السبت 14 يونيو 2025 الموافق 18 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

بعيد عن الأدوية.. زيت طبيعي يعالج الأرق ويرفع هرمونات السعادة

زيت اللافندر
زيت اللافندر

زيت طبيعي أصبح حديث الكثيرين من خبراء الصحة البديلة بعدما ثبتت فعاليته في تحسين الحالة النفسية وعلاج الأرق بشكل آمن ودون أي تدخل دوائي، حيث أثبتت العديد من الدراسات أن بعض الزيوت العطرية تمتلك قدرة مدهشة على تهدئة الجهاز العصبي وتحفيز هرمونات الراحة مثل «السيروتونين» و«الميلاتونين» ما يجعل هذا النوع من الزيوت خياراً طبيعياً لأولئك الذين يبحثون عن الراحة النفسية والنوم الهادئ دون اللجوء إلى العقاقير الكيميائية.

زيت يلامس الأعصاب ويغذي السعادة

من بين قائمة طويلة من الزيوت الطبيعية يبرز «زيت اللافندر» كأحد أبرز الحلول التي ينصح بها المتخصصون في العلاج العطري، حيث يمتاز هذا الزيت بتركيبته الكيميائية التي تؤثر بشكل مباشر على المستقبلات العصبية في الدماغ مما يؤدي إلى انخفاض التوتر وتحفيز هرمونات السعادة، وقد أظهرت تجارب سريرية أن استنشاق زيت اللافندر قبل النوم يقلل من نشاط الجهاز العصبي المركزي ويمنح شعوراً بالسكينة.

ويُعد «زيت اللافندر» من الزيوت القليلة التي أثبتت فعاليتها علمياً في تحسين نوعية النوم، حيث يعمل على تقليل وقت الدخول في النوم وزيادة فترات النوم العميق، ما ينعكس على الصحة النفسية والجسدية بشكل عام.

كيف يعمل زيت اللافندر في الجسم؟

يشير الباحثون إلى أن التأثيرات الإيجابية التي يحدثها زيت اللافندر ترجع إلى مادة «لينالول» ومادة «أسيتات الليناليل» وهما مادتان طبيعيتان تدخلان في توازن الجهاز العصبي، فعند استنشاق زيت اللافندر تنتقل هذه المواد إلى الدماغ من خلال العصب الشمي فتبدأ في تعديل مستويات التوتر والقلق، وتزيد من إفراز هرمون «السيروتونين» الذي يعرف باسم «هرمون السعادة» إلى جانب تعزيز إفراز «الميلاتونين» المنظم الطبيعي لدورة النوم.

وتشير دراسات نفسية إلى أن زيت اللافندر قد يكون بديلاً طبيعياً فعالاً لمضادات القلق الخفيفة والمتوسطة خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أرق ناتج عن التوتر أو الضغوط النفسية.

زيت بدون آثار جانبية.. ومناسب للجميع

على عكس العقاقير المنومة التي ترتبط غالباً بآثار جانبية مثل الإدمان أو الشعور بالخمول في الصباح فإن زيت اللافندر لا يسبب هذا النوع من المشاكل، بل يساعد على استعادة التوازن الطبيعي للنوم دون أن يترك أي شعور بالإرهاق عند الاستيقاظ، ويتميز أيضاً بأنه آمن للاستخدام لدى مختلف الأعمار بما فيهم كبار السن والحوامل بشرط استخدامه بجرعات مناسبة وتحت إشراف متخصص.

ويشير مختصون في الطب التكميلي إلى أن «زيت اللافندر» يمكن استخدامه بطرق متعددة تشمل استنشاق البخار أو استخدامه مع «الزيوت الناقلة» لتدليك الجسم قبل النوم أو حتى إضافة بضع قطرات منه إلى ماء الاستحمام ليلاً لتحفيز الاسترخاء.

استخدامات متنوعة لزيت اللافندر في الروتين اليومي

يمكن دمج زيت اللافندر في الروتين اليومي بطرق سهلة، حيث ينصح بوضع عدة قطرات منه على الوسادة قبل النوم أو استخدام موزع الزيوت العطرية «الديْفيوزر» لنشر رائحته في الغرفة، كما يمكن خلطه مع زيت جوز الهند أو زيت اللوز لتدليك الرقبة والأكتاف مساءً، كما يستخدمه البعض كمعطر طبيعي للغرف لما يمنحه من أجواء هادئة.

وهناك أيضاً من يفضلون خلط زيت اللافندر مع زيوت أخرى مثل زيت البابونج أو زيت الورد لتعزيز التأثيرات المهدئة، مما يرفع من فاعليته في تحسين جودة النوم ودعم الحالة المزاجية.

دراسات علمية تدعم الاستخدام

في دراسة نُشرت في مجلة «Evidence-Based Complementary and Alternative Medicine» وجد الباحثون أن المشاركين الذين استخدموا زيت اللافندر لمدة أسبوعين أظهروا تحسناً واضحاً في جودة النوم ودرجة الاسترخاء النفسي مقارنة بمن لم يستخدموه، كما أظهرت دراسة أخرى أن زيت اللافندر قد يكون مفيداً في تقليل الأعراض المصاحبة للاكتئاب الخفيف إلى المتوسط، مما يؤكد أنه ليس فقط مساعداً على النوم بل محفزاً قوياً لـ «هرمونات السعادة».

كما أظهرت تجارب مخبرية أن الاستخدام المستمر لزيت اللافندر يرفع من استجابة الجسم للمحفزات المريحة ويقلل من معدلات هرمون «الكورتيزول» المسؤول عن التوتر.

هل كل زيت لافندر آمن وفعّال؟

من المهم التأكد من شراء زيت اللافندر النقي 100٪ والخالي من الإضافات الصناعية، حيث إن الزيوت المقلدة أو المخلوطة قد لا تعطي التأثير المطلوب بل وقد تسبب أضراراً عند استخدامها على الجلد، لذا ينصح باختيار أنواع معتمدة من مصادر موثوقة وذات جودة عالية.

ويفضل كذلك إجراء اختبار بسيط على الجلد للتأكد من عدم وجود حساسية من الزيت قبل الاستخدام المنتظم، كما يجب على أصحاب الأمراض المزمنة استشارة الطبيب قبل اعتماد أي زيت في الروتين اليومي.

«زيت اللافندر» يقدم حلاً طبيعياً وفعّالاً لكل من يعاني من صعوبات في النوم أو تقلبات مزاجية، فهو لا يقتصر فقط على تعزيز الاسترخاء بل يمتد ليكون داعماً نفسياً بفضل تأثيره المباشر على كيمياء الدماغ، ورغم بساطة استخدامه إلا أن نتائجه تتفوق على الكثير من العلاجات الاصطناعية، ما يجعل العودة إلى الطبيعة خياراً لا غنى عنه في زمن تزايدت فيه الضغوط والأرق.

تم نسخ الرابط