الجمعة 15 أغسطس 2025 الموافق 21 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الإفتاء تكشف حكم «موت الكلاب دون قصد» وتوضح الشرط الذي يرفع الإثم

الإفتاء المصرية
الإفتاء المصرية

الكلاب من المخلوقات التي أحل الله للإنسان تربيتها في حدود ما يحقق النفع ويدرأ الضرر، وقد جاءت فتوى من الدكتور أحمد عبد العظيم أمين الفتوى في «دار الإفتاء المصرية» لتوضح موقف الشرع من حالة خاصة أثارت تساؤلات الكثيرين، حيث ورد سؤال عن امرأة قامت بحبس كلبين صغيرين داخل المزرعة بغرض تربيتها للحراسة، إلا أنها غفلت عنهما لفترة حتى ماتا، وفي هذا السياق أكد أمين الفتوى أن الأمر إذا وقع «بغير قصد» فلا إثم عليها إن شاء الله، موضحًا أنه رغم انتفاء الإثم إلا أنه من المستحب أن تبادر هذه السيدة إلى الاستغفار لله عز وجل، وأن تتوب توبة صادقة، وأن تندم على ما حدث، وأن تعزم بقلبها على عدم تكرار هذا الأمر مستقبلًا، مؤكدًا أن النية والقصد هما من أهم المعايير التي يعتمد عليها الحكم الشرعي في مثل هذه الحالات، حيث إن الفعل إذا لم يصاحبه تعمد الإيذاء فإنه يخرج عن دائرة الإثم، ومع ذلك يبقى باب التوبة مفتوحًا لكل من شعر بالذنب أو الندم.

نصيحة بالإحسان للكلاب

وأشار الدكتور أحمد عبد العظيم في حديثه إلى أن من الأعمال الصالحة التي يمكن أن تقوم بها هذه السيدة تعويض ما حدث بالإحسان إلى كلبين آخرين، سواء عن طريق شرائهما أو العناية بكلاب موجودة لديها بالفعل، على أمل أن يغفر الله لها ما حدث ويعفو عنها، فالإحسان إلى الكلاب أو غيرها من الحيوانات عمل محمود شرعًا، وله أثر طيب في حياة المسلم، إذ يربط قلبه بالرحمة ويجعله أكثر إحساسًا بضعف المخلوقات التي سخرها الله لخدمته، وأضاف أن رعاية الكلاب للحراسة أو لأي غرض مشروع ينبغي أن تقترن بالمسؤولية الكاملة في توفير الطعام والماء والمأوى، وعدم إهمالها تحت أي ظرف.

هل الكلاب طاهرة؟

وفي معرض رده على سؤال آخر حول مسألة طهارة الكلاب، أوضح أمين الفتوى أن الفقهاء اختلفوا في هذا الأمر اختلافًا بيّنًا، فمذهب الحنفية يرى أن عين الكلب طاهرة، بينما يعتبر ما يخرج منه من عرق أو بول أو لعاب نجسًا، أما مذهب الشافعية والحنابلة فيرى أن عين الكلب نفسها نجسة، في حين أن المالكية يرون أن عين الكلب وما ينتج عنه من عرق أو لعاب أو غيره طاهر، وهذا الاختلاف بين المذاهب الفقهية يعطي للمسلمين سعة في الاختيار، خاصة لمن يضطر إلى التعامل اليومي مع الكلاب سواء للحراسة أو الصيد أو حتى الصحبة.

التيسير على من يضطر للتعامل مع الكلاب

وأكد الدكتور أحمد عبد العظيم أن هذه السعة الشرعية رحمة من الله، إذ يستطيع المسلم أن يختار المذهب الذي يراه أيسر له في التعامل مع الكلاب بما يتوافق مع ظروفه، فإذا كان يضطر إلى ملامسة الكلاب أو التعامل معها بصفة دائمة، فيمكنه الأخذ برأي المالكية الذين يرون أن الكلاب طاهرة العين، ولا يلزمه حينها الغسل أو تغيير الثياب إلا إذا أراد الاحتياط، ونصح أمين الفتوى من يستطيع تخصيص ثوب أو زي معين للتعامل مع الكلاب أن يفعل ذلك، فذلك أدعى للطمأنينة، وإن لم يتيسر الأمر فلا حرج عليه في الأخذ بالرأي الأيسر.

المسؤولية الشرعية والأخلاقية تجاه الكلاب

وشدد على أن الشرع الحنيف يحث على الرحمة بالحيوان ومنه الكلاب، وأن تربية الكلاب للحراسة أو الصيد أو الإرشاد للمكفوفين أو أي غرض نافع أمر مشروع إذا التزم صاحبه بالضوابط، ومن هذه الضوابط توفير المأكل والمشرب وعدم الحبس في ظروف مؤذية، لأن الرحمة بالحيوان تعكس رحمة القلب، وقد وردت أحاديث نبوية تبين فضل الإحسان إلى الحيوان، منها قصة المرأة البغي التي غفر الله لها بسقيا كلب عطشان، مما يدل على عظم أجر هذا العمل.

التوبة والاستغفار في حال التقصير مع الكلاب

وأشار أمين الفتوى إلى أن أي تقصير يقع مع الكلاب أو غيرها من الحيوانات عن غير عمد يمكن أن يُعالج بالتوبة الصادقة وكثرة الاستغفار والعمل الصالح، داعيًا إلى أن تكون تربية الكلاب أو أي حيوان آخر قائمة على أسس من المسؤولية، لأن الإهمال حتى ولو كان بغير قصد قد يترتب عليه نتائج مؤلمة، ومن الحكمة أن يتعلم المربي أساليب العناية السليمة بكلابه حتى يحميها من المرض أو الهلاك.

أهمية التوعية برعاية الكلاب

واختتم الدكتور أحمد عبد العظيم حديثه بالتأكيد على أن نشر الوعي حول كيفية العناية بالكلاب، وبيان الأحكام الشرعية المتعلقة بها، أمر مهم في المجتمع، حتى يعرف الناس متى يكون الفعل مباحًا ومتى يأثم صاحبه، وأن يدرك الجميع أن الرحمة بالحيوان مبدأ أصيل في الشريعة الإسلامية، وأن التعامل مع الكلاب يجب أن يكون وفق ميزان دقيق يجمع بين المنفعة والرحمة.

تم نسخ الرابط