قفزة في أسعار البيض اليوم الأربعاء.. الأبيض بـ125 جنيها للمستهلك

شهدت أسعار البيض في الأسواق المحلية، اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025، ارتفاع جديد بنحو 10 جنيهات للطبق الواحد، وسط تزايد الطلب من جهة، وارتفاع تكاليف الإنتاج من جهة أخرى، ما ساهم في تعزيز حركة الصعود التي يشهدها السوق خلال الأيام الأخيرة.

وأكد عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، أن السوق المحلية شهدت اليوم ارتفاع ملحوظ في سعر كرتونة البيض الأبيض لتصل إلى 125 جنيهًا للمستهلك، بينما بلغ سعر كرتونة البيض الأحمر 130 جنيهًا، متأثرة بارتفاع أسعار الأعلاف والنقل والطلب المتزايد.

أسعار البيض اليوم في السوق المحلية

وأشار عبد العزيز السيد إلى أن سعر كرتونة البيض الأبيض في المزرعة سجل اليوم نحو 105 جنيهات، بينما بلغ البيض الأحمر 110 جنيهات، موضحا أن الزيادة ترجع إلى عدة عوامل، أبرزها استمرار ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتراجع المعروض في بعض المحافظات.

وتختلف الأسعار في السوق حسب المنطقة والمصدر ونوع البيض، حيث أشار التجار إلى أن أسعار البيض قد تصل في بعض المناطق البعيدة إلى 135 جنيهًا بسبب مصاريف النقل والتحميل.

الإنتاج المصري من البيض يكفي السوق.. بل يزيد

وكان تقرير رسمي صادر عن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي قد كشف أن إنتاج مصر من بيض المائدة بلغ 14 مليار بيضة سنويا، مما يكفي احتياجات السوق المحلية، ويزيد على الطلب الفعلي، ما يفتح الباب أمام فرص التصدير الخارجي.

وأشار التقرير إلى أن حجم الإنتاج من القطاع التجاري للدواجن يبلغ حوالي 1.4 مليار طائر سنويا، فيما ينتج القطاع الريفي ما يقرب من 320 مليون دجاجة، مما يؤكد قدرة السوق المصرية على تحقيق الاكتفاء الذاتي من البروتين الحيواني.

منشآت معتمدة للتصدير.. وصناعة تنتظر الدعم

من جانبه، دعا اتحاد منتجي الدواجن وزارة التجارة والصناعة إلى سرعة إدراج صناعة الدواجن والبيض ضمن برامج التصدير، بعد توافر الشروط الفنية واعتماد نحو 30 منشأة خالية من إنفلونزا الطيور، تواصل أعمال التصدير بالفعل لعدد من الأسواق الخارجية.

وأشار الاتحاد إلى أن هناك 40 منشأة داجنة معزولة جرى تسجيلها رسميا في المنظمة العالمية للصحة الحيوانية «OIE»، ضمن قائمة الدول التي تعتمد نظام المنشآت الخالية من مرض إنفلونزا الطيور، ما يفتح الباب مجددا أمام تصدير البيض والدواجن المصرية، بعد توقف دام منذ عام 2006.

38 ألف منشأة داجنة.. وأمل في التوسع الإنتاجي

ويصل عدد منشآت الثروة الداجنة في مصر، وفق بيانات وزارة الزراعة، إلى نحو 38 ألف منشأة، تشمل مزارع الدواجن ومصانع الأعلاف ومجازر دواجن ومنافذ بيع أدوية بيطرية ولقاحات، ما يعكس البنية الإنتاجية الضخمة لهذا القطاع.

ويسعى القطاع إلى زيادة كفاءة هذه المنشآت، وتحديث نظم التربية والإنتاج لتقليل التكاليف، وزيادة فرص المنافسة في الأسواق الدولية.

مشروع الفيوم.. نواة الاكتفاء والتصدير

وفي هذا السياق، تسعى الحكومة المصرية لتطوير مشروع الدواجن التكاملي بالعزب في محافظة الفيوم، الذي تم تنفيذه عام 1983، بموجب قرض من الحكومة الهولندية بقيمة 12 مليون دولار، بهدف الحفاظ على سلالات الدواجن المحلية، وإنتاج بيض عالي الجودة.

ويُعد هذا المشروع أحد النماذج الناجحة التي تسهم في دعم صناعة البيض محليًا، خاصة مع إعادة تأهيله وتطوير خطوط إنتاجه، تمهيد لتحويله إلى منصة إنتاجية متقدمة.

استقرار نسبي متوقع.. ومخاوف من موجة غلاء جديدة

ورغم ارتفاع الأسعار اليوم، فإن الخبراء يتوقعون أن تشهد أسعار البيض استقرار نسبي خلال الفترة المقبلة، في حال توافر الأعلاف بأسعار مناسبة، واستمرار حالة الطقس المعتدلة التي تقلل نسب نفوق الطيور، وبالتالي تدعم العرض في الأسواق.

لكن في المقابل، يخشى منتجون وتجار من موجة جديدة من الغلاء، في حال ارتفعت أسعار الذرة والصويا عالميًا، والتي تشكل المكون الرئيسي للأعلاف، إلى جانب تأثيرات التضخم وتكلفة النقل.

رسالة للمستهلك.. ترشيد الاستهلاك ومراقبة السوق

في ظل تلك الزيادات، دعت شعبة الثروة الداجنة المواطنين إلى ترشيد الاستهلاك وعدم التكديس أو الشراء بكميات كبيرة، حتى لا يتسبب ذلك في اختلال السوق، مطالبة الجهات الرقابية بتكثيف حملاتها على الأسواق، لضبط الأسعار ومنع أي ممارسات احتكارية.

كما طالبت الشعبة بتوفير دعم حكومي لصغار المنتجين، من خلال توفير الأعلاف بأسعار مناسبة، وتسهيل الحصول على القروض الميسرة، لضمان استدامة الإنتاج والحفاظ على التوازن بين العرض والطلب.