي سقط فيها الشاب.

تحريات أولية تكشف تفاصيل الحادث

أفادت التحريات الأولية التي أجراها رجال المباحث، تحت إشراف اللواء محمد الشرقاوي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أن الشاب الغريق يُدعى «يوسف»، وهو طالب في مرحلة التعليم الثانوي، وكان قد توجه برفقة عدد من أصدقائه إلى منطقة قريبة من الرياح البحيري للاستمتاع بأجواء الصيف.

لكن القدر لم يمهل «يوسف» طويلًا، حيث نزل إلى المياه دون أن يجيد السباحة، وسرعان ما جرفه التيار إلى داخل المجري المائي، في ظل فشل محاولات أصدقائه في إنقاذه.

وبحسب شهود العيان، فإن الطالب لم يكن في نية مسبقة للسباحة، بل كان يقف على حافة المياه، قبل أن يتعثر ويسقط، في لحظة لم تستغرق سوى ثوانٍ حتى اختفى تحت سطح الماء، دون أن يصرخ أو يتمكن من الاستغاثة.

عمليات البحث وانتشال الجثة

واستمرت جهود الإنقاذ النهري لعدة ساعات، تخللتها محاولات دقيقة لتمشيط المنطقة التي يُرجّح أنها شهدت الغرق. 

وبعد جهود مكثفة، تستعد قوات الإنقاذ من انتشال جثمان الشاب «يوسف»، وسط حالة من الحزن التي خيمت على المكان.

كما تم تحرير محضر بالواقعة، وبدأت النيابة المختصة في الاستماع لأقوال شهود العيان وأصدقاء الطالب، تمهيدًا لبيان الملابسات النهائية للحادث.

حزن في القرية.. ورسائل تحذيرية

وشهدت قرية نكلا حالة من الحزن الشديد فور انتشار نبأ وفاة الطالب، واحتشد الأهالي أمام منزل أسرته لمواساتهم في مصابهم الجلل. 

وأكد عدد من جيران الفقيد أنه كان شابًا خلوقًا ومحبوبًا بين أقرانه، ولم يُعرف عنه سوى الجد والاجتهاد في دراسته.

الحادث المؤلم أعاد إلى الواجهة من جديد خطورة النزول إلى المجاري المائية بدون إشراف أو وجود وسائل أمان، خاصة خلال فصل الصيف، الذي يشهد تكرار مثل هذه الوقائع المؤلمة.

نداء للأهالي والجهات التنفيذية

من جهتهم، ناشد عدد من الأهالي السلطات المحلية بوضع لافتات تحذيرية واضحة على ضفاف الرياح البحيري، خاصة في المناطق القريبة من التجمعات السكنية، إلى جانب تكثيف حملات التوعية في المدارس والقرى، لتحذير الأطفال والمراهقين من خطورة السباحة في المجاري المفتوحة.

كما طالبوا بإقامة سور أو حواجز على أطراف المناطق الخطرة من الرياح، والتي شهدت في السابق حوادث غرق مماثلة، دون أن يتم اتخاذ إجراءات وقائية صارمة لمنع تكرار الكارثة.

خاتمة حزينة.. ودعاء للفقيد

بينما تودع منشأة القناطر ابنها «يوسف»، يعلو صوت الدعاء في قلوب الجميع بأن يتغمده الله بواسع رحمته، وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، في مشهد يتكرر في قرى مصر صيفًا، ويجدد الدعوة إلى التعامل بوعي وحذر مع الأنهار والترع والمجاري المائية، حتى لا يتحول يوم المرح إلى مأساة أليمة.

تم نسخ الرابط