عقوبة إهمال الصلاة على النبي.. «علامة للبخل والجفاء »

الصلاة على النبي تعد من أعظم القربات وأجل العبادات، وقد أكد العلماء والفقهاء في مختلف العصور أن «الصلاة على النبي» تحمل معاني الرحمة والبركة والمغفرة، وفي هذا المقال يستعرض القارئ نيوز مكانة «الصلاة على النبي» وأهمية الالتزام بها، ونوضح ما جاء في الأحاديث النبوية من تحذيرات شديدة لمن يترك هذه العبادة العظيمة، مع الإشارة إلى أقوال كبار العلماء مثل الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف الذي شدد على خطورة الإعراض عن هذه السنة المؤكدة.
«الصلاة على النبي» عبادة عظيمة
أوضح الدكتور علي جمعة أن المسلم ينبغي أن يحرص على «الصلاة على النبي» في كل وقت، فتركها يجلب «الحرمان» ويؤدي إلى فقدان البركة في الحياة، وأشار إلى أن الإعراض عن «الصلاة على النبي» علامة على ضعف الإيمان وقسوة القلب، وهو ما وصفه النبي الكريم بالبخل والجفاء، كما أكد أن «الصلاة على النبي» ليست مجرد كلمات تقال بل هي عبادة تفتح أبواب الرحمة والقبول.
الوعيد الشديد لترك «الصلاة على النبي»
استشهد الدكتور علي جمعة بأحاديث نبوية كثيرة توضح الوعيد الشديد لمن يترك «الصلاة على النبي»، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى به شحًا أن أذكر عنده ثم لا يصلي علي»، وفي حديث آخر قال: «البخيل من ذكرت عنده ولم يصل علي»، وهذه الأحاديث الصحيحة تبين أن الامتناع عن «الصلاة على النبي» يوقع المسلم في دائرة الحرمان من رحمة الله، وأن جبريل عليه السلام دعا على من ذُكر عنده النبي ولم يصل عليه بالإبعاد والخسران، وأمَّن على ذلك الدعاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو وعيد بالغ الخطورة.
إجماع العلماء على عظم شأن «الصلاة على النبي»
أجمع العلماء على أن ترك «الصلاة على النبي» من الكبائر، فقد عد ابن حجر الهيتمي هذا الفعل من الكبائر في كتابه «الزواجر عن اقتراف الكبائر»، وذكر أن الوعيد الشديد الوارد في الأحاديث يدل على عظم الجرم، حيث دعا النبي صلى الله عليه وسلم على من ترك «الصلاة على النبي» بالذل والهوان، وأكد أن هذا الفعل يجلب غضب الله وحرمان العبد من الرحمة، وهو أمر لا يستهان به.
فضل الإكثار من «الصلاة على النبي»
الإكثار من «الصلاة على النبي» سبب لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات، وقد ورد أن من صلى على النبي واحدة صلى الله عليه بها عشرًا، وهي سبب لتفريج الكروب وإجابة الدعوات، كما أنها وسيلة لنيل شفاعة النبي يوم القيامة، وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن المسلم الذي يكثر من «الصلاة على النبي» ينال محبة الله ورضاه، ويحظى بطمأنينة القلب وسكينة الروح، وهي من أعظم النعم التي يتمنى كل مؤمن الوصول إليها.
أثر «الصلاة على النبي» في حياة المسلم
تجعل «الصلاة على النبي» حياة المسلم مملوءة بالنور والبركة، فهي تقوي الصلة بين العبد وربه، وتجعله دائم الذكر والاتصال الروحي، كما أنها تحفظه من الشرور وتجلب له الرزق، وأكد الدكتور علي جمعة أن «الصلاة على النبي» ليست فقط عبادة تؤدى في أوقات محددة بل هي عمل مستمر يجب أن يرافق المسلم في كل أحواله، في الصباح والمساء، في أوقات العمل والراحة، حتى يكون دائمًا في معية النبي الكريم.
التحذير من الغفلة عن «الصلاة على النبي»
الغفلة عن «الصلاة على النبي» قد تكون سببًا في نزول البلاء وحرمان التوفيق، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الغفلة، حيث جاء في الحديث الشريف أن جبريل دعا على من أدرك رمضان ولم يغفر له وعلى من ذكرت عنده ولم يصل على النبي، وهذا دليل قاطع على أن «الصلاة على النبي» باب عظيم من أبواب الرحمة، ومن تركه أغلق على نفسه أبواب الخير.
دعوة دائمة للالتزام بـ«الصلاة على النبي»
ينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يلتزموا بـ«الصلاة على النبي» في كل وقت، فهي ليست مجرد ذكر عابر بل هي عبادة عظيمة تتعلق بحب الرسول وطاعة أمر الله، ومن أراد الفوز برضوان الله والنجاة يوم القيامة فليكثر من «الصلاة على النبي» في كل حين، ولنجعل ألسنتنا رطبة دائمًا بهذا الذكر الشريف حتى نكون من أهل محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن أهل شفاعته.