علامات صباحية تحذيرية تكشف مشاكل القلب مبكرًا.. أبرزها الدوخة والخمول

تُعد «مشاكل القلب» من أكثر الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى أمراض مزمنة وقد تنتهي أحيانًا بحدوث مضاعفات خطيرة تهدد الحياة، ومن المعروف أن «القلب» يعمل باستمرار دون توقف ولكن في بعض الحالات يبدأ الجسم بإرسال إشارات صباحية تحذيرية تشير إلى أن هناك شيئًا غير طبيعي يحدث داخل «القلب»، وتُعتبر هذه العلامات بمثابة إنذار مبكر يستوجب الفحص والمتابعة الطبية العاجلة، ومن أبرز تلك العلامات «الدوخة» التي يشعر بها الشخص فور استيقاظه من النوم إلى جانب «الخمول» المفاجئ الذي يصعب تفسيره خاصة لدى من يتمتعون بصحة جيدة في الظاهر.
الشعور بالدوخة عند الاستيقاظ
من أولى العلامات التي قد تشير إلى وجود خلل في «القلب» هو الشعور بـ«الدوخة» عند الاستيقاظ من النوم، حيث يشعر الشخص بعدم الاتزان أو دوران الرأس عند النهوض من الفراش، ويعود السبب في ذلك إلى ضعف قدرة «القلب» على ضخ الدم بكفاءة نحو الدماغ في اللحظات الأولى من اليوم، مما يسبب هذا الإحساس المزعج الذي لا يجب تجاهله، وقد يصاحبه غثيان أو شعور بخفة الرأس أو حتى رؤية مشوشة، وهذه كلها إشارات قد تدل على خلل في الدورة الدموية ناجم عن ضعف في أداء «القلب».
الخمول والتعب الصباحي غير المبرر
يشير العديد من أطباء القلب إلى أن «الخمول» المستمر عند الصباح يمكن أن يكون مؤشرًا مهمًا على وجود ضعف في عضلة «القلب»، حيث يشعر المصاب بعدم القدرة على بدء يومه بالطاقة المعتادة رغم حصوله على قسط كافٍ من النوم، ويرتبط ذلك عادة بعدم كفاءة «القلب» في تزويد الأعضاء بالأكسجين والمغذيات الكافية خلال الليل، ما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق العام فور الاستيقاظ، ويُعد هذا العارض من أبرز الأعراض التي تستدعي الانتباه لأنها قد تكون إشارة خفية على بداية فشل القلب أو وجود انسداد جزئي في الشرايين.
ضيق التنفس في الصباح
إذا كان الشخص يعاني من «ضيق في التنفس» عند الاستيقاظ دون سبب واضح كالإصابة بالبرد أو الحساسية الموسمية فقد يكون ذلك أحد المؤشرات المبكرة لمشاكل «القلب»، فضعف وظيفة البطين الأيسر تحديدًا قد يؤدي إلى تراكم السوائل في الرئتين ليلًا مما يسبب صعوبة في التنفس عند الاستيقاظ، وقد يشعر المريض بعدم قدرته على أخذ نفس عميق أو بحاجة إلى الجلوس بدلًا من الاستلقاء للحصول على الراحة، وهذه كلها علامات تستوجب إجراء فحوصات قلبية عاجلة.
خفقان القلب المفاجئ عند النهوض
من العلامات المهمة التي قد تظهر في الصباح هي «خفقان القلب» السريع أو غير المنتظم فور النهوض من السرير، وهذا الشعور قد يدل على اضطراب في نظم «القلب» أو ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم بسبب تغير الوضعية من الاستلقاء إلى الوقوف، وقد يُشعر المريض بأن قلبه ينبض بقوة غير معتادة أو بشكل غير منتظم، وهذه الحالة تستدعي الفحص الطبي خصوصًا إذا تكررت يوميًا أو كانت مصحوبة بعرق بارد أو آلام في الصدر.
ألم أو ضغط في الصدر
لا يقتصر ألم الصدر على فترات النهار فقط بل قد يشعر به البعض مع بداية اليوم، وهذا الألم أو الضغط قد يكون مؤشرًا على نقص التروية الدموية للقلب خصوصًا في حالات الذبحة الصدرية الصامتة، ويصفه البعض بأنه شعور بثقل أو شد في منطقة منتصف الصدر وقد يمتد إلى الذراع أو الكتف أو الفك، وهذه العلامة يجب ألا تُهمل أبدًا لأنها من أخطر المؤشرات التي قد تدل على انسداد في شرايين «القلب» أو بداية نوبة قلبية.
التعرق الليلي أو الصباحي الزائد
إذا استيقظ الشخص في الصباح ووجد أن جسده مبلل بالعرق رغم اعتدال درجة الحرارة في الغرفة فقد تكون هذه إشارة إلى أن «القلب» يعاني من ضغط أو اضطراب في الأداء، لأن الجسم قد يستجيب لضعف الدورة الدموية بإفراز العرق كوسيلة لتقليل الحمل على «القلب»، كما أن بعض اضطرابات «القلب» ترتبط بتنشيط الجهاز العصبي مما يسبب فرط التعرق أثناء الراحة أو خلال النوم.
انتفاخ القدمين أو الكاحلين عند الصباح
تراكم السوائل في الأطراف السفلية صباحًا دون وجود أسباب واضحة مثل الوقوف الطويل أو الحمل أو تناول الملح بكثرة قد يكون علامة على أن «القلب» لا يضخ الدم بكفاءة كافية خلال الليل، مما يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم وظهورها على هيئة تورم في القدم أو الكاحل أو حتى الساقين، وهذه العلامة تُعد من المؤشرات المهمة على وجود خلل قلبي مزمن يجب التعامل معه مبكرًا.
تغيرات غير مبررة في ضربات القلب أو ضغط الدم
إذا لاحظ الشخص تغيرًا مفاجئًا أو متكررًا في معدل ضربات «القلب» عند الاستيقاظ من النوم أو كان ضغط دمه منخفضًا أو مرتفعًا دون تفسير واضح فقد تكون هذه التغيرات نتيجة لخلل في تنظيم الوظائف القلبية أو العصبية المرتبطة بها، وهذه العلامات تُعد بمثابة إنذار بأن هناك خللًا داخليًا يجب متابعته قبل أن يتحول إلى حالة خطيرة أو مزمنة.
أهمية المتابعة والكشف المبكر
إن اكتشاف علامات التحذير التي يرسلها «القلب» في الصباح يُعد أمرًا بالغ الأهمية لأنه يمنح الشخص فرصة للتدخل المبكر وتلقي العلاج قبل تطور الحالة، حيث تُسهم الفحوصات الدورية مثل تخطيط القلب وتحاليل الدم والتصوير بالموجات فوق الصوتية في كشف الأسباب الحقيقية وراء هذه الأعراض، وقد يكون التشخيص المبكر كفيلًا بتفادي أمراض مزمنة مثل فشل القلب أو الجلطات المفاجئة أو اضطرابات نبض القلب التي قد تهدد الحياة.
يجب عدم إهمال الإشارات الصباحية التي قد تدل على مشاكل «القلب»، مثل «الدوخة» والخمول وضيق التنفس وخفقان القلب، فهذه العلامات تمثل ناقوس خطر يستوجب الفحص الطبي الفوري، ومع ازدياد الضغوط اليومية وانتشار أنماط الحياة غير الصحية أصبح الوعي بعلامات «القلب» المبكرة ضرورة حقيقية، فالوقاية دائمًا خير من العلاج والمتابعة المنتظمة مع الطبيب المختص تضمن الحفاظ على صحة «القلب» وسلامته على المدى الطويل.