أسعار الذهب اليوم الثلاثاء بالتعاملات المسائية في مصر.. المعدن الأصفر يواصل التذبذب

يواصل سعر الذهب في مصر تفاعله مع تطورات الاقتصاد العالمي، وسط حالة من عدم الاستقرار في الأسواق الدولية، متأثرا بعدة عوامل رئيسية يأتي على رأسها مستويات التضخم العالمية، وسياسات الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة، إلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، ما يدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، وعلى رأسها المعدن الأصفر.

وفي هذا السياق، ننشر آخر تطورات أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025، في السوق المحلية المصرية، والتي شهدت بعض التذبذب نتيجة ارتفاع الطلب المحلي وتقلبات الأسعار العالمية.

أسعار الذهب في مصر اليوم

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية اليوم استقرارا نسبيا خلال الساعات الصباحية، لكن التجار أشاروا إلى أن السوق قد يشهد تغيرات خلال اليوم، خاصة في ظل التقلبات المتوقعة في سعر الأوقية عالميًا، بعد إعلان عدد من البنوك المركزية قرارات متعلقة بأسعار الفائدة.

وجاءت أسعار الذهب اليوم في مصر على النحو التالي:

عيار 24: 5497 جنيهًا للجرام

عيار 21 (الأكثر تداولاً): 4810 جنيهات للجرام

عيار 18: 4123 جنيهًا للجرام

سعر الجنيه الذهب (وزنه 8 جرامات من عيار 21): 38480 جنيهًا

وتجدر الإشارة إلى أن الأسعار السابقة لا تشمل قيمة المصنعية أو الضريبة أو الدمغة، والتي تختلف من تاجر لآخر، وغالبًا ما تتراوح بين 3% و7% من سعر الجرام.

الذهب عالميًا.. الضربات الجوية تثير القلق

تأثرت أسعار الذهب عالميًا، خلال الـ24 ساعة الماضية، بأخبار ضربات جوية إسرائيلية استهدفت منشآت عسكرية داخل إيران، في تصعيد خطير يعيد إلى الأذهان سيناريوهات التصعيد الإقليمي. وأسفر ذلك عن ارتفاع الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات الأزمات.

وسجلت الأوقية في البورصة العالمية مستوى يقارب 2325 دولارًا، بعد أن كانت قد تراجعت في بداية الأسبوع إلى حدود 2290 دولارًا، قبل أن تعود للارتفاع مع تفاقم الأحداث السياسية والعسكرية.

ويرى محللون أن الذهب سيظل متذبذبًا في هذه المرحلة، بين ضغط توقعات رفع أسعار الفائدة من جهة، وتحفيز الطلب عليه كأصل آمن من جهة أخرى، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط.

السوق المحلي.. بين العرض والطلب وسعر الصرف

على المستوى المحلي، تستمر عوامل العرض والطلب في التأثير على حركة أسعار الذهب بشكل ملحوظ، حيث يشهد السوق المصري طلبا متزايدا على السبائك والجنيهات الذهبية، خاصة من قبل الأفراد الباحثين عن وسيلة للتحوط ضد التضخم وتقلبات سعر صرف الجنيه.

وكانت أسعار الذهب قد شهدت ارتفاعات متتالية خلال الأشهر الماضية، مدفوعة بضعف الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، وتزايد المخاوف الاقتصادية محليًا وعالميًا.

ويُرجّح مراقبون أن تظل الأسعار في حالة من التذبذب خلال الفترة المقبلة، خاصة مع قرب إعلان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قراراته المرتقبة بشأن أسعار الفائدة، والتي تؤثر بشكل مباشر في توجهات المستثمرين تجاه الذهب.

توقعات الفترة المقبلة

يرى الخبير الاقتصادي الدكتور عمرو لاشين، في تصريحات خاصة، أن السوق المصري يعيش حالة من «القلق التوقعي»، وهي حالة تدفع الأفراد إلى التحوط عبر شراء الذهب، خاصة في ظل غياب بدائل آمنة ذات عوائد مرضية، في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي اضطرابات متتالية.

وأضاف أن القرارات النقدية المنتظرة من الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي ستكون لها الكلمة العليا في تحديد اتجاه أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن أي رفع جديد في سعر الفائدة قد يدفع الذهب للتراجع عالميًا، وهو ما قد ينعكس لاحقا على السوق المحلي.

لكنه في المقابل أكد أن استمرار التوترات الجيوسياسية، وخاصة في منطقتي الشرق الأوسط وأوكرانيا، من شأنه أن يبقي الطلب على الذهب مرتفعًا.

نصائح للمستهلكين

وفي ظل هذا التذبذب، ينصح تجار الذهب في مصر المواطنين بمتابعة حركة الأسعار على مدار اليوم قبل اتخاذ قرار الشراء أو البيع، خاصة مع اختلاف أسعار المصنعية من محل لآخر، وتباين العروض على المشغولات الذهبية.

كما يُفضّل في مثل هذه الأوقات، وفقًا لآراء التجار، التركيز على شراء السبائك والجنيهات الذهبية، باعتبارها تحفظ القيمة وتسهل عمليات البيع لاحقا، مع تجنب شراء المشغولات ذات المصنعية المرتفعة إلا بغرض الاستخدام الشخصي وليس الاستثمار.

يبقى الذهب أحد أهم الأصول التي تلجأ إليها الأسر المصرية لحفظ مدخراتها، خاصة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، وفي ظل المتغيرات العالمية الحالية، ستظل الأسعار عرضة للتقلبات، وهو ما يفرض على المستثمرين والأفراد متابعة الأسواق بعناية فائقة، والتصرف بحذر عند البيع أو الشراء.

ومع ترقب قرارات السياسة النقدية عالميًا، واستمرار الأزمات الجيوسياسية، يبدو أن رحلة الذهب في الأسواق لم تنتهِ بعد، بل إنها في بدايتها.