الثلاثاء 01 يوليو 2025 الموافق 06 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

لماذا يحدث العمى الليلي؟ إليك الأسباب وطرق العلاج الحديثة

كشف النظر
كشف النظر

العمى الليلي يُعد من «الاضطرابات البصرية» التي تؤثر بشكل مباشر على قدرة الإنسان على الرؤية في الإضاءة الخافتة أو أثناء الليل، وتظهر أعراضه بشكل ملحوظ عند قيادة السيارة ليلاً أو محاولة التنقل في الأماكن المعتمة، ورغم شيوع هذا النوع من العمى بين الكثير من الفئات العمرية إلا أن البعض قد يجهل «أسبابه الحقيقية» أو يتأخر في التعامل معه مما يؤدي إلى تفاقم الحالة، ومن هنا تبرز أهمية «التشخيص المبكر» واللجوء إلى طرق العلاج الحديثة التي تساعد في الحد من مضاعفاته.

ما هو العمى الليلي؟

العمى الليلي لا يعني فقدان البصر التام عند غياب الضوء بل يشير إلى صعوبة الرؤية في الإضاءة المنخفضة أو أثناء الليل حيث يواجه المصاب به «مشكلة واضحة» في الانتقال من مكان مضاء إلى آخر مظلم كما يجد صعوبة في تمييز الأشكال والتفاصيل خلال ساعات الليل، وهذا الاضطراب يعرف طبياً باسم «العشى الليلي» وقد يرتبط بعدة أمراض أو أسباب وراثية أو حتى ناتجة عن أنماط الحياة غير الصحية.

الأسباب الشائعة وراء العمى الليلي

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى العمى الليلي وتتنوع بين حالات مرضية مزمنة أو مؤقتة وبين عوامل خارجية تؤثر على وظيفة العين وقدرتها على التكيف مع الظلام، ومن أبرز هذه الأسباب:

نقص فيتامين أ يعد من «أكثر الأسباب» شيوعاً حيث يلعب هذا الفيتامين دوراً أساسياً في صحة شبكية العين التي تعتبر المسؤولة الأولى عن الرؤية الليلية، وعند نقصه تضعف قدرة العين على إنتاج «الرودوبسين» وهو الصبغة المسؤولة عن التقاط الضوء في الظلام.

الأمراض الوراثية مثل التهاب الشبكية الصباغي وهي حالة نادرة تؤثر على الخلايا المستقبلة للضوء في العين وتؤدي تدريجياً إلى العمى الليلي ومن ثم إلى فقدان البصر الكلي في بعض الحالات.

السكري أحد «العوامل الرئيسية» المؤثرة على الشبكية حيث تتسبب المستويات العالية من السكر في الدم بتلف الأوعية الدموية الدقيقة في العين مما يؤثر على القدرة البصرية أثناء الليل.

القرنية المخروطية والمياه البيضاء حيث يؤدي تغير شكل القرنية أو تعكر عدسة العين إلى تشويش الرؤية خاصة في الإضاءة المنخفضة.

بعض الأدوية مثل تلك المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو حب الشباب قد تؤثر على قدرة العين على التكيف في الظلام مما يسبب أعراض العمى الليلي.

طرق التشخيص والفحص

التشخيص السليم هو أول خطوة نحو العلاج الفعال ويتم ذلك من خلال فحص شامل للعين يتضمن قياس حدة البصر واختبار الرؤية الليلية باستخدام أدوات خاصة مثل فحص المجال البصري واختبارات التكيف في الظلام، كما قد يحتاج الطبيب إلى إجراء تصوير للشبكية أو استخدام الموجات فوق الصوتية في حال الاشتباه في وجود أمراض داخل العين، وفي بعض الحالات يتم طلب فحص دم لقياس مستويات فيتامين أ أو سكر الدم إذا كان هناك اشتباه بوجود سبب غذائي أو مرض مزمن.

