الجمعة 30 مايو 2025 الموافق 03 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«بوريل».. أوروبا ترفع سيفها بوجه نتنياهو

القارئ نيوز

في قلب أزمة قطاع غزة المشتعل، تتصاعد أصوات أوروبا بقوة، لم تعد تكتفِ بالتحذير، بل تجاوزته إلى التهديد المباشر،الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، يقف في طليعة هذه الأصوات، محولاً الخطاب الدبلوماسي إلى صرخة غضب مدوية في وجه نتنياهو الذي يواجه اتهامات بالإبادة الجماعية، وهذه ليست مجرد تصريحات، بل هي انعطافة تاريخية قد تغير مسار العلاقات الأوروبية الإسرائيلية إلى الأبد، وتضع تل أبيب في مواجهة حلفاء طالما دعموها.

أوروبا تستفيق.. غزة تغير قواعد اللعبة

تتخذ القارة العجوز موقفاً جديداً لم تعهده إسرائيل من قبل على مدار الحكومات المتعاقبة، فبعد سنوات من الدعم غير المشروط أو الانتقادات الخجولة، تشهد الساحة الأوروبية تحولاً جذرياً، بريطانيا تفرض عقوبات، وفرنسا تهدد، بينما تصف إسبانيا إسرائيل بـ«دولة الإبادة»، وهذا التحول ليس مجرد غضب عابر، بل هو نتيجة مباشرة للصور المروعة والمستمرة من غزة، حيث تتكشف فصول حرب الإبادة والتجويع أمام أعين العالم، والدول الأوروبية، التي شهدت ويلات الحرب، لا تستطيع أن تبقى صامتة أمام هذه المجازر.

التحركات الأوروبية.. من التنديد إلى التهديد

المقترح الهولندي بتعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ليس مجرد فكرة عابرة، بل يحظى بدعم متزايد من أكثر من عشر دول أوروبية وازنة، وهذا المقترح، إذا تم إقراره، سيمثل ضربة قاصمة لـ«إسرائيل» على المستويين الاقتصادي والسياسي، ويهدد بعزلها بشكل غير مسبوق عن حلفائها الرئيسيين، وإنه مؤشر واضح على أن صبر أوروبا قد نفد، وأن الجرائم في غزة تجاوزت كل الخطوط الحمراء، مما دفع القادة الأوروبيين لاتخاذ خطوات لم يكونوا ليتخذوها في الماضي.

بيانات داعمة وعقوبات تتصاعد

تُظهر البيانات الأخيرة أن أوروبا ليست مجرد متفرج، فوفقًا لمركز SIPRI السويدي، زوّدت أوروبا إسرائيل بأسلحة بقيمة 4.7 مليار يورو في عام 2023، مما يثير تساؤلات حول دورها في الصراع، ومع ذلك، بدأت بعض الدول تتخذ خطوات ملموسة، حيث علّقت هولندا وبلجيكا تصدير قطع غيار طائرات F-35 لـ«إسرائيل» في 2024، وفي إطار العقوبات، جمّدت بريطانيا أصول 4 ضباط إسرائيليين متورطين في هجمات خان يونس، بينما تدرس فرنسا حظر دخول منتجات المستوطنات، مما يشير إلى تصاعد الضغوط الأوروبية.

الأمم المتحدة.. تحذيرات من طعوم المساعدات

في هذه الأثناء، لا تتوقف التنديدات عند السياسيين، بل تتجاوزها إلى المنظمات الدولية، والأمم المتحدة، عبر منظماتها المختلفة مثل الأونروا واليونيسيف، تحذر من استخدام المساعدات كـ«أداة» لتهجير الفلسطينيين، وتكشف عن ممارسات إسرائيل التي تخالف المبادئ الإنسانية الأساسية، والحديث عن حظر دخول الحاضنات ولقاحات الأطفال إلى غزة، بينما القنابل تنهال على رؤوس المدنيين، يكشف عن "انهيار أخلاقي عميق" يهدد بتقويض كل القيم الإنسانية.

بوريل يصرخ.. «إبادة جماعية» بقنابل أوروبية

جوزيب بوريل، بصفته أحد أبرز الشخصيات الأوروبية، لم يتردد في توجيه اتهامات مباشرة وصريحة لـ«نتنياهو»، واصفاً محاولاته لتشويه الانتقادات بمعاداة السامية بـ«الحقارة»،  بل ذهب أبعد من ذلك، مؤكداً أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة بقنابل أوروبية الصنع، وهذه التصريحات الجريئة، التي تخرج عن المألوف الدبلوماسي، تعكس حجم الغضب والإحباط الأوروبي من سلوك "إسرائيل" الذي يهدد بتقويض الاستقرار الإقليمي والدولي.

مفترق الطرق.. هل تتغير خارطة التحالفات؟

إن صرخات بوريل، وتحركات الدول الأوروبية، وتحذيرات الأمم المتحدة، كلها تشير إلى أن المشهد يتغير، وأن إسرائيل لم تعد تستطيع الاعتماد على الدعم غير المشروط، فهل يصحو الضمير الأوروبي أخيراً ليتخذ موقفاً حاسماً يوقف آلة الحرب والتجويع في غزة؟ أم أن المصالح المعقدة والبيروقراطية ستعيق هذا التحول التاريخي؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة، ولكن المؤكد أن غزة قد غيرت وجه أوروبا نحو إسرائيل إلى الأبد، وربما تكون هذه نقطة اللاعودة.

وختامًا: إنه وفي ضوء هذه التطورات المتسارعة، يتضح أن المشهد الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية يمر بمنعطف تاريخي، لم تعد الإدانات الخجولة كافية، فقد دفعت جرائم غزة القارة العجوز إلى إعادة تقييم تحالفاتها ومواقفها، والسؤال الآن ليس ما إذا كانت أوروبا ستتحرك، بل إلى أي مدى يمكن أن تذهب في مواجهة إسرائيل وحليفتها الكبرى أمريكا، هل نشهد بداية عصر جديد تختاره أوروبا لنفسها، متجاوزة الضغوط والمصالح التقليدية لترسيخ قيم العدالة والإنسانية؟ الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت هذه الصحوة الأوروبية ستتحول إلى قوة دافعة حقيقية لإنهاء الظلم، أم أنها ستظل مجرد صرخة غضب تتبدد في مهب الريح.
 

تم نسخ الرابط