الأحد 10 أغسطس 2025 الموافق 16 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«الداخلية» تضبط أب بالشرقية أجبر ابنه على الركوب في شنطة سيارته

القارئ نيوز

في واقعة أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، اليوم الأحد، ملابسات مقطع فيديو انتشر بشكل كبير، يوثق قيام أحد الأشخاص بالتعدي على نجله بالضرب، وإجباره على الدخول إلى شنطة سيارته في محافظة الشرقية.

 الحادثة التي بدت في البداية غامضة ومثيرة للقلق، دفعت وزارة الداخلية للتحرك الفوري والتحقيق في ملابساتها، وسط تفاعل كبير من قبل المواطنين الذين طالبوا بمحاسبة المتورط.

الفيديو الذي أشعل مواقع التواصل
 

بدأت تفاصيل الواقعة عندما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قصير، يُظهر رجلًا يقوم بدفع شاب صغير نحو شنطة سيارة ويحاول إغلاقها عليه، وسط صراخ واعتراض واضح من الشاب.

 الفيديو لم يستغرق سوى ثوانٍ، لكنه كان كافيًا لإثارة موجة من الغضب على المنصات المختلفة، حيث اعتبره كثيرون شكلًا من أشكال التعنيف الأسري الذي لا يمكن السكوت عنه.

التعليقات انهالت مطالبة بفتح تحقيق عاجل، والكشف عن هوية الشخصين، وسط مخاوف من أن يكون الأمر جزءًا من جريمة أكبر.

تحرك عاجل من وزارة الداخلية
 

فور تداول الفيديو، أصدرت وزارة الداخلية تعليمات بسرعة فحص الواقعة وتحديد مكان وزمان تصوير المقطع، بالإضافة إلى التوصل لهوية الشخصين الظاهرين فيه.

وبحسب بيان صادر عن الوزارة، تبين من الفحص أنه لم ترد أي بلاغات رسمية إلى أجهزة الأمن في هذا الشأن، إلا أن فرق البحث تمكنت من تحديد السيارة المستخدمة في الواقعة، وكذلك هوية مالكها، في وقت وجيز.

هوية المتهم والضحية
 

كشفت التحريات أن الشخص الظاهر في الفيديو هو أب، يقيم في نطاق دائرة قسم شرطة ثالث العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، أما الشاب الآخر فهو نجله البالغ من العمر 15 عامًا.
المفاجأة التي ظهرت خلال التحقيقات أن الواقعة لم تكن بهدف الخطف أو الإيذاء الجسيم، وإنما كانت بدافع ما وصفه الأب بـ«تأديب الابن» بعد خلاف بينهما.

اعترافات الأب أمام النيابة
 

بعد ضبط الأب والسيارة، ومواجهته بما ورد في الفيديو، أقر المتهم بارتكابه الواقعة بالفعل، مؤكدًا أنه لم يكن يقصد الإضرار الجسيم بابنه، وإنما كان يحاول معاقبته بطريقة «يراه رادعة»، على حد قوله.

وأشار الأب إلى أنه أغلق شنطة السيارة لفترة قصيرة فقط، بغرض «إخافة» الابن، قبل أن يخرجه منها، معتبرًا أن ما قام به «أسلوب تربوي» رغم اعترافه بعدم صوابه.

الإجراءات القانونية
 

وزارة الداخلية أكدت في بيانها أنه تم تحرير محضر بالواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق الأب، تمهيدًا لعرضه على النيابة العامة التي ستتولى التحقيق، واتخاذ القرار المناسب وفقًا لما تنص عليه القوانين المنظمة لجرائم العنف الأسري.

وأوضحت أن مثل هذه الأفعال تُعد مخالفة صريحة للقوانين، حتى وإن صدرت بدافع التأديب، نظرًا لما تمثله من خطر على سلامة الأطفال النفسية والجسدية.

ردود فعل المجتمع
 

الواقعة لاقت صدى واسعًا على المستوى المجتمعي، حيث تباينت الآراء بين من رأى أن الأب تجاوز كل حدود التأديب، ومن اعتبر أن الأمر شأن عائلي لا يستحق كل هذه الضجة.
نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي اعتبروا أن الفيديو يُبرز ضرورة تكثيف حملات التوعية ضد العنف الأسري، خاصة وأنه غالبًا ما يُمارس تحت مبرر «التربية».

دعوات للتوعية وحماية الأطفال
 

عدد من الجمعيات الحقوقية والمهتمة بشؤون الطفولة أدانت الواقعة، ودعت إلى تشديد الرقابة على ممارسات العنف الأسري، وضرورة تعزيز ثقافة الحوار بين الآباء والأبناء، بديلًا عن العقاب الجسدي أو الإيذاء النفسي.

وأكدت هذه الجمعيات أن حماية الأطفال ليست مسؤولية الأسرة وحدها، بل مسؤولية المجتمع ككل، وعلى رأسه الأجهزة المعنية بتطبيق القانون.

تسلط هذه الحادثة الضوء على خطورة استخدام أساليب قاسية في تربية الأبناء، حتى وإن كانت النوايا حسنة من وجهة نظر الوالدين. فالقانون لا يفرق بين عنف بدافع الإيذاء أو بدافع التأديب، بل ينظر إلى النتيجة والتأثير.

ويبقى السؤال الأهم: هل يتعلم المجتمع أن التربية الحقيقية تبنى على الحوار والقدوة، لا على الخوف والعقاب البدني؟

تم نسخ الرابط