العلاج الحديث للعمى الليلي

يعتمد علاج العمى الليلي بشكل رئيسي على تحديد السبب الجذري للمشكلة فإذا كان السبب هو نقص فيتامين أ فإن تناول المكملات الغذائية تحت إشراف طبي يؤدي غالباً إلى تحسن ملحوظ في الرؤية، أما في الحالات الوراثية مثل التهاب الشبكية الصباغي فقد لا يتوفر علاج نهائي ولكن هناك تجارب حديثة تعتمد على «العلاج الجيني» وتحاول استبدال الجين التالف بجين سليم لتحسين وظائف الشبكية.

كما أن استخدام النظارات الطبية الخاصة أو العدسات اللاصقة المخصصة لتحسين التباين الليلي قد يكون فعالاً في بعض الحالات.

في حالات المياه البيضاء يتم التدخل الجراحي لإزالة العدسة المعتمة واستبدالها بعدسة صناعية تساعد على تحسين الرؤية في مختلف ظروف الإضاءة.

أيضاً من المهم تقليل استخدام الأدوية التي تؤثر على الرؤية الليلية إذا كان ذلك ممكناً واستبدالها بأنواع أخرى لا تسبب نفس التأثيرات الجانبية.

نمط الحياة وتأثيره في الحد من العمى الليلي

العناية بصحة العين تبدأ من نمط الحياة الصحي حيث ينصح بتناول أطعمة غنية بفيتامين أ مثل الجزر والكبدة والبطاطا الحلوة بالإضافة إلى الخضروات الورقية الداكنة، كما يجب الحفاظ على وزن مثالي ومستوى سكر مستقر في الدم لتفادي المضاعفات التي تؤدي إلى مشاكل في الشبكية.

تقليل التعرض للهواء الجاف أو الغبار والإضاءة الشديدة خلال النهار يساهم كذلك في حماية العين من التهيج والإرهاق الذي قد ينعكس سلباً على قدرتها في الظلام.

أيضاً من المهم زيارة طبيب العيون بانتظام حتى في حال عدم وجود أعراض واضحة وذلك لاكتشاف أي مشاكل في مراحلها المبكرة خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بأمراض العين.

متى يجب زيارة الطبيب؟

إذا كنت تعاني من صعوبة متكررة في الرؤية أثناء الليل أو تجد صعوبة في قيادة السيارة ليلاً أو تلاحظ تأخراً في التكيف من الإضاءة الساطعة إلى الأماكن المعتمة فعليك مراجعة طبيب العيون فوراً لأن استمرار الأعراض قد يشير إلى وجود مشكلة صحية أكبر تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.

لا يجب إهمال هذه الأعراض على اعتبار أنها أمر طبيعي مرتبط بالتقدم في العمر لأن بعض حالات العمى الليلي يمكن علاجها بسهولة في مراحلها الأولى بينما التأخير قد يؤدي إلى مضاعفات يصعب علاجها لاحقاً.

التكنولوجيا ودورها في دعم مرضى العمى الليلي

بفضل التطور التكنولوجي أصبحت هناك أدوات مساعدة مثل النظارات الذكية التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء لتحسين الرؤية الليلية بالإضافة إلى تطبيقات الهاتف الذكي التي توفر إضاءة موجهة أو خاصية تكبير التفاصيل في الظلام مما يسهم في تسهيل حياة المصابين بهذا النوع من العمى.

كما أن الأبحاث مستمرة لتطوير تقنيات زراعة شبكية صناعية وتحسين نتائج العلاجات الجينية في المستقبل القريب.

العمى الليلي ليس حالة دائمة بالضرورة بل قد يكون عرضاً لحالة صحية يمكن التعامل معها بسهولة إذا تم تشخيصها في الوقت المناسب، التوعية والتدخل المبكر هما الأساس للوقاية من المضاعفات وتحسين جودة الحياة، لذا لا تتردد في استشارة الطبيب عند ملاحظة أي تغيير في القدرة البصرية خلال الليل.

تم نسخ الرابط