الجمعة 20 يونيو 2025 الموافق 24 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

دراسة تكشف فوائد المانجو لصحة القلب لدى النساء بعد سن اليأس

المانجو
المانجو

في دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا، كشفت النتائج أن المانجو ليست مجرد فاكهة لذيذة الطعم وغنية بالنكهات الاستوائية، بل هي أيضًا مصدر غني بمركبات طبيعية يمكن أن تساهم في تحسين «صحة القلب» لدى النساء بعد سن اليأس، حيث أظهرت التجربة التي شملت مجموعة من النساء اللواتي تجاوزن مرحلة انقطاع الطمث أن تناول المانجو بشكل يومي ساعد على تحسين «وظائف الأوعية الدموية» وخفض بعض مؤشرات الالتهاب، وهو ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا على تعزيز صحة القلب في هذه المرحلة الحرجة من عمر المرأة.

مرحلة ما بعد انقطاع الطمث وتغيرات القلب

تمر النساء بعد سن اليأس بتغيرات بيولوجية عديدة، ومن أبرزها التراجع الحاد في مستوى هرمون الإستروجين، وهو ما يرتبط بزيادة «مخاطر الإصابة بأمراض القلب»، حيث يصبح الجسم أكثر عرضة لتغيرات في ضغط الدم وتراكم الدهون في الشرايين، وهو ما يستدعي ضرورة اتباع نمط حياة صحي يتضمن تناول أطعمة تساهم في دعم «الدورة الدموية» وتقلل من الالتهابات.

وفي هذا السياق، جاءت دراسة المانجو لتؤكد أن هذه الفاكهة قد تقدم للنساء دعمًا طبيعيًا في الحفاظ على صحة القلب دون الحاجة إلى تدخلات دوائية مباشرة، مما يعزز مكانة النظام الغذائي كوسيلة فعالة في الوقاية والرعاية بعد انقطاع الطمث.

ما الذي يجعل المانجو مميزة لهذه الفئة؟

المانجو تحتوي على مجموعة من «المركبات النباتية النشطة» مثل البوليفينولات والبيتا كاروتين وفيتامين سي، وتُعرف هذه العناصر بخصائصها المضادة للأكسدة، وهي تلعب دورًا حيويًا في مكافحة الجذور الحرة داخل الجسم، التي بدورها تسبب تلف الأوعية الدموية وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

وأشارت الدراسة إلى أن النساء اللاتي تناولن نصف ثمرة مانجو يوميًا لمدة ٨ أسابيع أظهرن تحسنًا في مرونة الأوعية الدموية، إضافة إلى انخفاض في مستويات بروتين CRP وهو من المؤشرات المعروفة على وجود التهابات بالجسم، ما يسلط الضوء على «القوة الغذائية» للمانجو في حماية القلب.

المانجو وحماية الشرايين

من بين أهم الملاحظات التي خرجت بها الدراسة أن المانجو ساعدت على تحسين ما يُعرف بـ«توسع الشرايين المعتمد على التدفق»، وهو مقياس يشير إلى مدى قدرة الأوعية على التوسع عندما يزداد تدفق الدم، وهذه القدرة هي من العوامل الأساسية في تقليل خطر الجلطات وتصلب الشرايين، كما لوحظ أيضًا أن المانجو تساهم في تقليل مقاومة الأنسولين وهي حالة مرتبطة بشكل وثيق بأمراض القلب لدى النساء بعد سن اليأس.

تنوع المانجو وفوائدها الممتدة

تتميز المانجو بتنوع أصنافها، مثل مانجو «كينت» و«هايدن» و«عويسي» وغيرها، وجميعها غنية بالألياف القابلة للذوبان التي تُعرف بتأثيرها الإيجابي على خفض «الكوليسترول الضار»، كما تحتوي على البوتاسيوم الذي يدعم توازن ضغط الدم، وتُعد هذه التركيبة من الخصائص الغذائية «مثالية» لحماية القلب والوقاية من الأزمات القلبية والسكتات الدماغية.

ولأن النساء في هذه المرحلة من العمر يواجهن أيضًا صعوبات في الهضم، فإن المانجو تساعد على تحسين حركة الأمعاء وتقليل الإمساك، مما يمنح الجسم «راحة داخلية» تساهم بدورها في تقليل التوتر الذي ينعكس إيجابًا على صحة القلب.

توصيات الخبراء.. المانجو جزء من نمط حياة صحي

رغم نتائج الدراسة المشجعة، فإن الخبراء يشددون على أن المانجو ليست بديلاً عن الأدوية أو الفحوصات الدورية، لكنها جزء من «نظام غذائي متوازن» يجب أن يتضمن أيضًا ممارسة الرياضة بانتظام وتجنب الدهون المشبعة والإفراط في السكريات، ويُنصح بتناول المانجو ضمن الوجبات الرئيسية أو كوجبة خفيفة، سواء طازجة أو على هيئة عصائر طبيعية خالية من السكر المضاف.

وينبغي أيضًا مراعاة الكميات، إذ أن المانجو تحتوي على سكريات طبيعية، لذا فإن تناولها باعتدال هو مفتاح الاستفادة من فوائدها دون زيادة السعرات الحرارية، ويمكن دمج المانجو مع مكونات أخرى مثل الزبادي اليوناني أو الشوفان للحصول على «وجبة داعمة للقلب».

منظور جديد لتغذية المرأة بعد سن اليأس

تفتح هذه الدراسة الباب أمام استخدام المانجو ليس فقط كفاكهة موسمية بل كجزء من استراتيجية غذائية موجهة للمرأة بعد انقطاع الطمث، وهي مرحلة تتطلب وعيًا أكبر بالتغذية وتأثيرها على أعضاء الجسم، وخصوصًا القلب، فكما أن انخفاض الإستروجين لا يمكن إيقافه، إلا أن هناك وسائل يمكن من خلالها تخفيف آثاره على صحة القلب، والمانجو تبدو خيارًا واعدًا في هذا الإطار.

دعم علمي متزايد

لم تكن هذه الدراسة الوحيدة التي ألقت الضوء على فوائد المانجو، فقد أشارت أبحاث سابقة إلى أن المانجو تحتوي على مادة «مانجيفيرين» التي ترتبط بتحسين استجابة الأنسولين وخفض الكوليسترول وتحسين تدفق الدم، مما يجعلها خيارًا غذائيًا «متكامل الفوائد»، وخصوصًا للفئات الأكثر عرضة لأمراض القلب مثل النساء بعد سن اليأس.

المانجو ليست مجرد فاكهة صيفية منعشة، بل يمكن أن تكون سلاحًا غذائيًا فعالًا في مواجهة تحديات القلب بعد انقطاع الطمث، ومن خلال إضافتها اليومية بجرعات معتدلة يمكن أن تستفيد المرأة من خصائصها الغذائية المذهلة، مما يدعم صحة القلب ويمنحها حماية طبيعية دون الحاجة إلى تدخلات معقدة، فالطعام الصحي كان ولا يزال أساس الوقاية والعلاج.

تم نسخ الرابط