الأربعاء 09 يوليو 2025 الموافق 14 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

جونسون ونتنياهو: قُبلة العار.. وترامب يحرض على الأنظمة

القارئ نيوز

في قاعات البيت الأبيض، حيث يفترض أن تُصان العدالة وتُرفع رايات الإنسانية، يُستقبل مجرم حرب هارب من العدالة بحفاوة لم يُشهد لها مثيل، وهذا المشهد المروع يجعلنا نعلنها صراحة: لن نستمع بعد اليوم لأي حديث عن حقوق الإنسان أو الإنسانية من دولة أظهرت تجردها الكامل من كل مبادئها بسلوكها المخزي هذا.

تحالف الظلام: ترامب يحتفي بالجلاد

بينما تتصاعد أصوات الرفض الغاضبة من المتظاهرين أمام البيت الأبيض، مستنكرة استمرار العدوان الوحشي على غزة، يتجاهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كل ذلك ليحتفي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويجتمع الاثنان في مآدب خاصة ولقاءات مغلقة، وكأن دماء الأبرياء في غزة لم تُسكب، وكأن صرخات التجويع لم تُسمع، وهذا المشهد يعمق الشعور بالخيانة للقيم الإنسانية.

سخرية الجوائز: نوبل للسلام لمجرم حرب؟

في ذروة الاستخفاف بعقول الناس، يُقدم نتنياهو على ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام!، مجرم حرب يرشح شريكه في الجريمة لهذه الجائزة، بينما أطفال ونساء غزة يُقتلون ويُجوعون، وهذا الترشيح ليس سوى سخرية مريرة من أهداف الجائزة النبيلة، ومحاولة بائسة لتلميع صورة من تلطخت أيديهم بالدماء، وإضفاء الشرعية على ممارسات تتنافى مع أبسط مبادئ السلام والعدالة.

تحريض خطير: دعوات ترامب لتهجير الفلسطينيين

في تطور مقلق وغير مسبوق، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء لقائه بنتنياهو لتمثل تحريضًا خطيرًا على الأنظمة العربية، فقد زعم ترامب أن «العديد من دول المنطقة سيدعموننا في تهجير الفلسطينيين من غزة»، بل وذهب أبعد من ذلك بقوله إن «جميع دول المنطقة ساعدت الاحتلال بشكل غير مسبوق»، وهذه الادعاءات الصادمة لا تشعل فتيل التوتر في المنطقة فحسب، بل تكشف عن تواطؤ خطير وتصورات مضللة بشأن موقف الدول العربية، وتصعيد واضح لخطاب التهجير القسري.

تواطؤ الساسة: جونسون يدعم الغطرسة

لم يكتفِ نتنياهو بزيارة ترامب، بل امتد به الأمر ليلتقي بالمتحدث مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي في مبنى الكابيتول، وفق ذاهيل،  وجونسون، المعروف بدعمه اللامحدود لإسرائيل، يعلنها صراحة معارضًا لأي قرار يمنع التدخل الأمريكي في صراع إسرائيل مع إيران، بل ويدعم اقتراح ترامب بالسيطرة الأمريكية على غزة، وهذا التواطؤ السياسي يؤكد عمق الشراكة في الجريمة ويزيد من غطرسة الاحتلال الذي يستمر في انتهاك السيادة والأرض.

من الاحتجاج إلى الفعل

أمام هذا المشهد، لا مكان للصمت أو الاكتفاء بالشجب، فدماء غزة تستحق أكثر من خطابات التنديد، وهي تُلزمنا بخطوات ملموسة: فضح جرائم الحرب عبر المحاكم الدولية «كما في قضية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل»، ومقاطعة كل داعمٍ للاحتلال اقتصادياً وسياسياً "كحملات BDS العالمية"، ويتوجب على الأنظمة العربية – التي يحرض ترامب شعوبها عليها – أن تحوِّل شعاراتها إلى خطوات ملموسة، وهنا يصبح الغضب قوةً تُحرك التاريخ، الذي لن يُغفر له أن يكرر عار صمتنا.

ختامًا: أيادي ملطخة بالعار

هذا المشهد ليس مجرد لقاءات سياسية عابرة؛ إنه تأكيد على تآكل القيم الإنسانية والقانون الدولي، وعندما تُستقبل أيادي ملطخة بدماء الأطفال بهذه الحفاوة، ويُسخر من جائزة نوبل بمنحها لداعمي الحرب، وتُنسج المؤامرات للسيطرة على الأراضي المحتلة تحت مسمى «السلام»، يصبح لزامًا على كل صاحب ضمير أن يقف وقفة حاسمة، لا مجال للصمت بعد اليوم؛ فصمتنا يعني تواطؤنا في الجريمة، العالم يراقب، والتاريخ لن ينسى هذا العار، وستُلاحق هذه الجرائم مرتكبيها وداعميهم مهما طال الزمن.

تم نسخ الرابط