الجمعة 22 أغسطس 2025 الموافق 28 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

إعلان أممي تاريخي يضع أمريكا وإسرائيل بمأزق.. المجاعة في غزة حقيقة رسمية

القارئ نيوز

إنها لحظة فارقة يرتجف لها الضمير الإنساني، لحظة لم يعد الصمت فيها خيارًا، بعد أشهر من الحصار الخانق والدمار المتواصل، تحوّل الجوع في غزة من تحذيرات عابرة إلى حقيقة موثقة ومُعلنة.

 لأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط، تعلن الأمم المتحدة رسمياً عن تفشي المجاعة في غزة، وهي كارثة إنسانية لم تكن لتحدث لولا سياسة التجويع الممنهج. 

هذا الإعلان ليس مجرد تقرير، بل هو شهادة دامغة على جريمة حرب مكتملة الأركان، تضع العالم أجمع أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية لا يمكن التهرب منها.

إعلان المجاعة.. صك إدانة ووصمة عار

أكد «نبيل أبوالياسين»، رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، أن إعلان الأمم المتحدة عن المجاعة في غزة هو شهادة دولية دامغة على الجريمة التي يرتكبها الاحتلال بحق أكثر من مليوني إنسان محاصر. 

هذا الإعلان، الذي جاء متأخراً بعد أشهر طويلة من التحذيرات والمعاناة، يؤكد أن سياسة التجويع تُستخدم كأداة من أدوات الحرب والإبادة الجماعية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

 وإن محاولات الاحتلال السافرة لإنكار هذه الحقيقة الموثقة تظهر مدى استخفافه بالقيم الإنسانية وتكشف عن عقلية إجرامية تتعمد الكذب لتغطية جريمة القتل بالتجويع.

والجدير بالذكر أن هذا الإعلان الأممي التاريخي يأتي تتويجًا لنضال طويل خاضه نشطاء وحقوقيون وإعلاميون أحرار كشفوا الحقيقة ورفضوا الصمت.

 فقبل أشهر، وفي ذروة التعتيم الإعلامي، هاجم «نبيل أبوالياسين» الأمين العام للأمم المتحدة بشدة due to تردده في وصف الكارثة بمسمياتها الحقيقية، كما ظل يطالب «بصفته الشخصية وكممثل لمنظمات حقوقية» مجلس الأمن مراراً وتكراراً بتفعيل «الفصل السابع» من ميثاق الأمم المتحدة لوقف نزيف الدماء. 

اليوم، وبعد إعلان المجاعة، يثبت هذا الإصرار أن صوت الحق لا يخفت، وأن المطالبة المستمرة بالعدالة، رغم كل اليأس والصعوبات، قادرة في النهاية على كسر جدار الصمت الدولي وفرض الاعتراف بالحقيقة. 

وهذا ليس نهاية المطاف، بل هو محطة جديدة لمواصلة الضغط بصوت أعلى حتى تتحقق المساءلة الكاملة ورفع الحصار بشكل دائم.

سياسة التجويع سلاح حرب وقضية جنائية

صرّح مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، بأن المجاعة التي أُعلنت في محافظة غزة هي «نتيجة مباشرة لإجراءات اتخذتها الحكومة الإسرائيلية»، مؤكداً أن استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب يعد جريمة حرب. وأضاف أن الوفيات الناتجة عن المجاعة قد تمثل أيضاً جريمة قتل عمد.

 من جانبها، أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أن هذه المجاعة كان من الممكن تفاديها بالكامل لو لم يتم منع الأمم المتحدة «بشكل ممنهج» من إدخال المساعدات الغذائية. 

هذا التواطؤ الصريح يجعل من المسؤولين عن هذا التجويع متهمين بشكل مباشر أمام القانون الدولي.

أكاذيب الاحتلال تسقط تحت وطأة الحقائق

في مواجهة هذه الأدلة الدامغة، لم يجد الاحتلال سوى سلاحه القديم: الإنكار والتضليل. ففي تعليق على تقرير المرصد العالمي للجوع، نفت وزارة الخارجية الإسرائيلية وجود أي مجاعة في غزة، في محاولة بائسة لتجاهل الحقائق الميدانية الموثقة. 

