الأحد 22 يونيو 2025 الموافق 26 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

فيروس A تحت المجهر.. عدوى «اليد القذرة» تهدد الكبد بالفشل

فيروس الكبد
فيروس الكبد

الكبد في دائرة الخطر من جديد بعد أن أطلق عدد من «خبراء الصحة» تحذيراتهم بشأن عودة انتشار فيروس A المعروف باسم «التهاب الكبد الوبائي A» والذي يُطلق عليه بين العامة اسم مرض «اليد القذرة» بسبب طرق انتقاله غير النظيفة التي تعتمد على تلوث اليدين أو الطعام أو المياه بالبراز الحامل للفيروس مما يجعله من الأمراض المرتبطة بسوء النظافة العامة ويعرض «الكبد» للإصابة الحادة التي قد تصل في بعض الحالات إلى «فشل كبدي» كامل.

العدوى الخفية التي تنتقل بسهولة

يحذر الأطباء من أن فيروس A يمكن أن ينتقل بسرعة بين الأفراد خصوصًا في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية أو تلك التي تعاني من ضعف البنية التحتية للصرف الصحي حيث إن «الفيروس» يعيش في البيئة لفترات طويلة وينتقل من خلال الفم عند تناول طعام أو شراب ملوث أو عبر ملامسة أسطح غير نظيفة ثم لمس الفم مباشرة مما يعرض «الكبد» لخطر مباشر دون أن يشعر الإنسان بذلك في البداية حيث لا تظهر الأعراض إلا بعد مرور أسابيع من العدوى.

أعراض الفيروس وتأثيره على الكبد

عادة ما تبدأ أعراض فيروس A بحمى خفيفة وشعور بالإرهاق وآلام في البطن يليها غثيان وقيء وفقدان للشهية ويعد اصفرار الجلد والعينين من العلامات البارزة على وجود خلل في «الكبد» نتيجة مهاجمة الفيروس له حيث يؤدي ذلك إلى التهاب في خلايا «الكبد» وقد تتفاقم الحالة في بعض المرضى لتصل إلى ما يُعرف بالفشل الكبدي الحاد خاصة في كبار السن أو من يعانون من أمراض مزمنة سابقة تؤثر على «الكبد» أو المناعة.

الفئات الأكثر عرضة للإصابة

رغم أن جميع الأعمار يمكن أن تتعرض للعدوى بفيروس A إلا أن بعض الفئات معرضة للخطر بشكل أكبر مثل الأطفال الذين يلعبون في أماكن غير نظيفة أو يتناولون الطعام دون غسل اليدين بالإضافة إلى العاملين في مجالات إعداد الطعام أو الصرف الصحي والأشخاص الذين يسافرون إلى مناطق ينتشر فيها المرض وكذلك من يعانون من أمراض مزمنة في «الكبد» فهم أكثر عرضة للتدهور السريع في حالة الإصابة.

الوقاية تبدأ من النظافة

يشدد المختصون على أن الوقاية من فيروس A لا تتطلب وسائل معقدة بل تبدأ من أبسط الإجراءات الصحية مثل غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعد استخدام المرحاض أو ملامسة الأسطح العامة كما يجب الحرص على تناول طعام مطهو جيدًا ومياه نظيفة أو معبأة وتجنب الخضروات أو الفواكه غير المغسولة جيدًا إذ تعتبر هذه الخطوات خط الدفاع الأول ضد «الفيروس» وبالتالي حماية «الكبد» من الإصابة.

أهمية التطعيم كوسيلة فعالة

رغم أن أغلب الأشخاص يشفون من فيروس A دون مضاعفات طويلة الأمد إلا أن «منظمة الصحة العالمية» توصي بتطعيم الفئات المعرضة للخطر وخاصة الأطفال في سن مبكرة وكذلك المسافرين إلى الدول الموبوءة حيث أثبت اللقاح فعاليته العالية في الوقاية من العدوى وبالتالي الحفاظ على «الكبد» من التورط في أي مضاعفات خطيرة قد تهدد الحياة.

خطورة تجاهل الأعراض

يشير الأطباء إلى أن تجاهل الأعراض الأولية مثل الإرهاق أو الغثيان قد يؤدي إلى تأخر التشخيص وبالتالي تفاقم الحالة بشكل يصعب السيطرة عليه خاصة إذا بدأ «الكبد» في إظهار علامات التدهور الوظيفي مثل ارتفاع إنزيمات الكبد أو اضطراب في تخثر الدم حيث قد يصل الأمر إلى الحاجة لزراعة كبد جديد وهو إجراء معقد ومكلف لا يتاح بسهولة في جميع الدول.

الوعي المجتمعي خط الدفاع الأول

تؤكد وزارة الصحة على أن رفع الوعي المجتمعي بمخاطر فيروس A ضروري جدًا لمكافحة المرض ومنع انتشاره وذلك من خلال حملات توعية في المدارس وأماكن العمل ووسائل الإعلام مع التركيز على العادات الصحية السليمة وشرح خطورة إهمال النظافة الشخصية وتأثيرها المباشر على «الكبد» والصحة العامة حيث إن منع العدوى لا يرتبط فقط بالطب بل بثقافة المجتمع وسلوكياته اليومية.

فيروس A ليس حديث العهد لكنه يعاود الظهور كلما انخفض مستوى «النظافة» وتراجع الاهتمام بـ«الوقاية» ويظل «الكبد» هو الضحية الأولى والأكثر تضررًا من هذا الفيروس الصامت الذي ينتقل بسهولة ويصيب بلا إنذار لذلك فإن الحماية تبدأ من غسل اليدين وتنتهي عند أخذ اللقاح والحرص على نمط حياة نظيف وآمن.

تم نسخ الرابط