«تنميل الأصابع ووخز الإبر المستمر».. عرض بسيط قد يخفي مرضا خطيرا

تنميل الأصابع ووخز الإبر المستمر من الأعراض التي قد يمر بها الكثيرون في حياتهم اليومية، وقد يعتقد البعض أن هذا العرض مجرد شعور عابر نتيجة الإرهاق أو الضغط العصبي، ولكن الأطباء يؤكدون أن «تنميل الأصابع» قد يكون في بعض الأحيان مؤشرا مبكرا لاضطرابات صحية تحتاج إلى الانتباه والمتابعة الطبية، لذلك فإن الحديث عن «تنميل الأصابع» ليس مجرد تناول عرض بسيط بل هو محاولة لفهم ما وراء هذا الإحساس المزعج الذي يشبه وخز الإبر المتكرر في اليدين.
ما هو تنميل الأصابع
يُعرف «تنميل الأصابع» بأنه إحساس غير طبيعي يفقد خلاله الشخص الإحساس الطبيعي في أطراف يديه ويشعر وكأن أصابعه مثقلة أو مخدرة، وقد يرافق هذا الإحساس وخز يشبه وخز الإبر، وغالبا ما يستمر لثوانٍ أو دقائق لكنه في بعض الحالات قد يطول ليصبح حالة مزمنة تستدعي التدخل الطبي، ويرجع السبب إلى اختلال في انتقال الإشارات العصبية أو ضغط على الأعصاب المغذية للأصابع.
أسباب شائعة لحدوث التنميل
من أبرز أسباب «تنميل الأصابع» هو الجلوس لفترات طويلة في وضعيات غير مريحة تؤدي إلى الضغط على الأعصاب أو الأوعية الدموية، كما أن «تنميل الأصابع» قد يكون نتيجة لنقص بعض الفيتامينات المهمة مثل فيتامين ب12 المسؤول عن تغذية الأعصاب، وفي بعض الحالات يحدث التنميل بسبب مشكلات في العمود الفقري أو انزلاق غضروفي يضغط على الأعصاب الممتدة إلى اليدين، كذلك يمكن أن يكون مرض السكري أحد الأسباب الرئيسية حيث يؤدي إلى اعتلال الأعصاب الطرفية مسببًا ذلك الإحساس المزعج.

متى يصبح التنميل خطيرا
رغم أن «تنميل الأصابع» قد يكون عرضا مؤقتا يزول مع الراحة أو تغيير الوضعية إلا أن استمراره بشكل متكرر أو مصاحبته لأعراض أخرى مثل ضعف العضلات أو فقدان القدرة على التحكم في اليد أو الشعور بألم ممتد إلى الذراع والكتف يجعل الأمر مقلقا، فهذه العلامات قد تدل على أمراض خطيرة مثل الجلطات أو التصلب المتعدد أو مشاكل عصبية تحتاج إلى تدخل عاجل، وهنا يصبح «التنميل» جرس إنذار لا يجب تجاهله.
علاقة التنميل بالأمراض المزمنة
العديد من الدراسات الطبية أكدت أن «تنميل الأصابع» يرتبط ارتباطا مباشرا ببعض الأمراض المزمنة، فمرضى السكري مثلا يعانون من هذا العرض بشكل متكرر نتيجة تضرر الأعصاب الطرفية، كما أن مرضى الضغط وأمراض القلب قد يشعرون بالتنميل بسبب ضعف تدفق الدم إلى الأطراف، ومن جانب آخر قد يكون «التنميل» علامة على التهابات في الأعصاب أو متلازمة النفق الرسغي التي تصيب اليدين بكثرة عند الأشخاص الذين يستخدمون الكمبيوتر لفترات طويلة أو يؤدون أعمالا يدوية متكررة.
نصائح للتعامل مع التنميل
إذا كان «تنميل الأصابع» يحدث بشكل متقطع وغير مستمر فيمكن التخفيف منه عن طريق تغيير وضعية الجلوس أو النوم، والحرص على ممارسة التمارين الرياضية التي تنشط الدورة الدموية وتقلل من الضغط على الأعصاب، كما يُنصح بالاهتمام بالتغذية السليمة وتناول الأطعمة الغنية بفيتامينات ب المعروفة بدورها في حماية الأعصاب، إضافة إلى شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم، أما إذا استمر «التنميل» أو تكرر بشكل مزمن فيجب التوجه إلى الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.
طرق علاج التنميل
علاج «تنميل الأصابع» يعتمد على تحديد السبب الرئيسي له، فإذا كان نتيجة لنقص الفيتامينات فيتم العلاج بتعويض هذا النقص من خلال المكملات الغذائية أو النظام الغذائي الصحي، وإذا كان بسبب مشكلات في العمود الفقري أو الأعصاب فقد يتطلب الأمر جلسات علاج طبيعي أو أدوية مخصصة لتقليل الالتهابات، وفي بعض الحالات مثل متلازمة النفق الرسغي قد يُنصح بإجراء تدخل جراحي بسيط لتخفيف الضغط عن العصب المصاب، أما في حالات الأمراض المزمنة مثل السكري فيكون التحكم في مستوى السكر أساسيا لتقليل أعراض «التنميل».
الوقاية من التنميل
الوقاية دائما خير من العلاج، لذلك يمكن تقليل فرص الإصابة بـ«تنميل الأصابع» من خلال اتباع أسلوب حياة صحي يشمل الحركة اليومية والابتعاد عن الجلوس الطويل في أوضاع خاطئة، وكذلك الاهتمام بالنوم الجيد الذي يتيح للجسم والدماغ استعادة نشاطهما، كما أن تجنب التدخين والإكثار من شرب الكافيين يساهم في حماية الأوعية الدموية ويمنع ضعف تدفق الدم إلى الأطراف، وأيضا فإن الفحص الدوري يساعد على اكتشاف أي مشكلات صحية مبكرا قبل أن تتطور إلى «تنميل» مزمن.
متى تراجع الطبيب
من المهم أن يدرك القارئ أن «تنميل الأصابع» قد يكون عابرا ولكنه أحيانا يكون بمثابة رسالة واضحة من الجسم بأن هناك خللا داخليا يستدعي الانتباه، فإذا لاحظت أن التنميل يصاحبه ضعف في قبضة اليد أو صعوبة في حمل الأشياء أو إذا كان التنميل يمتد إلى أجزاء أخرى من الجسم كالساقين أو الوجه فإن الأمر لا يحتمل التأجيل ويجب مراجعة الطبيب فورا، فالتشخيص المبكر يساهم في علاج السبب وتفادي المضاعفات.
«تنميل الأصابع ووخز الإبر المستمر» قد يبدو عرضا بسيطا للوهلة الأولى ولكنه في بعض الأحيان يخفي وراءه أمراضا خطيرة تستدعي الحذر، والوعي بهذا العرض يساعد على اتخاذ خطوات وقائية مبكرة، لذلك لا يجب إهمال أي إشارة يرسلها لنا الجسم مهما بدت صغيرة، لأن «تنميل الأصابع» قد يكون المفتاح لاكتشاف مشكلات صحية تحتاج إلى التدخل قبل فوات الأوان.