السبت 02 أغسطس 2025 الموافق 08 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

نشاطك اليومي قد يخفف القولون العصبي أكثر من الدواء

النشاط البدني
النشاط البدني

القولون العصبي من أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي شيوعًا في العالم اليوم، وقد يعاني الملايين من أعراضه المتقلبة والمؤلمة التي تؤثر على جودة حياتهم اليومية، لكن ما لا يدركه الكثيرون هو أن «مفتاح الراحة» من مشكلات القولون لا يكمن فقط في الأدوية أو الحميات الغذائية الصارمة، بل إن النشاط اليومي المعتدل قد يكون أكثر فاعلية وتأثيرًا في تهدئة أعراض القولون وتحقيق التوازن الداخلي للجسم.

العلاقة بين النشاط اليومي وصحة القولون

تؤكد الدراسات الطبية الحديثة أن هناك علاقة وثيقة بين «القولون العصبي» وبين نمط الحياة، خاصة فيما يتعلق بالحركة والجلوس الطويل، فالأشخاص الذين يعيشون حياة خاملة ويفتقرون إلى الحركة المنتظمة يكونون أكثر عرضة لتفاقم أعراض القولون مثل الانتفاخ والتقلصات والإمساك أو الإسهال، بينما يساعد النشاط البدني اليومي المنتظم في «تحفيز حركة الأمعاء» وتحسين الدورة الدموية في منطقة الجهاز الهضمي، مما يقلل من احتباس الغازات والتقلصات المرتبطة بالقولون العصبي.

كيف تساعد الرياضة في علاج القولون العصبي

ممارسة الرياضة لا تعني بالضرورة التمارين الشاقة أو الذهاب إلى صالات الألعاب الرياضية، بل إن المشي السريع لمدة ٣٠ دقيقة يوميًا أو ممارسة تمارين بسيطة مثل اليوغا أو التمدد يمكن أن يحدث «تغيرًا كبيرًا» في مسار أعراض القولون، حيث تسهم الحركة في «تنشيط عضلات البطن» والمعدة وتنظيم عملية الهضم، كما أنها تحفز الجسم على إفراز الإندورفين الذي يُعرف باسم هرمون السعادة والذي يخفف من التوتر والقلق، وهما من أهم العوامل المسببة لتهيج القولون.

التوتر والقولون.. حلقة لا تنتهي

من المعروف أن «القولون العصبي» يرتبط بشكل مباشر بالحالة النفسية للفرد، فكلما زاد التوتر والضغط النفسي زادت معه نوبات القولون سوءًا، وهنا تظهر أهمية النشاط اليومي مرة أخرى، إذ إن الرياضة لا تفيد فقط في تحسين الهضم بل تلعب دورًا مهمًا في تهدئة الجهاز العصبي والتقليل من إفراز الكورتيزول، وهو الهرمون المسؤول عن الاستجابة للتوتر، ولذلك فإن إدراج أي نشاط بدني بسيط في الروتين اليومي قد يؤدي إلى نتائج مذهلة في تهدئة القولون وتحسين المزاج في الوقت ذاته.

ماذا يقول الأطباء عن تأثير الحركة على القولون

يشير أطباء الجهاز الهضمي إلى أن نسبة كبيرة من مرضى القولون يشعرون بتحسن واضح بعد فترة قصيرة من بدء النشاط البدني المنتظم، حيث يلاحظون انخفاضًا في حدة التقلصات وتراجعًا في أعراض الإمساك أو الإسهال، ويُرجع الأطباء هذا التحسن إلى قدرة الرياضة على «تحفيز حركة الأمعاء الغليظة» وضبط الإيقاع الطبيعي لحركة القولون، كما أن النشاط البدني يساعد في التخلص من الوزن الزائد الذي يزيد بدوره من ضغط المعدة على الأمعاء ويؤدي إلى تهيج القولون.

النشاط لا يعالج القولون فقط بل يحسن الصحة العامة

لا تقتصر فوائد الحركة على القولون فحسب بل تشمل الجسم بأكمله، فمن خلال اتباع نمط حياة نشط يمكن تحسين كفاءة القلب والرئتين وتنظيم سكر الدم وخفض ضغط الدم المرتفع، وهي كلها عوامل تؤثر بشكل غير مباشر على أداء الجهاز الهضمي، كما أن الرياضة ترفع من قدرة الجسم على «مقاومة الالتهابات» وتقوي جهاز المناعة الذي يلعب دورًا مهمًا في التوازن الداخلي للجسم وصحة القولون.

نصائح بسيطة للبدء بنشاط يومي مفيد للقولون

لمن يعانون من القولون العصبي ويبحثون عن حلول عملية فعالة يمكنهم اتباع النصائح التالية للبدء بنمط حياة نشط يدعم صحة القولون.

– ابدأ بالمشي الخفيف يوميًا لمدة ٢٠ دقيقة وزد الوقت تدريجيًا

– جرّب تمارين التنفس أو اليوغا التي تساعد في تهدئة الأعصاب

– تجنب الجلوس لفترات طويلة دون حركة، وحاول القيام من مكانك كل ساعة

– مارس تمارين التمدد أو الرقود على الظهر مع ثني الركبتين لتحفيز حركة القولون

– لا تضغط على نفسك للقيام بتمارين شاقة، بل اجعل النشاط اليومي جزءًا ممتعًا من روتينك

متى تحتاج إلى زيارة الطبيب رغم النشاط اليومي

على الرغم من أهمية النشاط البدني في تخفيف أعراض القولون العصبي، إلا أن بعض الحالات قد تحتاج إلى متابعة طبية خاصة إذا كانت الأعراض مستمرة أو شديدة، مثل وجود دم في البراز أو فقدان الوزن غير المبرر أو ألم مستمر في البطن لا يتحسن مع الحركة، فهذه الأعراض قد تشير إلى وجود حالة طبية أخرى غير مرتبطة فقط بالقولون العصبي وتستدعي التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.

لا تستهِن بأثر الحركة

إن كنت ممن يعانون من اضطرابات القولون، فلا تجعل اعتمادك الوحيد على الدواء فقط، بل امنح جسدك فرصة الشفاء من خلال نمط حياة نشط، فالحركة اليومية المنتظمة لا تخفف فقط من أعراض القولون العصبي بل تمنحك صحة نفسية وجسدية شاملة، وقد تكون تلك «الخطوة الصغيرة» التي تبدأ بها اليوم هي السبب في انتهاء معاناتك مع القولون غدًا.

تم نسخ الرابط