الإثنين 28 يوليو 2025 الموافق 03 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

علماء يصنعون الذهب من الزئبق.. اكتشاف مذهل يهز أوساط البحث العالمي

الذهب
الذهب

الذهب من الزئبق، اكتشاف مذهل يهز أوساط البحث العالمي ويعيد تشكيل مستقبل المعادن

في خطوة علمية غير مسبوقة فاجأت المجتمع البحثي والعلمي حول العالم، تمكن فريق من العلماء من تحويل الزئبق إلى الذهب في تجربة تحمل بين طياتها أبعادًا جديدة للفيزياء والكيمياء على حد سواء، حيث أعاد هذا الاكتشاف للأذهان أحلام الكيميائيين القدماء الذين سعوا عبر قرون طويلة لتحويل المعادن الرخيصة إلى «الذهب» عبر ما يُعرف بـ«الخيمياء»، ورغم اعتبارها خرافة علمية لزمن طويل، إلا أن هذا الإنجاز يبرهن أن بعض تلك «الأساطير العلمية» ربما كانت تحمل جذورًا من الحقيقة.

بداية الرحلة من الأسطورة إلى الواقع العلمي

لطالما ارتبط «الذهب» في المخيلة البشرية بالقيمة والثروة والندرة، وكان حلم إنتاجه من مواد أخرى أحد أكثر التطلعات إلحاحًا في العصور القديمة، وسعى الخيميائيون قديمًا جاهدين لتحويل الزئبق إلى الذهب، ولكن المحاولات كلها باءت بالفشل لغياب الأسس العلمية الدقيقة، أما اليوم فالمعادلة اختلفت تمامًا، حيث تمكن علماء من معهد العلوم الفيزيائية في الصين من استخدام تقنية عالية الدقة تعتمد على مسرعات الجسيمات، ما أتاح لهم تعديل تركيبة الزئبق الذرية لإنتاج عناصر تقارب تركيبة «الذهب» بدرجة مدهشة.

كيف جرت عملية التحويل؟

قام الفريق العلمي بإخضاع ذرات الزئبق لقصف مكثف من النيترونات عالية الطاقة داخل مسرّع الجسيمات، ما أدى إلى تقليص عدد البروتونات في نواة الزئبق، وهي العملية الجوهرية في تحويل عنصر إلى آخر، وبعد سلسلة من التفاعلات النووية المعقدة تم تكوين نظير يشبه «الذهب» من حيث التكوين الذري، ورغم أن الكمية المنتجة صغيرة جدًا ولا تصلح للاستخدام التجاري بعد، إلا أن التجربة أثبتت أن «تحويل العناصر» لم يعد أمرًا مستحيلًا.

الذهب 
الذهب 

قيمة الاكتشاف أبعد من مجرد إنتاج الذهب

رغم أن فكرة إنتاج «الذهب» من الزئبق قد تبدو مغرية ماديًا، فإن القيمة الحقيقية لهذا الاكتشاف تكمن في إمكانية استخدام التقنية نفسها لتحويل نظائر مشعة ضارة إلى مواد آمنة، وهو ما يفتح المجال أمام تطورات هائلة في معالجة النفايات النووية والتخلص الآمن منها، كما أن هذه التجارب تعزز من فهم العلماء للتركيب النووي للذرات، وتدفع حدود المعرفة الفيزيائية إلى آفاق جديدة.

«الذهب» بين الندرة والعلم

يعرف «الذهب» بأنه أحد أكثر العناصر الكيميائية استقرارًا وندرة، وتُقدّر كمية الذهب التي استخرجها البشر عبر التاريخ بنحو ٢٠٠ ألف طن فقط، ولذلك فإن التوصل إلى طريقة علمية لإنتاجه قد يغير جذريًا من قيمته الاقتصادية والتجارية، إلا أن العلماء يؤكدون أن تكلفة العملية النووية المستخدمة تفوق حاليًا القيمة المادية للذهب المنتج، ما يجعلها غير مجدية اقتصاديًا في الوقت الحالي.

تأثير محتمل على أسواق المعادن

رغم أن الإنتاج التجاري لـ«الذهب» بهذه الطريقة لا يزال بعيد المنال، فإن هذا الاكتشاف كان له أثر ملحوظ في الأوساط الاقتصادية، حيث أثار المخاوف من أن تصبح قيمة «الذهب» معرضة للتقلب في حال تم التوسع مستقبليًا في إنتاجه صناعيًا، كما أعادت هذه النتائج النقاش حول «التحكم الصناعي في المعادن النفيسة» ومدى تأثيره على الأسواق العالمية.

هل يكون الذهب القادم من المختبرات؟

يعتقد بعض الباحثين أن التحول القادم في صناعة المعادن سيكون عبر المختبرات لا المناجم، حيث يمكن تصنيع العناصر عبر إعادة تشكيل النوى الذرية بشكل دقيق، ومع تسارع الأبحاث في مجالات الفيزياء النووية وعلوم الجسيمات، فإن إنتاج «الذهب» أو غيره من المعادن النفيسة قد لا يكون حكرًا على الطبيعة بعد الآن، مما قد يحدث تحولًا جوهريًا في النظرة إلى الموارد الطبيعية.

الأسئلة الأخلاقية والتقنية

يرى بعض العلماء أن مثل هذه الاكتشافات العلمية تثير قضايا أخلاقية حول حدود تدخل الإنسان في الطبيعة، ومدى إمكانية التحكم في العناصر النادرة بطريقة قد تخل بتوازنات اقتصادية واجتماعية قائمة منذ قرون، كما أن التعامل مع الزئبق كعنصر سام وإخضاعه لعمليات نووية معقدة يحتاج إلى مستويات عالية من الأمان والمعايير الدقيقة لضمان عدم الإضرار بالبيئة أو صحة العاملين.

مستقبل البحث في تصنيع الذهب

في ضوء هذا الاكتشاف المذهل فإن المستقبل يحمل وعودًا كبيرة لأبحاث تصنيع «الذهب» وعناصر أخرى بطريقة علمية، ويُتوقع أن تستمر الفرق البحثية حول العالم في تطوير التقنية وتحسين جدواها الاقتصادية، وربما خلال العقود القادمة نرى تحولًا تدريجيًا في الطريقة التي يتم بها النظر إلى «المعادن الثمينة» من مجرد موارد تُستخرج إلى عناصر يُعاد تشكيلها مخبريًا.

تم نسخ الرابط