نتنياهو يواجه مأساة عسكرية مزدوجة على الحدود

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن القتيلين في معبر اللنبي الحدودي مع الأردن هما جنديان، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.

وأوضح نتنياهو أنه تم إبلاغه اليوم بمقتل 4 مجندين إسرائيليين في رفح، بالإضافة إلى 2 آخرين عند معبر اللنبي، معربًا عن حزنه الشديد لهذه الخسائر.

الحادث أثقل كاهل نتنياهو سياسيًا وعسكريًا، وأثار انتقادات واسعة على إدارة الأمن والحدود، مما يزيد الضغط عليه داخليًا ويهدد شعبيته ويجبره على اتخاذ قرارات عاجلة لتعزيز صورته القيادية.

إطلاق نار في معبر جسر الملك حسين الحدودي

وأفادت تقارير إسرائيلية بأن عملية إطلاق نار وقعت اليوم في معبر جسر الملك حسين بين الأردن وإسرائيل، أسفرت عن مقتل عناصر من قوات الأمن الإسرائيلي وإصابة آخرين.

وبحسب المعلومات الأولية، نفذ الهجوم ثلاثة مسلحين، حيث دخلوا المعبر عبر منطقة الشحن، ونزل أحدهم من الشاحنة وأطلق النار من مسافة قريبة على عناصر الأمن الإسرائيليين.

إجراءات أمنية مشددة بعد الحادث

في أعقاب الواقعة، أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي معبر جسر الملك حسين بشكل كامل، ودفع الجيش بتعزيزات عسكرية إلى موقع الحادث لضمان السيطرة على الوضع وتأمين المنطقة.

جيش الاحتلال يعلن تدمير أكثر من 150 هدفا بغزة

وفي سياق منفصل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أنه دمّر أكثر من 150 هدفًا في قطاع غزة خلال يومين، وذلك في إطار عملياته العسكرية التي يواصل تنفيذها منذ بدء الاجتياح البري للقطاع.

وأوضح جيش الاحتلال أن عملياته شملت تدمير منازل ومبانٍ سكنية باستخدام الروبوتات المفخخة في مناطق شمال غربي وشمالي شرقي مدينة غزة، إضافة إلى استهداف منازل متلاصقة مكتظة بالمواطنين وخيام نازحين في عدة مناطق متفرقة داخل المدينة.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه غزة أوضاعًا إنسانية كارثية جراء استمرار القصف المكثف وتوسع رقعة الدمار، حيث تتعرض البنية التحتية والمناطق السكنية إلى عمليات هدم منظمة.

حصيلة الخسائر الإنسانية منذ 7 أكتوبر

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، حربها على قطاع غزة، ما أسفر عن ارتكاب جرائم وصفت بـ«الإبادة الجماعية»، إذ بلغ عدد الشهداء 64 ألفًا و964، فيما وصل عدد المصابين إلى 165 ألفًا و312، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

كما تسببت المجاعة الناجمة عن الحصار ونقص الإمدادات الإنسانية في وفاة 428 مواطنًا، بينهم 146 طفلًا، وفق مصادر صحية فلسطينية.

تدهور الوضع الإنساني

المراقبون يؤكدون أن استمرار استهداف المدنيين والبنية التحتية ينذر بتفاقم المأساة الإنسانية في القطاع، خاصة في ظل محدودية وصول المساعدات وغياب مقومات الحياة الأساسية، وهو ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليات عاجلة لوقف الحرب وتوفير الحماية للمدنيين.

قصف إسرائيلي عنيف يواكب توغل القوات البرية بغزة

ومن جهة أخرى، شهد قطاع غزة تصعيد عسكري إسرائيلي واسع النطاق، حيث كثفت طائرات الاحتلال غاراتها الجوية على مختلف أحياء مدينة غزة، فيما استهدفت مناطق متفرقة بالقصف المكثف، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في القطاع المحاصر.

اجتياح بري لمدينة غزة

وأفادت تقارير ميدانية بأن مروحيات جيش الاحتلال فتحت نيران رشاشاتها تجاه المناطق الغربية المكتظة بالنازحين، في محاولة لدفعهم إلى النزوح باتجاه الجنوب عبر وادي غزة. وفي تطور خطير، أكد مسؤول عسكري إسرائيلي لوكالة «رويترز» أن القوات البرية توغلت في عمق مدينة غزة.

تحركات سياسية داخل إسرائيل

كما ذكرت القناة 12 العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غادر جلسة محاكمته بشكل طارئ بعد تلقيه مغلفًا عاجلًا لإجراء اتصال أمني.

 في المقابل، اتهم زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي نتنياهو بإطلاق هذه العملية العسكرية الواسعة من أجل ضمان بقائه في السلطة، محذرًا من أنها تشكل تهديدًا لمستقبل إسرائيل.

الوضع الصحي في غزة

وفي المقابل، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن أقسام الطوارئ تعاني ازدحامًا شديدًا في ما تبقى من المستشفيات العاملة داخل المدينة، مؤكدة أن الطواقم الطبية تعمل في ظروف قاسية مع نقص حاد في الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية المنقذة للحياة، فضلًا عن العجز الكبير في وحدات الدم، ما يزيد من خطورة التدخلات الجراحية لإنقاذ الجرحى.