لكن هذه المرة، لم يعد التضليل ينطلي على أحد. ففي ظل الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة التي تؤكد أن نحو نصف مليون شخص يواجهون جوعاً كارثياً، وأن هذا العدد مرشح للارتفاع، أصبحت أكاذيب نتنياهو وحكومته المتطرفة مجرد محاولات يائسة للتغطية على جرائمهم.

عنفٌ وإبادةٌ في مواجهة البراءة

في تحدٍ سافر لإعلان الأمم المتحدة، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن نية تدمير مدينة غزة إذا لم تتخل حماس عن سلاحها، في تهديد يثبت أن الاحتلال يرى في المجاعة والدمار أدوات مشروعة لتحقيق أهدافه. 

هذا التهديد يؤكد أن الحرب الدائرة لا تستهدف المقاتلين فقط، بل تهدف إلى إبادة شعب بأكمله، ومحو مدنه ومقومات حياته. 

هذا العنف الأعمى الذي يواجه الأبرياء العزل يكشف عن الوجه الحقيقي لإسرائيل التي تسعى إلى تحقيق نصر عسكري على أنقاض القانون والأخلاق الإنسانية.

دعوات للتحرك الفوري ومحاسبة الجناة

أشار «أبوالياسين» إلى أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية قانونية وأخلاقية عاجلة لوقف هذه الجرائم، مطالباً الأمم المتحدة ومجلس الأمن باستخدام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لفرض وقف الحرب ورفع الحصار.

 كما دعا إلى فتح المعابر بشكل فوري لإدخال المساعدات، ومحاسبة الاحتلال على استخدامه التجويع كسلاح حرب.

 وأكد أن الدعم الأمريكي الكامل لإسرائيل، وتحديداً من قبل الرئيس ترامب، يجعل من الولايات المتحدة شريكاً فعلياً في هذه الجرائم، مما يضعها أمام مسؤولية تاريخية.

 هذا البيان الأممي المشترك يجب أن يكون نقطة تحول لوقف الحرب وضمان وصول المساعدات دون عوائق.

ردود فعل دولية غاضبة وعزلة متصاعدة

لم يمر إعلان الأمم المتحدة مرور الكرام، بل أثار موجة غضب عارمة ودعوات فورية للتحرك.

 في أوروبا، دعت مجموعة من الدول إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث «الإجراءات القطعية» لفرض وقف إطلاق النار ورفع الحصار.

 كما أعلنت عدة دول، على رأسها إسبانيا وأيرلندا، تعليق جميع صفقات الأسلحة مع إسرائيل فوراً، في خطوة عملية تترجم الغضب الأخلاقي إلى فعل سياسي

هذه التحركات، التي تتزايد يوماً بعد يوم، تضع الحلفاء التقليديين لإسرائيل، وخاصة الولايات المتحدة، في موقف دفاعي محرج، وتكشف عن شرخ عميق في الموقف الغربي، مما يعمق من عزلة الكيان المحتل ويدمغ سياسته بالإبادة الجماعية.

وختامًا.. العالم أمام محك تاريخي

إن إعلان الأمم المتحدة الرسمي عن المجاعة في غزة ليس مجرد خبر عابر، بل هو لحظة تاريخية ستحدد موقف العالم من العدالة والإنسانية. 

لقد كشفت غزة عري المجتمع الدولي، وفضحت التواطؤ والصمت الذي شجع الاحتلال على ارتكاب أبشع الجرائم.

 إن التجويع الذي أزهق أرواح الأطفال والنساء ليس قدراً، بل هو نتيجة مباشرة لسياسات متعمدة، ولن يمر دون ثمن.

 فمحكمة العدل الدولية أمام مفترق طرق الآن لتتحرك بشكل فوري، والعالم كله مدعو للتحرك.

 فالتاريخ لا يرحم، وسيكتب أن هناك من وقف مع الحق، وهناك من تواطأ مع الظلم. وسيبقى صوت الضحايا يلاحق المجرمين ومن يحميهم حتى تتحقق العدالة الكاملة.

تم نسخ الرابط