في كواليس فيلم «يوم من عمري».. مشاعر حقيقية بين زبيدة ثروت والعندليب

الفنانة الكبيرة زبيدة ثروت، إحدى أبرز نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية، التي حفرت لنفسها مكانة خاصة في قلوب الجمهور بفضل ملامحها الملائكية وأدوارها الرومانسية، لتصبح أيقونة من أيقونات الجمال والفن في مصر والعالم العربي.
ولدت زبيدة ثروت عام 1940 في مدينة الإسكندرية، وسط أسرة تنتمي للطبقة الراقية، وكان والدها ضابطا في البحرية، مما أتاح لها نشأة مستقرة وتعليما جيدا، قبل أن تدخل عالم الفن من بوابة الجمال والصدفة البحتة.
بداية غير متوقعة
لم تكن زبيدة تخطط في بداياتها لأن تكون نجمة سينمائية، لكن القدر كان له رأي آخر. فازت في إحدى مسابقات الجمال التي نظمتها إحدى المجلات الفنية، وتصدرت صورتها الغلاف، وهو ما لفت الأنظار إليها بقوة، ودفع صناع السينما إلى التهافت عليها.

وفي عام 1956، شاركت لأول مرة في فيلم «دليلة»، الذي قام ببطولته عبد الحليم حافظ وشادية، حيث كان ظهورها بسيطًا، لكنه مميز، لتمهد هذه المشاركة لانطلاقتها الحقيقية في عالم الفن.
«يوم من عمري».. المحطة الأهم
رغم تعدد أدوارها بعد بدايتها، فإن فيلم «يوم من عمري» الذي عُرض عام 1961، يعد أبرز محطاتها الفنية وأكثرها تأثيرا.
وقفت فيه أمام العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وجسدت دور «نادية»، الفتاة البريئة التي تقع في حب صحفي يعيش صراعاته بين المهنة والقلب.
لم يكن الفيلم مجرد قصة حب سينمائية، بل شكل حالة وجدانية لدى جمهور الخمسينيات والستينيات، وارتبطت صورة زبيدة ثروت في أذهان الكثيرين بشخصية «نادية»، حتى باتت رمزًا للرومانسية الهادئة والبريئة، في زمن كان فيه الحب رقيقًا على الشاشة.
وقدم الفيلم عددا من الأغاني الشهيرة، مثل «بأمر الحب» و«لا أنت عارف»، التي ظلت محفورة في ذاكرة الأجيال، وبقيت قصة الحب بين عبد الحليم وزبيدة داخل الفيلم من أشهر الثنائيات السينمائية على الإطلاق.

شائعات الحب.. وصداقة لم تتعد الشاشة
لم يتوقف تأثير فيلم «يوم من عمري» عند حدود الفن، بل امتد إلى كواليس الواقع، إذ ترددت طيلة السنوات التالية شائعات قوية حول وجود قصة حب حقيقية بين زبيدة ثروت والعندليب.
وفي أحد لقاءاتها النادرة، تحدثت زبيدة عن عبد الحليم، وقالت إنه كان دائم الاهتمام بها، وكان يشعر بالغيرة عليها، لكن العلاقة بينهما لم تتجاوز حدود الصداقة والاحترام المتبادل.
وأشارت إلى أن عبد الحليم كان فنانًا راقيًا وذو طبيعة حساسة، وهو ما جعل الكثيرين يصدقون بوجود علاقة عاطفية بينهما.

مسيرة فنية مليئة بالرومانسية
على مدار مشوارها الفني، قدّمت زبيدة ثروت عشرات الأعمال السينمائية التي تركت بصمة واضحة، منها «نساء في حياتي»، «الملاك الصغير»، «زمان يا حب»، «في بيتنا رجل»، وغيرها من الأفلام التي عكست شخصيتها الهادئة وطلتها المميزة.
تميزت باختياراتها الرومانسية، وكانت من الفنانات القليلات اللاتي حافظن على خط معين في أدوارهن، دون الانجراف وراء الأدوار الجريئة أو الخارجة عن إطار الذوق العام، وهو ما منحها احترامًا كبيرًا بين جمهورها ومكانة فنية ظلّت محفوظة حتى بعد اعتزالها.
اعتزال مبكر.. وحياة بعيدة عن الأضواء
رغم نجاحها الكبير، قررت زبيدة ثروت الاعتزال في أوائل الثمانينيات، وابتعدت تدريجيًا عن الساحة الفنية، لتعيش في هدوء بعيدًا عن الكاميرات والأضواء.
ورغم ابتعادها، ظل الجمهور يتذكرها ويتغنى بأعمالها التي كانت تُعرض بشكل دائم على الشاشات.

رحيل هادئ.. وإرث لا يُنسى
في 13 ديسمبر من عام 2016، رحلت زبيدة ثروت عن عالمنا بعد صراع مع مرض السرطان، تاركة خلفها إرثا فنيا وإنسانيا عظيما.
لم يكن رحيلها مجرد خبر، بل مثّل نهاية لحقبة من النقاء السينمائي والجمال الطبيعي الذي افتقده كثير من جمهور هذا الجيل.
ولا تزال ذكراها حاضرة في قلوب عشاق السينما، يتذكرون ضحكتها الخجولة، وأدوارها الصادقة، ونظراتها الحالمة التي ألهمت أجيالًا كاملة، وجعلتها بحق «قطة السينما المصرية».
- زبيدة
- عالم الفن
- الذهب
- مصر
- صناع السينما
- الإسكندرية
- شادية
- مدينة الإسكندرية
- عبد الحليم حافظ
- الصدفة
- مرض السرطان
- الصداقة
- دية
- المصري
- الشاشة
- السينما
- إسكندرية
- درة
- شعر
- قلب
- الشاشات
- فتاة
- محطة
- القلب
- سرطان
- العندليب
- الفن
- الفتاة
- الحب
- العالم العربي
- العرب
- سكن
- الجمال
- صورة
- عبد الحليم
- روما
- السن
- العالم
- مرض
- بداية
- فنانات
- الجمهور
- جولة
- ليل
- إبر
- مال
- بصمة واضحة
- السرطان
- الطب
- قصة حب
- العربي
- اعتزال
- الأنظار
- شائعات
- الحق
- العصر
- شخص
- العصر الذهبي
- طلاق
- عمال
- صادق
- فيلم
- ذهب
- الحال
- ملامح
- ثروت
- القارئ نيوز