أسعار الذهب اليوم الجمعة.. تراجع ملحوظ مع التعاملات المسائية

شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية والعالمية، اليوم الجمعة، انخفاض ملحوظ، وسط توجه المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر مدفوعين بقوة الدولار وتراجع التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال العام الجاري.

 ويأتي هذا التراجع على الرغم من استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، ما يعكس تحوّلًا في مزاج الأسواق العالمية نحو المخاطرة.

أسعار الذهب في مصر اليوم

سجل سعر الذهب من عيار 24، اليوم الجمعة، نحو 5469 جنيهًا للجرام، فيما بلغ عيار 21 – وهو الأكثر تداولاً في السوق المصري – حوالي 4785 جنيهًا للجرام. 

أما عيار 18، فقد سجل 4101 جنيهًا للجرام، بينما جاء عيار 14 عند 3190 جنيهًا للجرام.

وسجل الجنيه الذهب – الذي يزن 8 جرامات من عيار 21 – سعر 38,280 جنيهًا، متأثرًا بحركة السعر العالمي، وتغيرات سعر الصرف المحلي، إلى جانب حالة العرض والطلب في الأسواق.

الذهب العالمي ينخفض.. ومخاوف الهبوط تلوح في الأفق

على الصعيد العالمي، تراجع سعر أونصة الذهب بنسبة 0.37% خلال تعاملات اليوم، لتسجل أدنى مستوى لها خلال أسبوع، عند 3340 دولارًا للأونصة، مقارنة بسعر افتتاح تداولات اليوم عند 3369 دولارًا للأونصة، ويتم تداولها حاليًا عند 3349 دولارًا.

ووفقاً لتحليل صادر عن مؤسسة «جولد بيليون»، فإن الذهب يتجه حاليًا لتسجيل خسارة أسبوعية قدرها 2.4%، وهي الخسارة الأسبوعية الأكبر منذ عدة أسابيع.

 ويحاول السعر كسر مستوى الدعم الهام عند 3350 دولارًا للأونصة، ما ينذر بزيادة زخم الهبوط إذا ما أغلق المعدن الأصفر تداولات الأسبوع أسفل هذا المستوى، الأمر الذي قد يدفع الأسعار إلى مزيد من التراجع خلال الأيام القادمة.

الدولار القوي يقلص جاذبية الذهب

ويرى محللون أن ارتفاع الدولار الأمريكي ساهم بشكل كبير في هذا التراجع، حيث دفع المستثمرين نحو الأصول ذات العائد المرتفع، متخليين بشكل مؤقت عن الذهب كملاذ آمن. 

كما تراجعت التوقعات بشأن قرب تخفيض أسعار الفائدة الأمريكية، وهو ما يعزز من أداء الدولار ويضغط على الذهب بشكل مباشر، نظرًا للعلاقة العكسية بين العملتين.

المخاطر الجيوسياسية لم تنعش الذهب كالعادة

وعلى غير العادة، لم تؤد التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط إلى زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

 فعلى الرغم من دخول الصراع بين إيران والاحتلال الإسرائيلي يومه الثامن، واستمرار تبادل الضربات، إلا أن الأسواق تتعامل مع الصراع بتحفظ واضح، وربما بانتظار وضوح الرؤية بشأن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من التدخل العسكري.

وقد أعلن البيت الأبيض، أمس الخميس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيقرر خلال أسبوعين ما إذا كانت واشنطن ستتدخل في الحرب الجوية بين إيران والاحتلال الإسرائيلي. 

هذا الإعلان، وفقًا للمحللين، ساهم في تهدئة بعض مخاوف المستثمرين من اندلاع حرب إقليمية أوسع، ما فتح المجال لتحرك السيولة نحو الأسهم والعملات، وسحبها من الذهب.

إحجام المستثمرين عن اتخاذ مراكز قوية

وأشار خبراء إلى أن الوضع الحالي جعل المتداولين يحجمون عن اتخاذ مراكز شراء أو بيع قوية على الذهب سواءً على المدى الطويل أو القصير، في ظل تقلبات المشهد السياسي والاقتصادي، ما زاد من الضغوط على المعدن النفيس.

وفي الوقت الذي كان من المتوقع أن يؤدي التصعيد في الشرق الأوسط إلى دعم الذهب، جاء التحول المفاجئ في شهية المخاطرة العالمية ليدفع الأسعار في الاتجاه المعاكس. 

فالمستثمرون اليوم يراقبون عن كثب التطورات السياسية والعسكرية، خاصةً في ظل توقعات بإمكانية حدوث تهدئة مفاجئة قد تعيد الاستقرار للأسواق العالمية.

توقعات الأيام المقبلة

وتبقى النظرة المستقبلية للذهب مرتبطة بعدة عوامل متشابكة، أبرزها تطورات الوضع السياسي في المنطقة، وموقف الفيدرالي الأمريكي من أسعار الفائدة، بالإضافة إلى تحركات الدولار. 

وإذا ما تمكن الذهب من الثبات فوق مستويات الدعم الحالية، فقد يعود لتسجيل مكاسب جديدة، خاصةً إذا ما استمر التوتر في الشرق الأوسط أو ظهرت بيانات اقتصادية أمريكية سلبية.

ومع اقتراب نهاية الأسبوع، ينصح الخبراء المستثمرين بمتابعة الأخبار الاقتصادية والسياسية بدقة، والابتعاد عن اتخاذ قرارات عشوائية، في ظل سوق مضطرب وغير مستقر يهيمن عليه القلق والترقب.