الخميس 19 يونيو 2025 الموافق 23 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

دار كريستيز تطرح مخطوطة موسيقية نادرة بخط يد ريتشارد فاجنر بمزاد عالمي

المخطوطة الموسيقية
المخطوطة الموسيقية

في خطوة تهم عشاق الموسيقى الكلاسيكية وهواة جمع المخطوطة التاريخية، أعلنت دار كريستيز للمزادات عن عرض مخطوطة موسيقية نادرة للموسيقار الألماني الشهير ريتشارد فاجنر، ضمن مزادها المرتقب للمخطوطات القديمة الذي سينطلق الشهر المقبل.

وتحمل هذه المخطوطة قيمة تاريخية وفنية كبيرة، كونها مكتوبة بخط يد فاجنر نفسه، وتعود إلى بدايات مسيرته الفنية في القرن التاسع عشر، وتُقدر قيمتها بما يتراوح بين 14 ألفًا و18 ألف جنيه إسترليني.

مخطوطة نادرة بتوقيع موسيقار القرن التاسع عشر

وُلد فاجنر عام 1813 وتوفي عام 1883، ويعد أحد أهم أعلام الموسيقى الرومانسية الألمانية، إذ ارتبط اسمه بتطور الأوبرا والدراما الموسيقية الأوروبية. 

وتتميز المخطوطة المعروضة بأنها تحتوي على 206 فواصل موسيقية مكتوبة بقلم الحبر وقلم الرصاص، موزعة على صفحتين بحجم 330 × 250 مم، وقد رسمت المدرجات الموسيقية يدويا على الورق، في مشهد يكشف عن مراحل التفكير والتخطيط الفني المبكر لفاجنر.

كما تتضمن المخطوطة خمس رسومات تخطيطية مجزأة يعتقد أنها مخصصة لأعمال أخرى، وتظهر الطريقة التي كان يعمل بها فاجنر في شبابه، حين كانت أفكاره تتدفق على الورق قبل أن تأخذ شكلها النهائي في عروض موسيقية ضخمة.

هدية شخصية لصديق داعم

تحمل المخطوطة بعدا شخصيا وإنسانيا، حيث دوّن فاجنر في هامشها ملاحظة بخط اليد بقلم رصاص، تشير إلى أنه أهداها عام 1841 في باريس إلى الفنان إرنست بينيديكت كيتز، الذي كان أحد أصدقائه المقربين وداعميه في فترة من أصعب مراحل حياته.

ويرجح أن فاجنر قدم هذه المخطوطة إلى كيتز مقابل دعم مالي، خاصة وأنه كان يعاني آنذاك من أزمة مالية خانقة أجبرته على الفرار من ألمانيا برفقة زوجته مينا بلانر، في محاولة للهروب من الدائنين والإقامة في باريس.

من لايبزيج إلى باريس.. قصة ميلاد عمل موسيقي

تعود أصول هذا العمل الموسيقي إلى عام 1832، حين استلهم فاجنر فكرته بعد حضور أمسية استمع فيها إلى الأغاني البولندية في مدينة لايبزيج الألمانية. 

وقد عبر لاحقا عن تأثره الشديد بالروح القومية البولندية، التي شكلت خلفية لهذا العمل الفني.

وبحسب ما رواه فاجنر لاحقا، فإن المسودة الموسيقية تم تلحينها بين مايو ويوليو 1836 في برلين، بينما قدمت أولى عروضها في مدينة كونيجسبيرج خلال شتاء العام نفسه، وهو العام الذي شهد أيضا زواجه من مينا بلانر، في مرحلة شكلت منعطفًا هامًا في مسيرته الفنية والشخصية.

رحلة المخطوطة بين الفقد والاستعادة

بعد انتقال فاجنر إلى باريس عام 1839، أخذ معه هذه المخطوطة، إلى جانب النوتة الموسيقية الكاملة للعمل، لكن يعتقد أنه فقد النسخة الكاملة خلال سنواته الأولى في العاصمة الفرنسية، نتيجة الظروف الصعبة التي كان يعيشها آنذاك.

ومع ذلك، فإن المخطوطة لم تختفِ للأبد، ففي عام 1869، تمكن فاجنر من استعادتها بفضل قائد الأوركسترا جول باسديلوب، الذي كان يحتفظ بها، ليتمكن الموسيقار من استكمال توثيق إرثه الموسيقي لاحقًا.

وتُعد هذه المخطوطة واحدة من نسختين فقط معروف وجودهما حتى الآن، حيث سبق أن بيعت ورقة أخرى من نفس العمل في دار سوثبي للمزادات، فيما تحتفظ المكتبة البريطانية بنسخة لترتيب البيانو ضمن مجموعة الكاتب ستيفان زويج.

اهتمام واسع متوقع في مزاد الشهر المقبل

من المتوقع أن تستقطب هذه القطعة اهتماما كبيرا في مزاد كريستيز، سواء من قبل المؤسسات الثقافية أو هواة جمع التحف الموسيقية والمخطوطات التاريخية. 

ويرجح أن تتنافس عدة جهات على اقتناء هذه الوثيقة، خاصة في ظل ندرة الأعمال الموسيقية المكتوبة بخط يد فاجنر المتوفرة في الأسواق حاليا.

ولا تمثل هذه المخطوطة مجرد وثيقة موسيقية، بل هي شهادة فنية وتاريخية على مرحلة من مراحل تطور الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية، وتكشف عن جانب خفي من حياة فاجنر، بما في ذلك التحديات الشخصية والمالية التي واجهها في بداياته.

بين الفن والتاريخ.. إرث لا يقدر بثمن

وفي ظل تصاعد الاهتمام العالمي بحفظ التراث الموسيقي، تأتي هذه المخطوطة لتعيد تسليط الضوء على فاجنر كواحد من أبرز رموز الموسيقى الغربية، وتمنح العالم لمحة نادرة إلى أعماق إبداعه الفني، قبل أن يُصبح الاسم الأشهر في تاريخ الأوبرا الألمانية.

تم نسخ الرابط