الخميس 26 يونيو 2025 الموافق 01 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

تناول «النعناع الأخضر».. مفيد أم مضر لمرضى ارتجاع المريء؟

النعناع
النعناع

النعناع من الأعشاب الطبيعية ذات الرائحة الزكية والمذاق المنعش الذي يستخدم على نطاق واسع في الطهي والعلاج الشعبي على حد سواء، ويُقبل عليه كثيرون كمشروب مهدئ للمعدة أو كإضافة منعشة للمأكولات والمشروبات اليومية، لكن مع انتشار مشاكل «ارتجاع المريء» في العصر الحديث، بدأ يتردد سؤال مهم على ألسنة المرضى، هل تناول النعناع الأخضر مفيد أم مضر لمن يعانون من ارتجاع المريء؟.

النعناع وتأثيره على عضلة المريء

يرتبط ارتجاع المريء بضعف أو ارتخاء في العضلة السفلية للمريء وهي المسؤولة عن منع الطعام من العودة من المعدة إلى الأعلى، وعند ارتخائها يسمح لحمض المعدة بالصعود نحو المريء مما يسبب شعورًا بالحموضة والحرقة، وهنا يبرز دور النعناع، إذ تشير بعض الأبحاث إلى أن النعناع قد يؤدي إلى «ارتخاء» هذه العضلة أكثر مما هو عليه عند الشخص الطبيعي، ما يجعل أعراض ارتجاع المريء أكثر حدة.

وقد أكدت دراسات سريرية أن زيت النعناع مثلًا يمكن أن يُضعف فاعلية هذه العضلة، مما يؤدي إلى تفاقم حالة الارتجاع، ومع ذلك لا تنطبق هذه النتائج على كل شخص، إذ يختلف تأثير النعناع بحسب طبيعة الجسم وشدة الحالة، مما يعني أن بعض مرضى الارتجاع قد يتحملون النعناع دون مشاكل بينما يعاني آخرون من تفاقم الأعراض عند تناوله.

النعناع وخصائصه المهدئة للمعدة

رغم الحديث عن تأثيره السلبي المحتمل، فإن للنعناع فوائد متعددة قد تكون مفيدة للمعدة بشكل عام، فهو يعمل على تهدئة التقلصات المعوية، ويخفف الغازات، كما يساهم في تحسين عملية الهضم، وقد يشعر بعض الأشخاص بتحسن بعد شرب شاي النعناع خصوصًا عند الإصابة بعسر الهضم أو الانتفاخ، لكن هنا يجب الفصل بين «التهدئة العامة للمعدة» و«تأثيره المباشر على ارتجاع المريء».

وفي كثير من الحالات قد يكون شرب النعناع مفيدًا لمن لا يعانون من الارتجاع أو من يعانون من حالات بسيطة فقط، أما مرضى الارتجاع المزمن فقد يجدون أن النعناع يزيد من سوء الأعراض وبالتالي ينبغي عليهم مراقبة تأثيره على أجسامهم وتحديد الجرعة وطريقة التناول التي تناسبهم.

النعناع في النظام الغذائي اليومي

يُدرج النعناع عادة في عدد كبير من الوصفات والمشروبات مثل الشاي والعصائر وحتى السلطات، ما يجعل تجنبه تمامًا أمرًا صعبًا للبعض، لذلك ينصح الخبراء بتقليل الكمية لا أكثر، أو تجربة طرق مختلفة لتناوله كإضافته بشكل طازج بدلًا من استخدام الزيوت المركزة أو الأعشاب المجففة.

كما يُفضل تناول النعناع في الأوقات التي لا تكون المعدة فيها ممتلئة تمامًا أو خالية بشكل كامل، لأن هذا التوقيت قد يقلل من احتمال تفاقم أعراض «ارتجاع المريء»، ويفضل كذلك مراقبة أنواع الطعام المصاحبة له مثل الأطعمة الدهنية أو الحارة التي قد تزيد من تأثيره السلبي على المعدة.

متى يجب الامتناع عن النعناع تمامًا؟

في بعض الحالات يكون من الأفضل تجنب النعناع تمامًا، خصوصًا إذا لاحظ المريض أن أعراض الارتجاع تزداد سوءًا بشكل ملحوظ بعد تناوله، كالشعور بحرقة حادة في الصدر أو رجوع الطعام إلى الحلق أو الكحة المزمنة، وهنا يجب استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية لتحديد البدائل الآمنة.

كما يُمنع استخدام النعناع أو زيته للأطفال دون استشارة طبية، لأن معدتهم تكون أكثر حساسية، وقد يتسبب لهم في اضطرابات هضمية غير مرغوبة، كذلك يجب الحذر منه لدى مرضى القرحة أو من يعانون من مشاكل في المرارة.

بدائل طبيعية للنعناع يمكن تجربتها

إذا كان النعناع يسبب تفاقم أعراض الارتجاع لديك، فهناك العديد من البدائل الطبيعية التي قد تقدم نفس الفوائد دون التأثير على عضلة المريء، مثل الزنجبيل الذي يعد مهدئًا فعالًا للمعدة وله تأثير مضاد للالتهابات، أو شاي البابونج الذي يعمل على تهدئة الجهاز الهضمي دون التأثير على ضغط المعدة.

كما يمكن استخدام الأعشاب مثل الريحان أو الكراوية أو الشمر، والتي أثبتت قدرتها على تحسين الهضم وتخفيف الانتفاخ دون أن تؤثر على صمام المريء بنفس الطريقة التي يفعلها النعناع.

استشارة الطبيب هي الأساس

من المهم التأكيد على أن تناول النعناع أو تجنبه لا يجب أن يتم بشكل عشوائي، فكل حالة من حالات ارتجاع المريء لها خصوصيتها، ولذلك لا بد من مراجعة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل إدخال النعناع ضمن الروتين الغذائي اليومي أو قبل الاعتماد عليه كعلاج طبيعي للمعدة.

الطبيب وحده يمكنه تحديد ما إذا كان النعناع مناسبًا لك بناءً على أعراضك والفحوصات الطبية، ويمكنه أيضًا اقتراح الطريقة الآمنة لتناوله في حال لم يكن لديك تحسس واضح منه.

النعناع نبتة «مفيدة» في الكثير من الأحيان وقد تساعد على تهدئة المعدة وتحسين الهضم، لكنه في الوقت نفسه قد يكون «ضارًا» لبعض مرضى ارتجاع المريء، خاصة إذا استُهلك بكميات كبيرة أو في صورة زيوت مركزة، ولذلك من الضروري «الاعتدال» في تناوله، و«مراقبة» تأثيره على الجسم عن قرب، كما أن «الاستشارة الطبية» تبقى دائمًا الخيار الأفضل لاتخاذ قرار سليم.

تم نسخ الرابط