الأحد 08 يونيو 2025 الموافق 12 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

طريقة توزيع الأضحية.. هل «الثلاثة أقسام» شرط أم مستحب؟

الأضحية
الأضحية

الأضحية من الشعائر العظيمة التي شرعها الله عز وجل تقربًا إليه في أيام عيد الأضحى المبارك، ويحرص المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها على تأديتها اتباعًا لسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، ولتحقيق مقاصد «الرحمة» و«الكرم» و«الإحسان» تجاه الفقراء والمساكين، وقد بيّنت دار الإفتاء المصرية في بيان رسمي الطريقة المُثلى لتوزيع الأضحية، كما أوضحت الشروط الواجبة في الأضحية لتكون مقبولة شرعًا، وكشفت أيضًا عن العيوب التي تمنع صحتها.

تقسيم الأضحية.. سنة نبوية ووسيلة للتراحم

أشارت دار الإفتاء إلى أن من «المستحب» عند ذبح الأضحية أن يُقسَّم لحمها إلى ثلاثة أثلاث، فيأكل صاحب الأضحية وأهل بيته الثلث، ويهدي الثلث إلى الأقارب والجيران، ويتصدق بالثلث الأخير على الفقراء والمحتاجين، وهذا التقسيم له أصل من فعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال في الحديث الشريف «فكلوا وادخروا وتصدقوا»، كما ورد في كتاب الله قوله تعالى «فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير» ما يدل على أن الاستفادة من الأضحية ينبغي أن تشمل المحتاجين وأصحاب الحاجات.

لا وجوب في تقسيم الأضحية ولكنها «سنة» محببة

أكدت دار الإفتاء أن تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء ليس فرضًا ولا واجبًا وإنما هو مستحب، أي أنه يجوز للمضحي أن يأكل أكثر من الثلث أو يتصدق بأكثر من الثلث دون أن يقع في مخالفة شرعية، والدليل على ذلك قول الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما «الضحايا والهدايا: ثلث لك وثلث لأهلك وثلث للمساكين» ما يعكس روح الوسطية والمرونة في الشريعة الإسلامية.

ما الذي يُقسَّم من الأضحية؟ وهل يُجزأ الكبد والرأس؟

أوضحت دار الإفتاء أن ما يُقسَّم من الأضحية هو اللحم فقط لأنه هو المقصود الأعظم من الذبح وهو الذي يعود نفعه على الآخرين، أما الأجزاء الداخلية كالكبد والقلب والأحشاء فهي من باب الاستحباب، فإن قسمها المضحي فقد أحسن وإن لم يفعل فلا إثم عليه، أما الرأس فلا تُقسَّم ولا تُعطى كأجر للجزار بل تبقى لصاحب الأضحية ولا يجوز بيعها أو استخدامها لتخفيض أجرة الذبح.

شروط صحة الأضحية كما حددتها الشريعة

حددت الشريعة الإسلامية عدداً من الشروط التي يجب توافرها في الأضحية حتى تكون صحيحة ومقبولة وهي شروط تنسجم مع روح الشريعة التي تدعو إلى الكمال والإتقان، وأول تلك الشروط أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام أي الإبل أو البقر أو الضأن أو الماعز، وأن تبلغ السن الشرعي المحدد للذبح وهي الجذعة من الضأن والثنية من غيره، كما يجب أن تكون الأضحية سليمة من العيوب الظاهرة التي تؤثر في جودتها وصلاحيتها.

ومن أهم الشروط أيضًا أن تُذبح الأضحية في الوقت المشروع وهو بعد صلاة عيد الأضحى وحتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، أي أن وقت الذبح يمتد لأربعة أيام، كما يشترط أن يكون الذابح مسلمًا بالغًا عاقلاً ويُستحب أن يكون على دراية بأحكام الذبح الشرعي.

ما العيوب التي تمنع صحة الأضحية؟

أكد علماء الشريعة أن هناك مجموعة من العيوب التي إن وجدت في الأضحية فإنها تُبطلها شرعًا ولا يجوز الذبح بها، ومن أبرز هذه العيوب العور البيِّن وهو فقدان النظر الكامل أو ضعف البصر الشديد، والمرض الظاهر كالحُمى أو الضعف الشديد الذي يؤثر على صحة الأضحية، والعرج الواضح الذي يمنع الحيوان من الحركة الطبيعية.

ومن العيوب كذلك الهزال المفرط الذي يجعل الذبيحة بلا لحم أو بلا دسم، وكذلك قطع الأذن أو الذيل أو وجود كسر في القرن إذا كان يؤثر على سلامة الحيوان، ويضاف إلى ذلك الجنون أو السلوك العدواني أو فقدان الاتزان العصبي، فكل هذه العيوب تمنع قبول الأضحية لأنها تُخرج الحيوان من كونه «أطيب ما يُهدى لله» إلى صورة من صور التقصير في التعظيم لشعيرة الذبح.

مقصد الأضحية في الإسلام.. إحياء لروح «البذل» و«الرحمة»

يأتي فرض الأضحية في الإسلام ضمن منظومة تكافلية تُجسد الرحمة والعدل والإحسان، فالمسلم حين يقدم أضحيته لا يفعل ذلك فقط للتقرب إلى الله بل أيضًا ليُدخل السرور على قلوب الآخرين من أهل بيته ومن فقراء المسلمين، ولذلك كانت الشريعة دقيقة في بيان ما يجب وما يُستحب في الأضحية حتى يتحقق المعنى الكامل لعبادة الذبح.

الأضحية ليست طقسًا موسميًا فقط

أكد العلماء أن الأضحية ليست مجرد طقس عبادي موسمي بل هي رسالة عملية تنشر القيم الإسلامية في المجتمع، ولذلك فإن التعامل مع الأضحية يجب أن يكون بحرص ووعي بأحكامها وآدابها، فليس المهم فقط أن يذبح المسلم ولكن الأهم أن يذبح بما يرضي الله ويراعي الفقراء والمساكين ويختار الأضحية التي تُرضي الله في شكلها وسلامتها وطريقة توزيعها.

يبقى أن الأضحية شعيرة من شعائر الله ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، وعلى المسلم أن يستعد لها من الآن بنية صادقة واختيار جيد للأضحية وتحقيق الغاية من الذبح وهي إحياء سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونشر معاني الخير بين الناس والتذكير بنعمة الله التي أنعم بها علينا.

تم نسخ الرابط