ميادة الحناوي تتألق بجرش.. صوت الطرب الأصيل يصدح في سماء المسرح الجنوبي

وسط تصفيق حار وترحيب جماهيري حاشد، أحيت الفنانة الكبيرة ميادة الحناوي مساء الجمعة حفلًا طربيًا على خشبة المسرح الجنوبي في مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته التاسعة والثلاثين، لتعيد الحضور إلى زمن الطرب الأصيل بصوتها الدافئ وأدائها المتقن.
حفاوة استقبال وذكريات طربية
منذ لحظة صعودها إلى المسرح، استُقبلت ميادة الحناوي بعاصفة من التصفيق والهتافات التي عبرت عن محبة الجمهور الأردني والعربي لها، حيث توافد عشاقها من مختلف الأعمار ليستمتعوا بليلة من ليالي الطرب النقي، التي قلّما تتكرر في زمن الألحان السريعة.
قدمت الحناوي خلال الحفل باقة من أجمل أغانيها التي حملت بصمتها الخاصة على مدار عقود، منها «أنا بعشقك» و«الحب اللي كان» و«كان يا ما كان» وغيرها من الروائع التي ردد الجمهور كلماتها عن ظهر قلب، وتمايل على أنغامها في حالة وجدانية خاصة.

">
صوت لا يشيخ وحضور يفرض الاحترام
رغم مرور السنوات، ما زالت «ميادة الحناوي» تحافظ على طبقات صوتها القوي وأدائها المستقر، وهو ما بدا واضحًا في أدائها على المسرح الجنوبي، حيث قدمت أغانيها بثقة واقتدار وكأن الزمن لم يمر، لتثبت مجددًا أنها واحدة من آخر الأصوات النسائية الأصيلة في العالم العربي.
وقد شهد الحفل لحظات تفاعل لافتة من الجمهور، خاصة خلال أغنية «أنا بعشقك»، التي أشعلت المدرجات، فيما ظهرت على الحناوي علامات التأثر من هذا الحب الجارف، وشكرت الجمهور أكثر من مرة على وفائه ومحبة استمرت لأكثر من أربعة عقود.
اكتشاف عبد الوهاب.. البداية من مصيف بلودان
تُعد قصة اكتشاف صوت ميادة الحناوي من القصص اللافتة في عالم الفن، إذ استمع إليها الموسيقار محمد عبد الوهاب لأول مرة في سهرة خاصة بمصيف «بلودان» السوري، حين كانت في سن صغيرة، وأعجب بصوتها على الفور، وعرض عليها السفر إلى القاهرة لتبدأ مشوارها الفني من هناك.
ورغم ترددها في البداية ورفضها لفكرة احتراف الفن، فإن صوت ميادة كان قد ترك انطباعًا لا يُنسى لدى موسيقار الأجيال، لتبدأ بعدها خطواتها الاحترافية التي أوصلتها إلى القمة، لتُصنف لاحقًا ضمن نجمات الصف الأول في الوطن العربي.

">
بليغ حمدي والسنباطي.. ألحان كتبت للتاريخ
لم يكن تعاون «ميادة الحناوي» مع كبار الملحنين مجرد محطة، بل كان عاملًا حاسمًا في ترسيخ مكانتها الفنية. فقد كتب لها الموسيقار الراحل بليغ حمدي اثنتين من أجمل أغنياتها وهما: «أنا بعشقك» و«الحب اللي كان»، وهما أغنيتان كانتا بمثابة نقلة نوعية في مشوارها الفني.
كما لحن لها العملاق رياض السنباطي أغنيتين هما «ساعة زمن» وقصيدته الشهيرة «أشواق»، وقال عنها السنباطي جملة شهيرة: «يسعدني كما بدأت حياتي مع أم كلثوم أن أنهيها مع ميادة الحناوي»، في تعبير صريح عن إعجابه بموهبتها الفريدة.
ريادة تقنية.. أول مطربة عربية تسجّل بالتراكات
بعيدًا عن الأداء والصوت، كانت ميادة الحناوي سبّاقة أيضًا في مجال التقنيات الصوتية، إذ تُعد أول مطربة عربية تقوم بتسجيل أعمالها بنظام «التراكات»، وهو نظام يتيح تسجيل اللحن والغناء بشكل منفصل، بما يضمن أعلى درجات الجودة الصوتية، وهو ما انعكس على نقاء وتفاصيل أغنياتها.
كما كانت أول من أطلق أعماله على أسطوانات ليزر في العالم العربي، ما يدل على حرصها على التجديد ومواكبة العصر دون المساس بجوهر الطرب.

">
قصائد وألقاب.. محبة لا تعرف حدودا
لم يتوقف تكريم ميادة الحناوي عند الجوائز الرسمية، بل تجاوز ذلك إلى قلوب محبيها الذين عبّروا عن عشقهم لها بطرق مختلفة.
فقد نظم الشاعر الفلسطيني رامي أبو صلاح قصيدة كاملة في عيد ميلادها، ولقبها الكثيرون بألقاب مثل: «مطربة الجيل»، و«أميرة الطرب»، و«صوت الزمن الجميل»، وكلها تعبير عن مكانتها التي لم تهتز رغم تغير الأجيال.
ختام بصوت لا ينسى.. ووفاء لا يقدر بثمن
أثبتت ميادة الحناوي في مهرجان جرش أنها لا تزال حاضرة بقوة في وجدان الجمهور، وأن الطرب الأصيل ما زال له جمهور وفيّ يتذوق الكلمة واللحن والصوت الحقيقي.
في ليلة حملت عبق الذكريات، صدح صوتها مجددًا، وأعادت للقلوب دفئا افتقدته، مؤكدة أن زمن الطرب الجميل لم ينته، طالما أن هناك صوتًا مثل صوتها لا يشيخ، وجمهورًا وفيًا لا ينكر الجميل.
- الحناوي
- بداية
- العالم
- عامل
- السن
- كتب
- مرور
- قلب
- الحب
- تمر
- المسرح
- الملح
- القصص
- الجمعة
- سريعة
- العرب
- قمة
- الفنون
- النساء
- السفر
- صلاح
- نقل
- محطة
- محمد عبد الوهاب
- السوري
- ملح
- عمل
- حفل
- ساعة
- جوائز
- تعاون
- الحب اللي كان
- الغناء
- مهرجان
- مهرجان جرش
- العمل
- الفن
- ليل
- الموسيقار محمد عبد الوهاب
- عالم الفن
- مال
- جمعة
- ثقافة
- العالم العربي
- القمة
- الجمهور
- الحق
- القاهرة
- الاردن
- شاعر ا
- الصف
- ميادة الحناوي
- الرسم
- القارئ نيوز