الجمعة 18 يوليو 2025 الموافق 23 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

ضعف السمع عند المواليد.. «إشارات صامتة» يجب ألا تغفلها الأمهات

ضعف السمع عند الأطفال
ضعف السمع عند الأطفال

السمع هو أحد أهم الحواس التي يعتمد عليها الطفل منذ اللحظة الأولى لمولده في التواصل مع العالم من حوله، ويشكل «السمع» الأساس في تطور مهارات النطق والتفاعل الاجتماعي لدى الطفل، لذلك فإن أي اضطراب أو تأخر في هذه الحاسة قد يؤدي إلى مشكلات طويلة المدى إذا لم يتم اكتشافه مبكرًا، ورغم أن ضعف السمع قد لا يكون واضحًا في الشهور الأولى من حياة الطفل إلا أن هناك «إشارات صامتة» يمكن أن تنبّه الأمهات إلى وجود مشكلة تحتاج إلى تدخل طبي عاجل.

أهمية السمع في النمو المبكر للطفل

يؤدي «السمع» دورًا حيويًا في تعلم اللغة وتكوين الروابط الاجتماعية والتفاعل مع المحيط، فهو الحاسة التي يعتمد عليها الطفل في التقاط الأصوات وفهم الكلمات ومعرفة مصدر الأصوات المختلفة، كما أن الطفل يبدأ في التفاعل مع الأصوات من عمر مبكر جدًا حتى قبل أن يتم شهره الأول، ولذلك فإن غياب هذه الاستجابة أو تأخرها قد يكون علامة على وجود «ضعف سمع» يستوجب المتابعة.

ويؤكد الأطباء أن أول سنتين من عمر الطفل تُعتبران فترة حرجة في نمو وتطور السمع، حيث أن التأخر في التدخل خلال هذه المرحلة قد يؤدي إلى تأخر في النطق وتراجع في المهارات المعرفية والاجتماعية، مما يؤثر على مستقبل الطفل بشكل عام.

إشارات مبكرة تدل على ضعف السمع

هناك بعض «العلامات الصامتة» التي يجب أن تلاحظها الأم أو من يقوم برعاية الطفل، وهي تختلف بحسب عمر المولود، ففي الشهور الأولى من حياة الطفل من الطبيعي أن ينتبه للأصوات العالية أو المفاجئة مثل صوت الباب أو طرق قوي على الطاولة، فإذا لم تظهر على الطفل أي علامات انزعاج أو حركة عند سماع الأصوات فقد يكون ذلك مؤشراً على «ضعف في السمع».

كذلك من المتوقع أن يلتفت الطفل نحو مصدر الصوت إذا نادته الأم أو سمع صوتًا مألوفًا، أما إذا ظل ثابتًا دون أي تفاعل مع الأصوات المتكررة فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة، وفي عمر الستة أشهر يبدأ الطفل عادة بإصدار أصوات تعبر عن بداية محاولته للكلام، فإذا لم يُصدر الطفل هذه الأصوات أو كانت ضئيلة وغير متكررة فقد تكون إحدى «إشارات ضعف السمع».

من العلامات الأخرى التي يجب الانتباه إليها أيضاً هو عدم استجابة الطفل لاسمه أو عند التحدث إليه بصوت طبيعي، كما قد يواجه صعوبة في فهم الكلمات البسيطة أو لا يظهر عليه علامات الفرح أو التفاعل عند سماع صوت الأم أو الأب.

أسباب ضعف السمع عند المواليد

تختلف أسباب «ضعف السمع» عند الأطفال المواليد بين عوامل وراثية ومكتسبة، ففي بعض الحالات يكون السبب وراثيًا نتيجة وجود تاريخ عائلي لحالات فقدان السمع، بينما قد يكون السبب في حالات أخرى ناتجًا عن مضاعفات أثناء الحمل أو الولادة مثل الولادة المبكرة أو نقص الأكسجين عند الولادة أو إصابة الأم بعدوى فيروسية خلال الحمل.

كما قد يؤدي تراكم السوائل في الأذن الوسطى أو التهابات الأذن المتكررة إلى حدوث مشكلات في «السمع» إذا لم تتم معالجتها، إضافة إلى أن بعض الأدوية التي تُعطى في فترة الولادة أو بعدها مباشرة قد تكون لها آثار جانبية تؤثر على العصب السمعي.

أهمية الفحص المبكر

تشدد المؤسسات الطبية حول العالم على ضرورة إجراء «فحص السمع» لكل مولود قبل مغادرة المستشفى، وهو اختبار بسيط وغير مؤلم يمكن أن يكشف عن مشكلات سمعية منذ الأيام الأولى من حياة الطفل، ويعتمد هذا الفحص على اختبار الاستجابة السمعية للطفل عبر جهاز خاص يرسل إشارات صوتية ويقيس رد فعل الأذن والعصب السمعي.

وفي حال اكتشاف أي مشكلة يتم تحويل الطفل إلى طبيب مختص لإجراء المزيد من الفحوصات وتحديد طبيعة الخلل، ومن ثم البدء في خطة علاجية تشمل إما المتابعة أو استخدام سماعات طبية أو التدخل الجراحي حسب الحالة.

هل يمكن علاج ضعف السمع عند الأطفال

في الكثير من الحالات يمكن التعامل مع «ضعف السمع» بشكل فعّال إذا تم اكتشافه مبكرًا، حيث تتوفر الآن تقنيات متقدمة تساعد الطفل على السمع والتطور بشكل طبيعي مثل الأجهزة المساعدة للسمع التي توضع خلف الأذن أو زراعة القوقعة التي تُعد من الحلول المتقدمة في الحالات الشديدة.

ويشمل العلاج أيضاً تقديم جلسات «تخاطب وتأهيل سمعي» لمساعدة الطفل على تنمية مهاراته اللغوية والاجتماعية وتعويض ما فاته من تعلم خلال فترة ضعف السمع، وكلما بدأ هذا النوع من العلاج في وقت مبكر كانت النتائج أفضل وملحوظة في التطور السلوكي والنطقي للطفل.

دور الأسرة في الملاحظة المبكرة

يقع على عاتق الأسرة الدور الأكبر في ملاحظة أي خلل في «السمع» لدى المولود، حيث إن الأهل هم الأقرب إلى الطفل في فترات النمو الأولى ويستطيعون مراقبة استجاباته وتفاعله مع الأصوات اليومية، لذلك يجب عليهم عدم تجاهل أي ملاحظة قد تشير إلى ضعف في السمع حتى لو بدت بسيطة في بدايتها.

كما يُنصح الآباء والأمهات بتشجيع الطفل على التفاعل مع الأصوات واستخدام الألعاب التي تصدر أصواتًا متنوعة لمراقبة ردود فعله، بالإضافة إلى متابعة التطور اللغوي للطفل مقارنةً بمن هم في نفس عمره.

توعية الأمهات ضرورة لا غنى عنها

من الضروري تكثيف حملات التوعية التي تستهدف الأمهات الجدد حول أهمية مراقبة السمع لدى المواليد، وتوفير المعلومات الصحية حول الفحوصات التي يجب أن تُجرى في الفترة الأولى بعد الولادة، ويجب أن تشمل هذه الحملات توضيحاً لخطورة تأخر التشخيص وتأثير ذلك على نمو الطفل ومستقبله.

وتبقى النصيحة الذهبية لكل أم هي ألا تستهين بأي علامة قد تشير إلى مشكلة في السمع، فكل يوم يمر دون علاج قد يُشكل فارقًا كبيرًا في قدرة الطفل على التعلم والتواصل والنمو بطريقة طبيعية.

تم نسخ الرابط