الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 الموافق 24 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

برحيله.. فؤاد المهندس يترك فراغ في الكوميديا المصرية

فؤاد المهندس
فؤاد المهندس

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان الكبير فؤاد المهندس، الذي لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل صانع مدرسة متكاملة في فن الإضحاك الراقي، وأستاذًا أخرج أجيالًا كاملة من المبدعين في المسرح والسينما والتلفزيون.

 لقد جسد المهندس موهبة فريدة جعلت منه رمزًا للمرح الذكي، حيث جمع بين الفكاهة والرسالة الاجتماعية في آن واحد.

بدايات في الإذاعة المصرية

بدأ المهندس مشواره الفني من بوابة الإذاعة المصرية، عبر برنامج «ساعة لقلبك» في الخمسينيات. 

هناك كون مع زملائه نواة فرقة كوميدية أصبحت لاحقًا من أبرز معالم المشهد الفني. 

كان صوته المميز وحضوره المرح بمثابة بطاقة عبور إلى قلوب المستمعين، وفتح له الطريق نحو الشهرة والاعتراف بموهبته.

المسرح.. منصة التألق والرسالة

رغم نجاحه الإذاعي، كان المسرح الملعب الأوسع الذي صنع شهرته الحقيقية، قدّم أعمالًا خالدة مثل: «سيدتي الجميلة»، «سك على بناتك»، «إنها حقًا عائلة محترمة»، و«أنا وهو وهي». 

ولم يكن المسرح مجرد وسيلة للضحك، بل مساحة لطرح قضايا اجتماعية في قالب كوميدي ذكي، ما جعله أقرب إلى الجمهور.

السينما والشراكة الفنية مع شويكار

انتقل المهندس إلى السينما ليكتب فصلًا جديدًا من نجاحه، خصوصًا من خلال شراكته مع الفنانة شويكار.

شكل الثنائي معًا علامة فنية لا تُنسى، وقدم أفلامًا خالدة مثل: «أرض النفاق»، «شنبو في المصيدة»، و«العتبة جزاز». 

وقد جمعت بينهما العلاقة الفنية والحياتية، لتصبح قصتهما من أشهر الحكايات في الوسط الفني المصري.

«كلمتين وبس».. صوت النقد الاجتماعي

لم يغِب المهندس عن الإذاعة حتى في ذروة نجوميته، إذ قدّم برنامج «كلمتين وبس» الذي استمر لعقود. 

كان البرنامج منبرًا لنقد السلبيات الاجتماعية والسياسية بلغة بسيطة وجرأة لاذعة، ليؤكد أن فنه يحمل رسالة تتجاوز التسلية، وأن الكوميديا يمكن أن تكون وسيلة للتأثير والتغيير.

مدرسة الكوميديا وفن الأداء

لم يكن المهندس مجرد ممثل كوميدي، بل مدرسة متكاملة في الأداء تعتمد على الموقف والإفيه الذكي بعيدًا عن الابتذال. 

وقد تأثر به عدد من كبار نجوم الكوميديا مثل عادل إمام ومحمد صبحي، الذين ساروا على نهجه وأضافوا من خبراتهم وتجاربهم، مما جعل أسلوبه في المزج بين النقد الاجتماعي والفكاهة إرثًا فنيًا خالدًا.

القيم الإنسانية في أعماله

أعمال فؤاد المهندس لم تقتصر على التسلية، بل حملت قيمًا إنسانية وأخلاقية عالية، من التسامح والرحمة إلى النقد البنّاء للسلبيات المجتمعية. 

كان يؤمن أن الكوميديا وسيلة قوية لإيصال الرسائل، وأن الجمهور قادر على التفاعل مع الفن الراقي الذي يوازن بين المتعة والفائدة.

إرث خالد وتأثير مستمر

برحيل فؤاد المهندس، فقدت الكوميديا المصرية أحد أعمدتها، لكن إرثه ظل حاضرًا في وجدان الجمهور والفنانين على حد سواء. 

أسلوبه المتميز في المزج بين الفكاهة والرسائل الاجتماعية، وقدرته على بناء شخصيات محبوبة وواقعية، جعل منه نموذجًا فنيًا يحتذى به، ويستمر تأثيره في الأجيال الحالية والمقبلة.

علامة بارزة في تاريخ الفن المصري

يبقى فؤاد المهندس علامة بارزة في تاريخ الفن المصري، مدرسة متكاملة للكوميديا الراقية، ورسالة فنية غنية بالإنسانية والرحمة.

 أعماله ومسرحياته وبرامجه الإذاعية تحفظ إرثه للأجيال، مؤكدة أن الضحك يمكن أن يكون أداة للتغيير، وأن الفن الراقي قادر على الجمع بين المتعة والفائدة في آن واحد.

تعليم الأجيال فن الأداء والابتكار 

يبقى إرث فؤاد المهندس حاضرًا في وجدان المصريين والعرب، إذ لم تقتصر مساهماته على الضحك فقط، بل امتدت لتعليم الأجيال فن الأداء والابتكار في الكوميديا

مدرسة المهندس في المزج بين الفكاهة والرسالة الاجتماعية تظل مرجعًا لكل فنان يسعى لتقديم فن راقٍ ومؤثر.

 رحيله ترك فراغًا كبيرًا، لكن أعماله ومبادئه الفنية مستمرة في التأثير على المسرح والسينما والإذاعة، محافظةً على بريق الكوميديا المصرية الأصيلة عبر الزمن.

تم نسخ الرابط